4 عادات تجعلك محبوباً في العمل

يُعدُّ الذكاء العاطفي (IQ) السمة التي يبحث عنها 41% من مديري العمل في الأشخاص الذين يرغبون في تعيينهم، انتشر مصطلح الذكاء العاطفي بكثرة مؤخراً، لكن هل تفهم ما تعنيه هذه الكلمة؟



يدل معدل الذكاء العالي لديك على مهارتك في تحديد وتنظيم عواطفك، فضلاً عن عواطف الآخرين، وهذه سمة عظيمة يطلبها أرباب العمل. لا يفيدك الذكاء العاطفي في الحصول على وظيفة فحسب؛ بل هو شرط أساسي في بيئة العمل، حيث تُعزى إليه 58% من عوامل النجاح.

إذا كنت ترغب في قياس نسبة ذكائك العاطفي أو كنت تبحث عن طرائق لتحسينه، اطَّلع على العادات الأربع التالية للأشخاص الأذكياء عاطفياً:

1. يتوقفون لبرهة:

عندما يمر الموظفون ذوو الذكاء العاطفي العالي بفترات من الطاقة الكبيرة أو التوتر، لا يتفاعلون مع الموقف دون أن يتوقفوا ويقيِّموه؛ حيث تمنحهم هذه الاستراحة القصيرة فرصةً لمراجعة ما يحدث بموضوعية، ومنع أنفسهم من قول أو فعل شيء متهور.

هذه هي الأمور التي يضعها هؤلاء الأشخاص في الحسبان في أثناء التوقف المؤقت:

  • ما مزاج الشخص الآخر؟ هل ينتابه القلق أو الغضب أو الانزعاج أو التوتر أو خيبة الأمل؟
  • ما مزاجي أنا؟
  • ما الذي يمكنني فعله لأجعل كلينا يشعر بتحسن؟
  • إذا كنت لا أستطيع فعل أيِّ شيء، فهل هناك شيء يمكنني قوله لتهدئة أعصاب الشخص الآخر؟

يساعدك التوقف لبرهة على التجاوب تجاوباً مناسباً، بدلاً من قول شيء ستندم عليه لاحقاً.

شاهد بالفيديو: الذكاء العاطفي في العمل مفتاح النجاح المهني

2. يسألون العديد من الأسئلة:

يُعدُّ طرح أسئلة كثيرة أحد أفضل الطرائق لمعرفة كيف يشعر شخص ما؛ حيث يستخدم الأشخاص الأذكياء عاطفياً سلسلةً من الأسئلة ليُشعِروا الأشخاص الذين يتحدثون معهم بالراحة، ومن ثم يمسون أكثر استعداداً للبوح والمشاركة. 

هذا أحد الأمثلة عن التفاعل:

  • الشخص الأول: مرحباً، كيف تجري الأمور معك؟
  • الشخص الثاني: الأمور تسير على ما يرام، نحن نحاول إنهاء هذا العرض التقديمي قبل عرضه في المؤتمر.
  • الشخص الأول: جيد، سيُقام المؤتمر في غضون يومين فقط، أليس كذلك؟ هل واجهتكم أيَّة عقبات؟
  • الشخص الثاني: في الحقيقة، لقد كان من الصعب جمع كل أعضاء فريقنا في الغرفة نفسها بالوقت نفسه؛ فقد أدَّى كل شخصٍ عمله في الوقت الذي يناسبه، لكنَّ العمل لم يكن متناسقاً في النهاية.
  • الشخص الأول: يبدو هذا صعباً، هل وُفِّقتم في كل شيء؟
  • الشخص الثاني: نعم في النهاية، لكن استغرق الأمر شيئاً من الوقت لتعلُّم … (يتابع السرد).
  • سيدهشك استعداد زملائك لمصارحتك دون تكلُّف عند طرح الأسئلة والاستماع إليهم.
إقرأ أيضاً: كيف تطرح الأسئلة بشكل جيّد وتدهش الآخرين!

3. يفكِّرون:

يعي الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي بديهيَّاً أهمية تحليل شعورهم وتصرفهم في الماضي لمساعدتهم على زيادة وعيهم واهتمامهم في المستقبل.

على سبيل المثال: عندما يعودون إلى المنزل في حالة مزاجية سيئة، فإنَّهم لا يُقصُون ما حدث عن تفكيرهم ويستلقون دون اكتراث؛ بل يقضون بعض الوقت في التفكير فيما يزعجهم والسبب وراء ذلك.

لتعلُّم هذه العادة، حدِّد ثلاث إلى خمس جلسات يومية لإجراء "فحص مزاج" لنفسك، واختر أهم المشاعر التي تواجهها، ثم حدد العوامل التي أججتها.

سترى بمرور الوقت أنماطاً مثل: "يصيبني التحدث إلى سعيد بالقلق" أو "تجعلني كتابة مقال قبل الظهر أكثر تركيزاً طوال اليوم"، وما إلى ذلك، ستكون قادراً بعد ذلك على الارتقاء بحياتك إلى المستوى الأمثل حول هذه الأنماط.

إقرأ أيضاً: ما بين التَقبُّل وتحييد المشاعر: كيف نتحكم بمشاعرنا؟

4. يتعاطفون:

يضع زملاء العمل الأذكياء أنفسهم باستمرار مكان الآخرين، ويسهِّل هذا النهج فَهْم سبب قيام زملائهم بما يفعلون والاستجابة على الوجه المناسب.

لنفترض أنَّ مديرك يقترب منك ويبدو عليه التوتر، ويشرع فوراً في استجوابك بشأن تقدُّمك في المشروع الذي أسنده إليك بالأمس فقط، هنا أمامك خياريان:

هل:

  1. تتَّخذ موقفاً دفاعياً على الفور؟
  2. تُذكِّر نفسك أنَّ أحد الموظفين الرئيسيين قد استقال للتو وأنَّ على مديرك إيجاد بديل، إضافةً إلى التعامل مع عبء العمل الخانق مسبقاً؟

من المرجح أكثر أن تكون الاستجابة الثانية هي ما سيمكِّنك من الحفاظ على هدوئك واستلام زمام السيطرة.

أما في حال لم تفلح في إيجاد أي أسباب قد تثير غضب شخص ما، ففكِّر في كم الأشياء التي تتعامل فيها ولا يعرف مديرك شيئاً عنها، فكل شخص لديه ما يكفي من المشكلات في حياته. 

ستتمكن بمرور الوقت من تعليم نفسك أن تكون أكثر ذكاءً عاطفياً، وبذلك لن تمسي أكثر سعادة فحسب؛ بل ستحسِّن شعور الآخرين أيضاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة