4 عوامل مفيدة للتخلص من القلق

ولدت في منطقة حرب، وكانت إحدى ذكرياتي الأولى هي سقوط قنبلة بالقرب من منزلنا في يوم كان من المفترض أن يكون هادئاً لولا ذلك؛ لذا فقد كان أمراً غير متوقع على الإطلاق؛ ممَّا أشعرني بالذهول، وهكذا بدأت علاقتي مع القلق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن كاتبٍ في موقع (CONSCIOUSED.ORG)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع التخلص من القلق.

أمضيتُ حياتي وأعصابي في حالة يقظة تامة لحمايتي، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب، ومن الناحية الطبية قد تسمي هذا اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق العام، ولكن لم يكن تشخيص حالتي كذلك.

أنا لا أرى أنَّ حالتي مَرَضية أو تتطلب تدخُّلاً طبياً، وقد يكون هذا صحيحاً بالنسبة إلي؛ لكنَّه قد لا يكون صحيحاً بالنسبة إلى الآخرين، أنا لا أعارض الطب النفسي أو التدخلات الطبية، ولكن كانت تجربتي ببساطة أنَّني من خلال القلق طورت مهارة ثمينة؛ ​​وهي كيفية التأثير في علم وظائف الأعضاء من خلال وعيي وتنفسي وتفكيري.

على مر السنين توصلت إلى التفكير بصورة منهجية للغاية عن كيفية كشف كل خيط يجعل القلق ممكناً، وتوصلت إلى بعض الأفكار المفيدة في تغيير عقليتي وتجربتي.

إليك فيما يأتي 4 عوامل مفيدة للتخلص من القلق:

1. قبول التجربة:

الفكرة عموماً هي التركيز الفائق على الإحساس بالقلق، وتعطيل تدفق الأفكار التي تصاحب الشعور وتؤدي إلى تفاقمه؛ إذ نبحث عن الموقع الذي أثر فيه القلق في أجسادنا ونسأل: "كيف يبدو الشعور في هذا الموقع بالتحديد"، وبدلاً من السؤال عن سبب خوضنا لهذه التجربة، نستعد تماماً لها ونقبلها.

هذه الخطوة تمنح الراحة في اللحظة التي تحدث فيها المشاعر، ومع مرور الوقت تتوقف عن التفكير في الأمر على أنَّه تجربة غير مرغوب فيها، ويصبح ببساطة تجربة من دون أي معنى متأصل، وتوجد سعادةٌ غريبة في هذا.

إقرأ أيضاً: الطريقة المثلى لتهدئة القلق

2. الشعور بالخوف واتخاذ الإجراء على أي حال:

يمكن أن يعطل القلق رغبتنا في التصرف واتخاذ الإجراءات، ناهيك عن المخاطرة؛ فعندما نخاف من المرجح أن نهرب أكثر من التأهب لخوض مغامرة؛ لذلك من الهام التعرف إلى المجالات في الحياة التي يعوقنا فيها هذا الخوف الذي لا أساس له من الصحة أو يمنعنا من المضي قدماً.

أفضل طريقة وجدتها لمعاملة هذا هي أن أقول: "سأواجه الأمر"، بصرف النظر عن النتيجة المترتبة على الإجراء الذي أريد اتخاذه، أنا أواجهه، وإذا لم أحصل على النتائج التي أريدها سأتعلم من التجربة.

عندما تقول إنَّك ستتحدى الأمر وتتحمله قبل البدء به فأنت تضع الواقع في نصابه، نعم، يمكنك معاملته، وإذا قلت بعد ارتكابك لخطأ ما إنَّك تستطيع التعلم من هذا الخطأ، فقد غيرت النتيجة من الفشل إلى تجربة التعلم، لقد تعلمت هذا من الكاتبة الأمريكية سوزان جيفرز (Susan Jeffers)، وخصوصاً كتاب "اشعر بالخوف، وافعلها على أيَّة حال" (Feel the Fear and Do it Anyway).

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

3. البحث عن أسباب أشمل:

على الأرجح لم يولد قلقك معك، قد يكون هذا صحيحاً من الناحية الجينية؛ لكنَّه قد يكون صحيحاً أيضاً بطرائق لا تتوقعها.

إنَّ ممارسة العلاج النفسي في أبراج الأسرة أو (الأبراج العائلية) تجعلك تتعرف إلى أنماط حياة أفراد عائلتك الذين قد تتكرر مصائرهم دون وعي، وبقدر ما يبدو الأمر غريباً فقد تعيد ردود الفعل العاطفية نفسها لعمك الذي لم يعد موجوداً في العائلة.

في حين أنَّ النظرية تبدو غير عادية إلى حد ما فإنَّ المشاركين في علاج أبراج الأسرة غالباً ما يبلغون عن تحولات جذرية واختفاء لأنماطهم السلوكية غير المرغوب فيها، وأوصي بشدة بكتاب "لم يبدأ الأمر معك" (It Didn’t Start with You) بقلم الكاتب مارك وولين ( Mark Wolynn) للحصول على مقدمة لمنهجية الاستفسار الذاتي هذه.

4. إتقان فن الارتجاع البيولوجي:

بدأ العلماء في الغرب الآن فقط في التأكيد دون أدنى شك على أنَّ الإنسان يمكن أن ينشط بوعي استجابات المناعة الذاتية من خلال عملية التنفس والحركة والتأملات الموجهة.

يدَّعي بعض الأكاديميين مثل عالم الأحياء الأمريكي بروس ليبتون (Bruce Lipton) أنَّ معتقداتنا يمكن أن تؤثر حتى في استجابات المناعة الذاتية لدينا؛ فعندما تنظر إلى أشياء غريبة مثل الشفاء بالإيمان (Faith Healing) أو تأثير الدواء الوهمي الموثق كثيراً، ستجد أنَّ هذا ممكن.

أما بالنسبة إلى القلق فما ثبت سريرياً أنَّه أمرٌ مُجدٍ هو تقليل كمية الأوكسجين التي نتلقاها من خلال التنفس من الأنف مثلاً، أو التنفس العميق الطويل، ثمَّ إطلاقه ببطء شديد، له تأثير واضح في تهدئتنا، وثبت أيضاً أنَّ تكرار كلمات مثل "الاسترخاء" يقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من القلق وتوظف خوفك لمصلحتك؟

في الختام:

بالنسبة إلي شخصياً فإنَّ عملية تنفُّسي والتصورات التأملية وطريقتي في تغيير وجهة نظري باستخدام اللغة هي عناصر أساسية للتأثير بوعي في جهازي العصبي اللاإرادي.




مقالات مرتبطة