4 طرق فعَّالة للتعاون مع فريقك

لا يتحقق تعاون الفريق بسهولة دائماً، وخاصةً إذا كنت قائداً حديث العهد بدأَ للتوِّ بناء المهارات الشخصية والثقة بين أفراد فريقه، فقد تجد أنَّ محاولاتك للتعاون مع فريقك مُثقلة بالأهداف التنافسية، أو الحواجز الثقافية، أو بُعد المسافة المادية، وقد تكون هذه العقبات كافيةً لتتساءل عمَّا إذا كنت تملك ما يلزم لتوحيد الأفراد للالتفاف حول هدف مشترك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ليون هو" (Leon Ho)، ويشرح لنا فيه عن تجربته عن التعاون مع فريقه، ويقدِّم طرائق لتحقيق تعاون أكثر فاعلية.

فإنَّك تمتلك المهارة الكافية لتحقيق ذلك، لكن قد تحتاج إلى تغيير الطريقة التي تتعامل بها مع تعاون الفريق، فبدلاً من تركيز كامل انتباهك وطاقتك على هذا الأمر، عليك أن تُحاول فهم فريقك أولاً، ابتداءً بك وبدوركَ فيه. إليك طرق فعَّالة للتعاون مع فريقك:

1. فهم دورك بصفتك قائداً للفريق:

ينطوي دور القائد فيما يخصُّ تعاون الفريق على توجيهه نحو النجاح، ويمكن تحقيق ذلك باتِّباع طريقتين هامَّتين، وهما: توضيح الأهداف، وتشجيع مشاركة الفريق.

توضيح الأهداف:

رُقِّيَتْ قبل بضع سنوات إحدى زميلاتي للإشراف على استراتيجية التسويق لأحد الفروع، وتسلُّم قيادة الفريق الذي كانت عضوةً فيه من قبل، ففي أول فرصة لها للتعاون مع فريقها الجديد على خطةٍ لزيادة المبيعات، انهمكت تماماً في تفاصيل التنفيذ، وانتقلت مباشرة إلى لوجستيات الخطة.

كانت هذه هي الإجراءات التي اتخذتها سابقاً، والتي ساعدتها على تحقيق النجاح عندما تسلَّمت دوراً مسانداً في الفريق، لكنَّ التعاون الفعَّال مع فريق عندما تكون قائداً له مستلزمات مختلفة، فهو يتطلَّب منك التخلُّص من القلق بشأن أدائك، والتفكير من منظور أوسع وأكثر استراتيجية؛ وذلك لأنَّه يستدعي توضيح الهدف الذي تريد أن يعمل الفريق عليه ووضع آليةٍ لتحقيقه.

فبغياب الهدف الواضح، قد يبدو التعاون كأنَّه جلسة عصف ذهني فوضوية، تليها خطوات عشوائية بدلاً من عملية مدروسة تزيد من الإنتاجية، ففد اكتشفت زميلتي ذلك بسرعة، وتمكَّنت من تعديل نهجها في العمل.

في استطلاع أجرته منصة "سلاك" (Slack)، صرَّح المشاركون بأنَّ وضوح الهدف أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق تعاون فعَّال بين أفراد الفريق، فعندما لا يوضِّح القائد الهدف، يواجه الفريق صعوبةً أكبر في فهم مسؤولياته والتواصل بين أعضاءه.

التشجيع على مشاركة جميع أعضاء الفريق:

يمكنك بصفتك قائداً تعزيز تعاون الفريق بأسلوب فعَّال من خلال دعوة وتشجيع جميع أعضائه لمشاركة وجهات نظرهم وأفكارهم الفريدة؛ إذ تتكون الفِرق من أفراد ذوي شخصيات وأساليب عمل مختلفة، قد لا يشعرون دائماً بالراحة أو الرغبة في التعبير عن آرائهم، لكن غالباً ما تتولَّد أفضل الأفكار عندما يساهم فيها جميع أفراد الفريق.

عندما عملتُ في مجال التسويق، كنت مديراً لامرأة شابة اتَّصفت بالانطوائية، وترعرعت في ثقافة لا تتحدث فيها النساء إلا إذا شعرنَ بأنَّ لديهنَّ أمراً جديراً بالذكر، وما صنَّفته هذه السيدة على أنَّه جدير بالذكر، كان في كثير من الأحيان معياراً يصعب الوصول إليه، لذلك حرصتُ كلما كان الأمر مناسباً على تحفيزها لتقديم أفكارها خلال مبادرات التعاون بين أفراد الفريق.

