4 طرق للتخلص من تأنيب الذات واستعادة الثقة بالنفس

أشخاصٌ كثيرون يتذكَّرون إخفاقاتِهم أكثر من نجاحاتهم، ويلومون أنفسهم على أصغر الأخطاء، في حين يحتفون فقط بالإنجازات الكبيرة أو الهامَّة، أمَّا النجاحات الصغيرة لا يعيرونها الاهتمامَ الكافي، وينتج عن ذلك إحساسٌ دائمٌ بعدم الأمان والإحباط وقلة الاستحقاق وصعوبةٌ في استعادة الثقة بأنفسهم وبقدراتهم.



فيما يأتي 4 طرائق تساعدك على الحدِّ من تأنيب الذات واستعادة الثقة بالنفس إذا كنت تعاني إحدى المشكلات السابقة:

1. الاستمرار بتحقيق الإنجازات الصغيرة:

إذا كنت تخطط لفعل شيء ما؛ لكنَّك لم تنجزه كاملاً هل تركز على الجزء الناقص أم على ما أنجزته؟ إنَّ طريقة التفكير التي تحصرُ النجاحَ بمفهوم الكمال وعدِّ أيِّ إنجازٍ دون ذلك هو فشلٌ لن تُشعِرُك بالتقدير الكافي والرضى عن النجاح الذي وصلت إليه.

في أيِّ وقت تشعر فيه بأنَّ أداءك ضعيفٌ أو أنَّك لم تؤدِّ واجباتِك على النحو الأمثل، سجِّل كلَّ الأشياء التي أنجزتها مهما كانت بسيطة، فربَّما لم تُكمِل شيئاً ما؛ لكنَّك على الأقل بدأت به، أو ربَّما ارتكبت خطاً ما؛ لكنَّك توقفت عنه سريعاً.

بإمكانك أن ترسخ اعتقادك بأنَّك ناجحٌ من خلال التركيز على نجاحاتك وتوثيقها فور حدوثها لتتجنب النسيان؛ وبذلك ستكون هذه القائمة دافعاً لك لتتغلب على أيِّ صعوبات ولتشجِّعَ نفسك على النجاح في المستقبل.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب تشرح لمَ تقود الثقة بالنفس إلى تحقيق النجاح

2. عدم السماح لمقدار العمل أن يحدد قيمتَك الإنسانية:

هذه الناحية هامةٌ للأشخاصِ الذين يرَون أنَّ تحديد قيمتهم يعتمدُ مقدارَ العمل الذي أنجزوه، ويراودهم شعورٌ دائمٌ بالتقصير حتى في أوقات فراغهم أو بعد الانتهاء الباكر من أعمالهم اليومية.

من الهام أن تتذكر أنَّ مقدار العمل لا يحدد قيمتك؛ لأنَّك مُكرَّم بطبيعتك بوصفك إنساناً، وتستحقُّ أن تأخذ قسطاً من الراحة وتعتني بنفسك، لا سيَّما عند الانتهاء من العمل باكراً وتوفُّر وقت إضافي للاعتناء بنفسك.

إنَّ تطبيق هذا الأمر صعبٌ علينا جميعاً؛ لأنَّ تغيير المعتقدات الراسخة في أذهاننا أمرٌ صعبٌ ولا يكفي التفكير بمنطقية لينجح ذلك التغيير؛ وإنَّما يتطلَّبُ الوقت والصبر والمثابرة.

إنَّ الشعور المستمر بالذنب خارج أوقات العمل هو مشكلة جدِّية وتحتاج إلى مساعدة من متخصص؛ لكنَّ الخطوة الثالثة يمكن أن تساعدك على التقليل من آثار هذا الشعور.

3. إنجاز جزء من العمل للشعور بالرضى:

أحياناً تحتاج إلى قليل من العمل لتشعرَ بالرضى عن نفسك؛ فإذا كنتَ تعاني الإرهاقَ مع نهاية اليوم وتحتاج إلى الراحة يمكنك عملُ شيءٍ سهلٍ وسريع الإنجاز دون أن يتطلب مجهوداً كبيراً.

قد يكون إكمال مرحلة بسيطة من مشروع قيد الإنجاز أو بعض الأعمال المنزلية البسيطة أو إرسال بريد الإلكتروني هام، وإذا كنت قلقاً بشأن إكمال مشروعٍ هامٍّ يمكنك التقليل من هذا الشعور من خلال إكمال جزء منه إلى حين الوقت المناسب للعودة للعمل.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح سهلة لإحداث تغيير إيجابي والشعور بالرضى عن حياتك

4. تجاوز الماضي والتركيز على الحاضر:

قد يكون من السهل أن تقيِّمَ نفسك بناءً على إنجازاتك أو أن تَعِدَّ الفشلَ معياراً يحدِّدُ فرص نجاحك المستقبلية، وهذه المعتقدات الخاطئة يمكن أن تتحول إلى واقعٍ؛ لذلك يجب أن تغيِّرَ طريقة تفكيرك لتكون داعماً لك ولنجاحك.

أمَّا إذا لاحظت أنَّك تفكر بأخطاء الماضي أو عاداتك السيئة باستمرار، فبإمكانك إيقاف هذه السلسلة من الأفكار وترديد عبارات التحفيز مثل: "ذلك كان في الماضي أمَّا الآن فأنا أختار الهدوء والوضوح والثقة والتركيز والشجاعة واللطف"، أو أي شيء ترغب به.

إقرأ أيضاً: نصائح لتجاوز الماضي

في الختام:

يمكنك البدء بالتغيير متى تريد؛ لكنَّه لن يكون فورياً، وسيتطلب وقتاً ليصبح الوضع الجديد اعتيادياً بالنسبة إليك؛ لكنَّك ستمتلك القدرة على اختيار تصرفاتك وتحديد الطريقة التي ستقيِّم بها نفسك إمَّا من خلال إخفاقاتك وأخطائك أو من خلال نجاحاتك وإنجازاتك واختياراتك الصائبة.




مقالات مرتبطة