4 طرق للتعامل مع الموظف العاطفي

تكون العواطف أحياناً غامضة جداً لدرجة أنَّنا بالكاد نفهم مشاعرنا، فكيف نتظاهر بفهم موظفينا؟ كيف نتعامل مع موظف عاطفي؟



لقد شكَّل العمل عن بُعد تحدِّياً للموظفين، فكان له كثير من الفوائد، كعدم الذهاب في الصباح إلى المكتب، لكن قد يتأثر الموظفون أيضاً في سلبيات هذه الحالة، مثل عدم القدرة على التركيز في المنزل، والشعور بالوحدة، وغير ذلك، وأضف إلى ذلك الآثار العاطفية لجائحة كورونا؛ مثل القلق والذعر، ممَّا أدى إلى أزمة عاطفية.

يُعرف المديرون هذه الأيام أنَّه إلى جانب مهمة إدارة الفريق، فإنَّهم يشغلون منصباً آخر كمنتورز وأطباء نفسيين؛ إذ يتعيَّن عليهم فهم مشاعر موظفيهم فهماً أفضل وإيجاد طرائق لمساعدتهم على التعامل معها، من أجل صحتهم وإنتاجية الفريق، والتي يمكن أن تتأثر بشدة في الحالة العاطفية السيئة لأعضاء الفريق.

من هم موظفوك العاطفيون؟

يُعبِّر كل شخص عن مشاعره بأسلوب مختلف، لذلك لا يوجد تعريف محدَّد للموظف العاطفي، فقد يقول بعضهم إنَّ الموظف العاطفي هو الذي يغضب بسرعة، وقد يدَّعي آخرون أنَّه الموظف الذي يشكو كثيراً، ويمكن أيضاً أن يكون الشخص الذي لا يشارك مشاعره، فكلها تعاريف صحيحة، لأنَّنا جميعنا عاطفيون في هذه الأيام، ويمكن أن يكون لعواطفنا تأثير بطرائق مختلفة في سلوكنا وقدرتنا على التركيز وإنتاجيتنا وإنتاجية فريقنا.

كيف تفهم عواطف موظفيك جيداً؟

تذكَّر أنَّ موظفيك لا يشاركون مشاعرهم جيداً، إذاً كيف نعرف ما الذي يشعرون به؟ والأهم كيف نساعدهم على التأقلم مع هذه العواطف؟ توجد عدة طرائق لفهم الحالة العاطفية لأعضاء فريقك جيداً، لكن يجب عليك أولاً إنشاء مساحة آمنة والسماح للموظفين بمشاركة مشاعرهم.

يحظى المديرون بتأثير كبير في الثقافة العاطفية في العمل؛ لذا لإنشاء مساحة آمنة، يتعيَّن عليهم مشاركة مخاوفهم ومشاعرهم، ليرى موظفوهم أنَّ هذا أمر جيد؛ إذ يساعد على بناء الثقة، ويشجِّع الموظفين على الانفتاح والتحدث عن عواطفهم وصراعاتهم.

أظهِر لموظفيك أنَّك تهتمُّ بهم:

اتِّخذ الإجراءات التي من شأنها تعزيز سلامة الموظفين وتحسين حالتهم العاطفية؛ إذ يمكن أن تساعد بعض الحلول الموظفين على تحفيز أنفسهم وفهم مشاعرهم جيداً، ويمكن أن تساعد أدوات، مثل تطبيق ممارسة التأمل "كالم" (Calm)، الموظفين على أن يكونوا أكثر حضوراً ويشعرون بتحسُّن تجاه أنفسهم.

تحدَّث إلى موظفيك، فلا شيء يضاهي إجراء حديث جيد وصريح مع المدير أو الزملاء، ودعهم يعرفون أنَّك تهتم بمشاعرهم، فلست مضطراً إلى الانتظار حتى يحين موعد المراجعة الشهرية لفعل ذلك؛ إذ سيقدِّر الموظفون التحدث معهم في موضوعات لا تتعلَّق بالعمل؛ لذا أظهر اهتماماً بحياتهم خارج العمل، وشجِّعهم على مشاركة مشكلاتهم، وحاول إيجاد طرائق للمساعدة.

شاهد بالفديو: كيف تعزز الذكاء العاطفي في فريقك؟

أنواع الموظفين العاطفيين:

نحن جميعاً مخلوقات عاطفية، ومع ذلك يُعبِّر بعض الأشخاص عن المشاعر بطريقة واضحة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين سنطلق عليهم اسم "الموظفين العاطفيين" في هذا المقال، وتوجد عادةً أنواع عدة من الموظفين العاطفيين، ومن الهام معرفتهم؛ إذ يتطلَّب كل نوع رعاية مختلفة:

1. ضعيف الثقة بالنفس:

يُعَدُّ ضعف الثقة بالنفس أمراً صعباً، لأنَّه في حين يُظهر العلم أنَّ الأشخاص ضعيفي الثقة بالنفس يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً، فإنَّ الموظفين ضعيفي الثقة بأنفسهم يمكن أن يصبحوا عبئاً عندما لا يُعاملون جيداً.