فعندما تكون قائداً يرغب في التعاون بطريقة فعَّالة مع فريقه، فمن الهامِّ أن تُلاحظ من يستحوذ على المحادثات ومَن تمثيله ناقص فيها، وتحاول تحقيق التوازن، فوفقاً للخبيرةِ في الانطوائية الحاصلة على شهادة الدكتوراه "جينيفر كانويلر" (Jennifer Kahnweiler)، يمكن للقادة الذين يرغبون في تعزيز تعاون الفريق بين الأفراد الانطوائيين، أن ينظروا أيضاً في منحهم فُرصاً للمساهمة في تقديم حلول مكتوبة للمشكلات، بدلاً من حثِّهم على التحدث شفهياً.

وبمجرد قضاء بعض الوقت في فهم دوركَ في تعزيز التعاون بين أفراد الفريق بصفتك قائداً، يمكنك التفكير والتركيز على فهم فريقك.

شاهد بالفديو: 6 إجراءات يعزز بها القادة الناجحون التعاون في فرقهم

2. فهم تصوُّر فريقك عن التعاون:

تتمثَّل إحدى الخطوات المبكرة والهامَّة في إعداد فريقك لتحقيق تعاونٍ أكثر فاعلية، بالتعرُّف إلى تصورهم لمفهوم التعاون ضمن الفريق.

لقد لاحظتُ في بعض الأحيان عندما بدأت بإدارة فريقي أنَّهم تحفَّظوا على التعبير عن أفكارهم في أثناء جلسات العصف الذهني والاجتماعات الأخرى؛ إذ كان لديهم تحفُّظات تجاه مشاركة أفكارهم مع مجموعة كبيرة، وتساءلت في البداية عمَّا إذا كان السبب افتقارَهم للثقة بأفكارهم، أو بأنَّهم لم يكن لديهم الكثير لمشاركته.

ما فهمته بعد الاستفسار عن هذا النمط هو أنَّ المحاولات السابقة الرامية لتعزيز التعاون ضمن الفريق قد زرعت شعوراً بعدم الثقة بين أفراده، ففي ظل القيادة السابقة، كان أعضاء الفريق يشاركون أفكارهم بحرية، لكنَّها كانت تتعرَّض للسرقة؛ إذ ادَّعى الأفراد الآخرون زوراً بأنَّها أفكارهم الخاصة.

يتطلَّب دور القائد في إنشاء بيئة عمل تعاونية فهمَ رؤية الفريق لفكرة التعاون، وذلك لتقييم معتقداتهم أو افتراضاتهم عن الأمر، والتي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً في طريقة تعاونهم للوصول إلى الهدف، فبالنسبة إلى معظم القادة، قد يؤدي هذا التقييم إلى التخلص من الخوف أو الحاجة للمنافسة بين أعضاء الفريق، وذلك من خلال إنشاء ثقافة فريق تُقدَّر فيها جميع الأفكار، وتبادُل الثناء في كثير من الأحيان.

يمكن أن يكون التعاون مع فريقك أسهل وأكثر فاعليةً بمجرد أن تتوضَّح لديك تصوراته عن العمل معاً، وقد تكون هذه مزيجاً من وجهات نظرٍ إيجابية وسلبية، لكن بمجرد أن تعرف ماهيتها، يمكنك العمل على التخلص منها أو تعزيزها.

إقرأ أيضاً: 4 طرق فعالة لتعزيز التعاون بين أعضاء فريقك

3. فهم دوافع فريقك:

طلبت من أفراد فريقي منذ سنوات عدَّة التعاون معاً لوضع خطة تسويقية لجذب مزيد من الزبائن خلال موسم الكساد، واعتقدت منطقياً بأنَّ هدف الفريق ونجاحه كافيان لدفع كل عضو فيه للالتزام التام والتنفيذ بطريقة مثالية، لكنَّني أدركت أنَّ للأمر علاقةً بالدافع، فقد كان أعضاء فريقي مهتمين بنفس القدر بالاستفادة من فرص التعاون لتطوير المهارات الوظيفية الهامة بالنسبة إليهم، كتحليلِ البيانات، والمراسلات الخطية، والتواصل بين أفراد الفريق.

