4 نصائح لرعاية صحتك النفسية في فصل الشتاء

ذكَّرتنا الجائحة بأنَّ الاستمتاع بالمساحات الخارجية الخاصة هو امتياز، فمعظمنا لا يعيش في منازل لها حدائق، ومع هذا أمضى الكثيرون منا وقتاً أطول في الطبيعة وشعروا بعلاقة أقوى مع الأشجار والنباتات والعالم الطبيعي. جمعنا لك في هذا المقال 4 نصائح عن كيفية رعاية صحتك النفسية في الطبيعة، سواءً الحدائق العامة أم الخاصة.

1. تأمَّل وتواصل مع الطبيعة:

تربطنا الطبيعة بأشكال معقدة، والتفكير في هذا الاتصال هو إحدى الطرائق التي يمكنك من خلالها الانسجام مع العالم الطبيعي من حولك، ففي حديقة منزلك أو المنتزه يمكنك المشي على مسار قديم والتفكير في جميع الأشخاص الذين ساروا عليه من قبلك، أو اختر طريقاً سلكتَه في الماضي مع شخص تحبه، وإذا كانت لديك حديقة، ففكر في الأشخاص الذين ساهموا فيها، وتجوَّل ببطء حولها ولاحظ كل نبتة، وفكِّر كيف وصلت إلى حديقتك وقدِّرها، واشكر الشخص الذي أهداها لك في قلبك.

يمكن أن يساعدنا اليقين بوجود دورة للفصول على الإيمان بمستقبل أفضل، كما ترتبط البستنة بطبيعتها بدورات الطبيعة، فهي مستمرة ويمكن وصفها بأنَّها "استدامة هادئة" (quiet sustainability) أو "نشاطية هادئة" (quiet activism) من خلال مساعدة كائنات حية على النمو، وتخيل أنَّ الربيع والصيف سيحلان وستتجدد الحياة، ولا تقلق بشأن مظهر الحديقة؛ بل فقط ركز فيما تعنيه لك في كل موسم حتى لو كانت الأغصان عارية وأحواض الورود يابسة.

2. ازرع واحصد الثمار:

غالباً ما يشارك المزارعون الفائض من محصولهم من الخضار والنباتات والبذور مع العائلة والأصدقاء والجيران؛ لهذا لا يجب أن تكون البستنة هواية مكلفة، فالكثير من البستانيين يعتمدون في اقتنائهم للنباتات والبذور على التبادل مع هواة البستنة الآخرين داخل مجتمعهم.

إذا كنت تتحمل مسؤولية حديقة، فستُقدِّر أيضاً متعة النظر إليها بعد إزالة الأعشاب الضارة؛ لذا سواءً كان هناك محصول أم لا، ابدأ العمل ورتِّب حديقتك وأزِل الأعشاب الضارة، واجمع البذور واستعمل الأكياس الورقية أو الأظرف لتخزينها.

لا تقلق إذا لم تكن تعرف نوع النبات الذي حصلتَ على البذور منه، التقط صورة أو ارسم خريطة وأَشِر إلى الموقع الذي زرعتَها فيه، ويمكنك العودة إليها في الربيع حين تبدأ شتلاتك بالإنبات إذا كنت ما تزال غير واثق من نوعها، أو اترك البذور لتجف تماماً واقضِ بعض الوقت في محاولة تحديد نوعها، وتأمل كيف يمكن لبذرة صغيرة واحدة أن تنتج آلاف البذور الجديدة.

3. ارعَ الطبيعة:

تُعَدُّ البستنة مشروعاً طويل الأمد؛ إذ قد يستغرق ازدهار الحديقة سنوات؛ ولكنَّها أيضاً نشاط عفوي ومجزٍ بطبيعته؛ إذ يؤدي العديد من البستانيين مهام شبيهة بالأعمال الروتينية، مثل إزالة الأعشاب الضارة كجزء من مشروعهم العام لرعاية الحديقة، والذي يرد لهم الجميل لاحقاً.

يمكن أن تشمل أعمال الرعاية تحويل أكواز الصنوبر إلى مغذيات للطيور عن طريق وضع طعام الطيور في فراغاتها وتعليقها؛ حيث يمكن للطيور الوصول إليها، ويمكن أيضاً تحويل أكوام الأغصان الجافة إلى مساكن لحشرات الحديقة المفيدة، وقد تجذب الأكوام الأكبر حجماً القنافذ، ويمكنك حماية الكوكب عبر صنع زينة عيد الميلاد من أوراق الحدائق والأشياء الأخرى التي تجدها في الطبيعة.

4. استمتع بالحياة:

في دراسة حديثة عن الحدائق المحصَّصة في "الدنمارك"، قال الناس: إنَّهم يشعرون بأنَّ رقعتهم من الحديقة هي "ملاذ"، واستعملوا مصطلحات مثل "ملجأ" و"واحة" لوصفها، كما ذكر العديد من البستانيين شعورهم بحرية في الاستمتاع بالهواء الطلق إضافة إلى فرصة للاسترخاء والحصول على الراحة الذهنية.

اسمح لنفسك بالاستمتاع بالحياة وابتعد عن الإنترنت والشاشات، ولوِّث يديك بالوحل، واحفر وتخلَّص من الأعشاب الضارة، وتحرك واستمتع وتعرَّق، وإذا لفت انتباهك شيء ما مثل حشرة غريبة أو نبتة غريبة، فتوقف وحدِّق بها، وعش اللحظة واسمح للروعة والمشاعر الطفولية والتجارب الحسية والألوان والروائح أن تستحوذ على تفكيرك، فحتى عندما لا يكون الأمر ممتعاً، سيكون مرضياً.

على الرغم من أنَّ العديد من مهام البستنة يمكن أن تكون ممتعة في حد ذاتها، إِلاَّ أنَّها قد تكون في بعض الأحيان أشبه بالأعمال المنزلية في الهواء الطلق؛ لذا أطلِق العنان لخيالك في أثناء أداء تلك المهام الضرورية الرتيبة، وامنحها معنى لتشعر بأنَّك تعمل نحو هدف نهائي في مشروعك العام للاعتناء بحديقتك.

على سبيل المثال: يمكنك التخطيط لإجازتك القادمة في أثناء إزالة أوراق الشجر المتساقطة، أو تخيَّل كم ستبدو الأزهار في الربيع جميلة في أثناء زراعتها؛ فيمكنك عبر السماح لخيالك بالتحليق، الشعور بالمتعة في أثناء العمل على مهمة عادية، وهذا الشعور بالإشباع المتأخر هو سمة أساسية من سمات أعمال البستنة، فلا يهم ما إذا كنت تستمتع بالمهمة نفسها أم بحرية السماح لذهنك بالشرود.

المصدر