فالموظفون ضعيفو الثقة بالنفس أقل قابلية للعمل بكامل طاقتهم وبصورة مستقلة لإنجاز المهام التي يؤدونها؛ إذ يسعون إلى الحصول على موافقتك وموافقة زملائهم، وهذا قد يستغرق وقتاً طويلاً.

2. الغاضب:

يميل الموظفون الغاضبون إلى أخذ الأمور بأسلوب سيِّئ؛ إذ يشكِّكون في كل قرار تتخذه ويستاؤون منك لأتفه الأسباب، فالموظف الغاضب يمكن أن يضرَّ بمعنويات فريقك، وهذا سيؤثر في الإنتاجية.

إقرأ أيضاً: أضرار الغضب الصحيّة و 10 طرق للتخلّص من مشاعر الغضب

3. الهادئ:

الموظفون الهادئون مع أنَّهم يبدون أشخاصاً جيدين ومريحين، لكن يجب عليك الانتباه إليهم، وذلك لأنَّه عندما يأخذ الموظفون ضعيفو الثقة بأنفسهم والغاضبون كل الاهتمام، يمكن أن يشعر الموظفون الهادئون بالإهمال وقد تتشكَّل لديهم مشاعر سلبية.

يوجد كثير من أنواع الموظفين العاطفيين، ولن نتمكَّن من التحدث عنهم جميعاً في هذا المقال، عليك فقط الإصغاء والمراقبة وإنشاء بيئة عمل آمنة، والتحدث إلى موظفيك لتحديد الموظفين العاطفيين.

4 طرائق للتعامل مع الموظف العاطفي:

لا يوجد حل واضح، لكن من خلال الإصغاء إلى أعضاء فريقك واستكشاف الأساليب المناسبة، يمكنك إنشاء مزيد من التوازن فيما بينهم، وفيما يأتي 4 طرائق للتعامل مع موظف عاطفي:

1. اختبار وعي الموظف:

قد يكون سلوك الموظف واضحاً بالنسبة إليك، إلا أنَّه غالباً لا يكون كذلك بالنسبة إليه، لأنَّه يظنُّ نفسه يتصرَّف بصورة طبيعية، فابدأ بتحديد موعد اجتماع فردي مع الموظف، وفي الاجتماع حاول طرح أسئلة من شأنها أن تلقي الضوء على ما إذا كان على دراية بتأثير سلوكه في أداء الفريق، وفي أثناء التحضير لهذا الاجتماع، اكتب أمثلة وحقائق لدعم وجهة نظرك، وتذكَّر أنَّ تغذيتك الراجعة قد تفاجئ الموظف، لذا افهم ذلك واشرح أنَّك تحاول مساعدته وعدم إلحاق الأذى به.

2. الصدق والوضوح:

ضع حدوداً عاطفية، وإذا لم يظهر الموظف أي علامات تحسُّن بعد محادثتك الأولى، فلا تتجاهلها، فمن الضروري أن تكون مهتماً وأن تُظهر لموظفيك أنَّك تهتمُّ بهم، لكنَّك لست على استعداد للتراجع، ومن الهامِّ معاملة الموظفين العاطفيين على أنَّهم أقوياء وليسوا ضعفاء، لذا أظهِر لهم أنَّك ستساندهم، لكن أيضاً أنَّه يجب تغيير سلوكهم الذي يضرُّ بالفريق.

3. إنشاء ثقافة يسودها الانفتاح والصدق:

إنَّ إنشاء مساحة آمنة هو الخطوة الأولى، ومع أنَّ ذلك سيساعدك على تحديد الحالة العاطفية لموظفيك، فإنَّه لن يسمح لهم بالتعامل مع المشاعر السيئة، فمن خلال إنشاء ثقافة يسودها الانفتاح، وتشجيع أعضاء الفريق على مشاركة عواطفهم مع بعضهم بعضاً، ومشاركة التغذية الراجعة المحترمة عن كل عضو في الفريق بما في ذلك المدير، يمكنك القضاء على الإشاعات وإنشاء فريق يساند أفراده بعضهم بعضاً للتغلب على الحواجز العاطفية معاً.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

4. استخدام التكنولوجيا:

لا يوجد شك في أنَّ رعاية الموظفين لبعضهم بعضاً هي طريقة ممتازة للتعامل مع الموظفين العاطفيين، لكنَّ التكنولوجيا تقدِّم مجموعة واسعة من الحلول للتعامل بأسلوب أفضل مع المشاعر، فحاول تقديم بعض هذه الأدوات لموظفيك، واستكشف تأثيرها.

الخلاصة:

التعامل مع الموظفين العاطفيين ليس بالأمر السهل، ناهيك عن التعامل مع الموظفين الذين يعملون عن بُعد؛ إذ يحتاج المديرون إلى التعرُّف إلى موظفيهم بأي طريقة ممكنة، والتحدث معهم يومياً، ومساعدتهم على إيجاد حلول لمشكلاتهم، لكن يجب عليهم وضع حدود وعدم السماح بأن يصبح التعامل مع العواطف وظيفتهم الأساسية.

المصدر




مقالات مرتبطة