5 أخطاء شائعة تؤدي إلى تدني تقدير الذات

لا يوجد شيء في الحياة أهم من تقديرك لذاتك، لكن كيف تفكِّر بنفسك، وكيف تشعر بها، أساساً ما هو رأيك بنفسك؟ ولماذا تقدير الذات أمرٌ هامٌّ جداً؟



تقدير الذات غاية في الأهمية للأسباب الآتية:

  • لأنَّه يجعل الحياة أسهل وأبسط، فعندما تحب نفسك، لن تجد أي أمر يواجهك صعباً، ولن تلوم نفسك كثيراً بسبب الأخطاء.
  • ستنخفض مشاعر التخريب الذاتي، ويتحسَّن تقديرك لذاتك بصورة أفضل، وستشعر أنَّك تستحق الأمور الجيدة في الحياة، ومن ثمَّ ستكون أكثر حماسةً وتحفيزاً لمتابعة ما تريده في أعماقك ومواجهة عقبات أقل في طريقك.
  • ستكون أكثر جاذبيةً في أيِّ نوع من العلاقات، ولأنَّك ستواجه قدراً أقل من التعقيد والصراعات غير الضرورية، فستكون أكثر مرونةً في الأوقات الصعبة، وستشعر بالسعادة، وسيكون لديك موقفاً أكثر إيجابيةً.

إذاً، كيف تزيد من تقديرك لذاتك وتحصد هذه الفوائد؟

في هذا المقال سنتحدث عن 5 أخطاء شائعة يمكن أن نرتكبها مع تقدير الذات، والحلول لإصلاح هذه الأخطاء من خلال استبدالها باستراتيجيات وعادات أفضل، ونتمنَّى أن يساعدك هذا المقال على زيادة وعيك بتقديرك لذاتك، ومنحك الأدوات العملية التي يمكنك استخدامها في حياتك الخاصة.

1.عدم تخصيص الوقت الكافي للتركيز على تقدير نفسك:

من السهل جداً أن تضيع في التركيز على الأمور الخاطئة في نفسك، مثل الإخفاقات والعيوب، ومع أنَّه من الجيد التعلُّم من الماضي، فإنَّه من غير الصحي أن تنظر إلى نفسك من خلال هذه السلبيات كل يوم.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

ابدأ بأخذ استراحة مدتها دقيقتين لتقدير ذاتك كل يوم هذا الأسبوع، اجلس في مكان هادئ، وخذ نفساً عميقاً، واسترخِ، ثمَّ اسأل نفسك هذا السؤال: "ما هي الأمور الثلاثة التي يمكنني أن أقدِّرها في نفسي؟"، ولا يجب أن تكون أموراً كبيرة، فقد يكون أمراً بسيطاً، مثل التزامك بالمواعيد، أو تنظيف أسنانك بالخيط هذا الصباح.

من خلال القيام بذلك لفترة قصيرة يوماً بعد يوم، ستبدأ نظرتك تجاه نفسك في التغيُّر، وستصبح ردود أفعالك تجاه المواقف والأفكار التي تظهر خلال بقية يومك أكثر لطفاً مع الذات.

2. السعي نحو المثالية:

قد يكون القيام بالأمور على أكمل وجه خياراً جيداً، فإذا أنجزت أمراً ما بطريقة مثالية سيمدحك الناس، ومن ثمَّ لن تخاطر بالتعرُّض للنقد، وستشعر بالرضى عن نفسك.

لكنَّ المثالية عادة مدمرة جداً، وقد تدفعك إلى الإفراط في التفكير، وتمنعك من اتخاذ الإجراءات اللازمة، وذلك لأنَّك أصبحت خائفاً جداً من فكرة عدم الارتقاء إلى مستوى يفوق مستوى البشر الذين يحيطون بك، أو أنَّك ستتخذ إجراء ولكنَّك نادراً ما تكون راضياً عنه وعن أدائك، وهكذا تفقد تقديرك لذاتك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

افعل ما هو كافٍ ليتناسب مع احتياجاتك، فعندما تسعى إلى إنجاز أمر ما بمثالية، عادةً ما ينتهي بك الأمر إلى عدم القيام به؛ لذلك تعلَّم القيام بما هو كافٍ بدلاً من ذلك، ولا تستخدم المثالية ذريعةً للتراخي، وإنَّما أنجِز المهمة أو المشروع، بدلاً من إضاعة الوقت في التحضير له أو جعله مثالياً.

