4 نصائح تساعدك على سرد قصة نجاحك بأسلوب جذاب

هل سبق لك أن حدَّقت مطولاً في النجوم؟ ستجد نطاق الجبار المكوَّن من ثلاث نجوم مُصطَّفة بطريقة منتظمة لا تحتمل وجود أي خطأ، وستشاهد برج الحمل بنجومه الثلاث التي تأخذ شكل مثلث، ومجموعة الدب الأكبر الأكثر شهرةً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوَّن ديف نيميتز (Dave Nemetz)، يقدِّم لنا فيه 4 نصائح لتحويل مسيرة نجاحك إلى قصة تجذب القرَّاء.

ما تفكِّر فيه وأنت تشاهد هذه النجوم يشبه ما فكَّر فيه بعض اليونانيين القدماء قبل آلاف السنين عندما حدَّقوا في السماء وتخيَّلوا وجود خطوط تربط بين النجوم لتكوَّن أشكالاً، وتوجد في هذه القصة رمزية عن التجربة البشرية المشتركة.

تشعر أيضاً بشيء أكثر قوةً من الزمان والمكان، شيءٌ فعله زوربا بطل رواية "زوربا اليوناني" (Zorba The Greek) للكاتب "نيكوس كازانتزاكيس" (Niko Kazantzakis) عندما حدَّق بالنجوم طويلاً حتَّى رأى ثوراً ثم ذهب ليخبر أصدقاءه، ومن ثمَّ أخبروا أصدقاءهم، ومرَّت آلاف السنين ونحن نتوارث هذه القصص عن النجوم.

هذه هي قوة الحكاية، ولا نعني هنا تمجيد زوربا؛ بل توضيح تأثير رواية القصة؛ فعندما تروي قصة بطريقة جيدة، فإنَّ أثرها يستمر لفترة طويلة.

كيف تحوِّل نجاحك إلى قصة جيدة؟

عندما يروي أحدهم قصة بطريقة جيدة فإنَّ الراوي يأخذهم في رحلة في الزمان والمكان، وفي المقابل فإنَّ القصة السيِّئة يمكن أن تجعل المستمعين يشعرون بالملل، فإذا كان للحكايات هذا التأثير، فلمَ لا نستخدمها في تحقيق أهدافنا بدلاً من عدم الاكتراث إلى فنِّ رواية القصة وجعلها تجربة سيئة؟

يتطلب سرد القصص - مثل أيِّ مهارة أخرى - تمريناً مستمراً للوصول بها إلى أفضل مستوىً، ولأنَّها مثل أي مهارة أخرى فإنَّها تتطلب أدواتٍ للتدريب؛ لذلك فإنَّ تلقي المساعدة من شخص خبير في سرد القصص، يمكن أن يؤدي إلى نتائج مذهلة.

لقد استضفت شخصين من هؤلاء الخبراء في برنامج "بناء محادثة مع الجمهور" (Audience Builders conversation) عبر تويتر (Twitter)، وقد شارك "آرفيد كال" (Arvid Kahl) رائد أعمال أسس شركته بنفسه، وبلال زيدي (Bilal Zaidi) مؤسس منصة "كرياتور لاب" (Creator lab) وقد تحدَّثا عن أدواتهما الخاصة بسرد القصص، وقدَّما نصائح يمكن لأيِّ شخصٍ استخدامها؛ لجذب انتباه الجمهور، ومنها:

1. ادرس الأعمال الأدبية الكلاسيكية:

أجرى بلال مقابلاتٍ مع مئات المؤسسين والمبدعين والأشخاص الفاعلين من خلال مدوَّنته الصوتية على منصة "كرياتور لاب"، وليحدد حياة الناس الواقعية التي تستحق أن تتحول إلى قصص رائعة تبنَّى أنموذج الأساطير لسرد القصص بأسلوب رائع.

بلال شخصٌ بارعٌ في العودة إلى المصادر، وقد استفاد جداً من كتاب "البطل ذو الألف وجه" (The Hero With a Thousand Faces) للكاتب "جوزيف كامبل" (Joseph Campbell) الذي يكشف العناصر الأساسية لسرد القصص بطريقة مثيرة؛ وهي العناصر نفسها التي استخدمها الشاعر الإغريقي "هوميروس" (Homer) والمخرج الأمريكي "جورج لوكاس" (George Lucas)؛ لذلك ستكون مفيدة لك بلا شك.

شاهد بالفديو: 8 طرق هامة لتعلّم فن مخاطبة الجمهور

2. أعد تشكيل القصة:

وضَّح بلال تقنية رائعة جداً في توجيه المقابلات من أجل الخروج بقصة مثيرة؛ فعندما أجرى مقابلة مع المؤلف الأمريكي "جيم مكيلفي" (Jim McKelvey) لم يسأله: "ما هو شعورك كونك مليارديراً؟"؛ بل وجه له السؤال على النحو الآتي: "حدِّثني عن اللحظة التي علمت فيها أنَّك ملياردير".

هذا التباين هو ما يشكِّل الفارق بين العرض والسرد.

3. أضف تجاربك الشخصية إلى القصة:

يتابع جمهور أرفيد قصته بوصفه عصامياً بنى نفسه بنفسه بدءاً من الصفر حتى تحقيق النجاح، ونصيحته هي أن تعيش القصة أولاً، ومن ثمَّ ترويها؛ فقد توفِّر التجارب المُعاشة المصادر التي تحتاجها لتأليف قصة رائعة، ويؤكِّد أرفيد أهمية اغتنام الفُرص لتحقيق عنصر المفاجأة في القصة وجعل الأحداث تأخذ منحىً غير متوقع.

لا يعني سرد قصة جيدة ذكر الأحداث الإيجابية فقط؛ فتذكَّر أنَّ الجمهور يتعلَّم من إخفاقاتك مثلما يتعلَّم من نجاحاتك أيضاً.

إقرأ أيضاً: أساسيات التفكير الإيجابي: ليس هناك فشل بل تجارب فقط

4. قدِّم نفسك على أنَّك مُتعلِّم:

يعرف قرَّاء كامبل في كتبه التي تتحدث عن الأساطير وهواة السينما الكلاسيكية مدى تأثير السرد القصصي الذي يتحدَّث عن شخص متعطش لتعلُّم الحكمة ويتلقى دروساً من عجوز حكيم، ما يزال هذا الأسلوب في السرد مُستخدماً؛ لأنَّه فعال، وفي هذه الحالة يتعرَّف الجمهور إلى المبتدئ ويتعاطف معه في رحلته لاكتساب الحكمة.

لذلك عندما تخبِر قصتك قدِّم نفسك على أنَّك متعلَّم، ولا تخشى التحدُّث عن نقاط ضعفك وكم تتمنى أن تتعلَّم المزيد وشارك اكتشافاتك مع الجمهور خلال رحلة التعلُّم.

المصدر




مقالات مرتبطة