إذ تتكوَّن الفِرق من أشخاص لهم أهداف فردية، حتى في أثناء العمل على مشاريع الفريق، وهذا لا يعني أنَّهم يحضرون اجتماعات الفريق بدوافع خفية للإطاحة بمهمة المجموعة أو سرقة الأضواء، لكنَّه يكشف عن الطبيعة الجوهرية للأفراد بالسعي خلف نموهم الشخصي، حتى في أثناء عملهم ضمن فريق.

إنَّ فهم هذا يمكن أن يساعد القائد على التعاون بطريقة أفضل مع فريقه، ومساعدة المجموعة على تحقيق أهدافها الفردية والجماعية.

4. إدراك نقاط قوة كل فرد في الفريق:

يمكن للقادة تعزيز التعاون داخل فِرقهم عندما يتبيَّنون نقاط قوة كل عضو في الفريق، وهذا يعني مساعدة القادة أعضاءَ الفريق على المشاركة في المشاريع بما يتوافق مع أفضل مهاراتهم.

عندما طلبت من فريقي التعاون على وضع خطة تسويق للوصول إلى العملاء، كنت أعرف أعضاء الفريق المتحمسين لفعل ذلك، والأقوياءَ في البحث، والتفكير الاستراتيجي، وإعداد المراسلات الخطية، وتقديم الملاحظات الشفهية، وساعدتني معرفة ذلك على توجيه التعاون داخل الفريق، حتى يتمكَّن كل عضو من أعضائه من المساهمة والتألق في أداء دوره، كما ساعد ذلك على تحديد الأدوار وتوضيح المسؤوليات مع تقدمنا في المشروع.

من الهامِّ أيضاً أن يعرف كل عضو في الفريق نقاط قوته، ويُقدِّر نقاط قوة أعضاء الفريق الآخرين، وهذا يضمن تواصلاً أكثر فاعلية بينهم.

فإذا لم تكن متيقناً من نقاط قوة أعضاء الفريق، يمكنك أن تبدأ بسؤالهم عنها، أو تسترجع إلى ذاكرتك أداءهم السابق، وتُحدِّد النواحي التي برعوا فيها؛ إذ يعتمد معظم القادة على نتائج تقييم أسلوب العمل كذلك، لمساعدتهم على إدراك نقاط قوة أعضاء فريقهم، وبصرف النظر عن النهج الذي تُقرِّر اتباعه، ستجد أنَّ معرفة نقاط قوة فريقك تنشئ مساراً هاماً للتعاون الفعَّال؛ إذ يشعر أفراد الفريق بالتقدير والدعم.

إقرأ أيضاً: أسرار بناء فرق عمل عالية الأداء

في الختام:

لا يُعدُّ تعاون الفريق أمراً سهلاً دائماً، لكن توجد طرائق يمكنك اتباعها بصفتك قائداً للتعاون مع فريقك بطريقة أكثر فاعلية، ويتضمَّن ذلك غالباً بذل الجهد لفهم فريقك وتصوراتهم ونقاط قوتهم ودوافعهم تجاه التعاون.

إذ يتكوَّن الفريق من أفراد، ومن الهام معرفة رؤيتهم لتعاون الفريق، فقد تترك التجارب السابقة أثراً إيجابياً أو سلبياً في أفكارهم الحالية عن العمل مع فريق، وهذا قد يؤثر في النتائج المستقبلية، وقد يكون التعاون مع الفريق أكثر فاعليةً أيضاً عندما يفهم جميع الأشخاص نقاط قوة ودوافع كل عضو من أعضائه، وهذا يساعدهم على العمل والتواصل بصورة أفضل مع بعضهم بعضاً.

لكن، قبل أن تبذل قصارى جهدك لفهم فريقك، من الهام أن تُدرك دورك في الفريق أولاً؛ إذ يؤدي القادة دوراً حاسماً في وضعِ الأهداف التي يجب أن يعمل أعضاء الفريق على تحقيقها، وتحديدِ معايير النجاح، إضافةً إلى دورهم الهام في تعزيز بيئة عمل جماعية يشعر فيها الأفراد بالأمان والدعم عند طرح بأفكارهم.

المصدر




مقالات مرتبطة