3. المقارنة:

يمكن أن تجعلك فكرة مقارنة نفسك بالآخرين وحياتهم تشعر بالرضى، فقد يكون لديك شهادات أفضل، أو أن تكون في وضع أفضل، أو لديك منزل أجمل، لكنَّ المشكلة في عقلية التفكير هذه هي الجانب المظلم للمقارنة طوال الوقت، وهذا الجانب المظلم هو أنَّك لا تستطيع الفوز أبداً؛ إذ يوجد دائماً أشخاص أفضل منك في أمرٍ ما أو لديهم أشياء أكثر أو أجمل.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

استبدل هذه العادة المدمرة بمقارنة نفسك مع نفسك، انظر إلى أين وصلت وماذا حقَّقت، وركِّز على الطريقة التي يمكنك فيها تحسين نفسك، وكيف حسَّنت نتائجك، فسيحفِّزك هذا الأمر ويزيد من تقديرك لذاتك.

إقرأ أيضاً: كيف تحول الضغط إلى نجاح؟

4. الضغط على النفس بعد التعثر والفشل:

كلنا نتعثَّر أو نفشل أو نرتكب أخطاء من وقت لآخر، وهو أمر طبيعي ويحدث لأيِّ شخص يرغب في أن يفعل شيئاً ذا قيمة في الحياة، لكنَّ الطريقة التي تتعامل بها مع هذه المواقف تُحدِثُ فرقاً كبيراً في تقديرك لذاتك ونجاحك في كل ما تريده في الحياة.

من الطرائق الشائعة للتعامل مع هذه المواقف أن تلوم نفسك بسبب فشلك، فقد يبدو هذا الأمر مألوفاً ومفيداً أحياناً، لكنَّه ليس خياراً مناسباً.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

عندما تواجه إحدى هذه المواقف، كن لطيفاً مع نفسك، وأسأل نفسك:

كيف سيدعمك صديقك أو والداك ويساعدانك في هذا الموقف؟

فكِّر في الأمر، ثمَّ افعل ما يجب عليك فعله، وتحدَّث إلى نفسك بالطريقة نفسها التي تتوقعها من صديقك أو والداك، فستساعدك هذه العادة على عدم الشعور باليأس وكراهية الذات، وأن تكون أكثر إيجابيةً بعد أول ألم تواجهه أو صدمة تتلقاها بعد اختبار فاشل، أو موعد لم يسر على ما يرام، أو الانتكاسة في أثناء التمرين، فكلُّ هذه الأمور ستتلاشى.

5. إضاعة الوقت مع أشخاص أو مصادر تستنزف طاقتك:

سيكون للأشخاص وكافة المصادر الموجودة في حياتك تأثيراً كبيراً في طريقة تفكيرك وتصرفاتك؛ لهذا كن حذراً، ولا تدع الأشخاص المقربين منك أو مصادر الإنترنت أو التلفاز أو المجلات تُضعف معنوياتك من خلال النقد اللاذع والتشاؤم والمثالية.

إقرأ أيضاً: 5 أشياء تتسبّب في ضياع الوقت

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

فكِّر في الأشخاص ومصادر المعلومات التي تقضي معظم الوقت معها، واسأل نفسك هذَين السؤالين:

  • من هم أكثر 3 أشخاص سلبيين ومستنزفين للطاقة في حياتك؟
  • ما هي مصادر المعلومات الثلاثة التي يبدو أنَّ لها أكبر تأثير سلبي في مزاجك وأفكارك وتقديرك لذاتك؟

فكِّر في إجاباتك، ثمَّ فكِّر في طريقة قضاء وقت أقل مع أحد هؤلاء الأشخاص، وأحد مصادر المعلومات هذه هذا الأسبوع.

في الختام:

اتَّخذ الإجراء المناسب بشأن أحد هذه الأمور اليوم، وابدأ بنشاطاتك لتكوين البيئة التي تساعدك على أن تكون أكثر تماسكاً وإيجابيةً.




مقالات مرتبطة