4 وسائل للتكيف مع المجهول

من المؤكد أنَّ الجائحة أثَّرت في عملنا بطرائق مختلفة، فالحاجة المتزايدة إلى العمل من المنزل، إضافةً إلى مساعدة أطفالنا في التعليم الذي يتلقونه عن بعد، زادت من إرهاقنا وأضعفَت حماستنا، وحتى إنَّنا عندما بدأنا نتكيَّف ببطء مع الوضع الطبيعي الجديد الذي يشبه حياتنا السابقة إلى حد ما، وجدنا أنَّ المكاسب التي حققناها معرَّضةً للزوال بسبب طفرات الفيروس المستجدة، ويبدو أنَّه من الصعب النظر بإيجابية مع هذا الكم الهائل من الشعور بعدم الاستقرار.



لكن بالاعتماد على المرونة يمكن أن نواجه هذه الصعوبات، وفي ندوة سابقة على موقع "هابي فاي" (Happify) ناقشت خبيرة علم النفس الإيجابي "ستيلا غريزون" (Stella Grizont) كيفية النجاح خلال هذه الفترة الانتقالية، وفيما يلي بعض النصائح التي قدَّمَتها للنجاح في العودة إلى العمل:

1. استفِد من غريزة اللعب:

عندما نشعر أنَّنا أمام وضع غامض، فنحن نميل غالباً إلى توخي الحذر من أي شيء يمكن أن يشكل تهديداً، ولكي نتجنب الانحياز بتفكيرنا نحو السلبيات تقترح "غريزون" أن نميل إلى عقلية اللعب ورؤية المجهول على أنَّه شيء جديد وممتع.

تقول "غريزون": "كما أنَّه لدينا قدرة على التأهب وتوخِّي الحذر، فإنَّه لدينا قدرة على اللعب حتى لو كنا ناضجين، وهذا يساعدنا على التأقلم مع المجهول"، وأسهل طريقة لتنمية هذه العقلية هي إعادة صياغة واجباتك على شكل فرص، تقول "غريزون": "بدل أن تبدأ الجملة بـ "يجب أن"، ابدأ بـ "سأفعل" وبدل أن تتوقع الفشل مسبقاً، انظر إلى ما ينتظرك على أنَّه مفاجأة تريد اكتشافها".

2. احصل على الدعم اللازم:

إدارة عملية الانتقال إلى المجهول أسهل بكثير عندما تتلقى الدعم، تقول "غريزون": إنَّه يمكنك الحصول على الدعم بطرائق عدَّة، مثل جلسة تمرين مكثف مع أصدقائك عبر منصة "زووم" (Zoom) أو إيجاد منتور أو يمكنك الطلب من زملائك تقديم طرائق عملية للحصول على الدعم.

تشير "غريزون" إلى أنَّه يمكنك الحصول على الدعم من خلال الحديث مع الذات، مثلاً يمكنك تخيُّل الدعم الذي تحتاجه، تقول "غريزون": "نرى الأمور أقل صعوبةً عندما نشعر أنَّنا مدعومون، فأغمِض عينيك وتصوَّر شخصاً يحبك ويؤمن بك وتخيَّل أنَّه يقول لك عبارات تشجيعية؛ حيث يمكن لهذا الخيال أن يساعد على تحقيق الكثير".

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتغلب على خوفك من المجهول

3. قدِّر إنجازاتك:

أحياناً تشعر أنَّك لا تؤدي عملك كما يجب، خاصةً عند العمل على مشروع ضخم أو التعامل مع وضع يشعرك بالحيرة، لكنَّ تقدير الإنجازات البسيطة والتقدم الذي تحرزه في حياتك يمكن أن يرفع معنوياتك.

تقول "غريزون": "عندما نفعل ذلك، فنحن نذكِّر أنفسنا بما نملكه من خيارات وبالقرارات التي اتخذناها وبأنَّنا نخلق واقعنا"، وتسمي "غريزون" هذا "أرشيف الإنجازات"؛ حيث نتذكر دوماً ما اخترناه بإرادتنا ونُقدِّره ونُعزِّز من ثمَّ إحساسنا بالقوة والقدرة على التكيف، تقول "غريزون": "تنبع الثقة الحقيقية من رؤيتنا لأنفسنا نتخذ المبادرات ونقوم بالاختيار بما هو هام بالنسبة إلينا".

إقرأ أيضاً: كيف تبني تقدير الذات؟

4. خذ وقتك:

في مثل هذه الحالات غالباً ما نعيش الحياة بوتيرة سريعة متجاهلين حاجاتنا الحقيقية؛ إذ توصي "غريزون" بتخصيص بعض الوقت للاعتراف بالصراع الداخلي الذي نعيشه بدلاً من تجاهله ومن ثمَّ ترسيخه، وتُنبه "غريزون" إلى أنَّ: "ما نقاومه يبقى موجوداً، وأنَّ إهمال مشاعرنا والتظاهر بأنَّنا سعيدون يمكن أن يقوي هذه المشاعر، وبدلاً من ذلك يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا ونولي اهتماماً لما نشعر به ونسأل أنفسنا جدياً: ما الذي أشعر به؟ ما هو انطباعي عن هذا الأمر؟ وما هي المشاعر المرتبطة به؟".

يُعَدُّ هذا الأمر ضرورياً لصحتك العقلية، خاصةً عندما تعاني من الضغط والشعور بعدم الأمان، تقول "غريزون": "كلما حاولنا كبت شعور ما، زادت قوة هذا الشعور، لذلك يجب تحديد ومعرفة هذه المشاعر السلبية بدلاً من تجاهلها".

فالعودة إلى عالم تغيَّر تغيُّراً قطعياً بسبب الوباء قد يكون أمراً مخيفاً، لكنَّ استخدام هذه الوسائل لنصبح أكثر وعياً بأنفسنا وحاجاتنا ونجاحاتنا يمكن أن يُحدِث فارقاً هائلاً، تقول "غريزون": "المرونة أمر طبيعي وليست أمراً خارقاً ولدينا القدرة على العودة إلى حيويتنا من جديد؛ وهذا لا يعني أنَّ الأمر سهل لمجرد كوننا مرنين، فإذا كنتَ تشعر أنَّ الأمر صعب، فلأنَّه كذلك بالفعل، لكنَّك ستنجح به".

المصدر




مقالات مرتبطة