4 خطوات مثبتة علمياً لاكتساب عادة جديدة

شاعَت فكرةٌ مفادُها أنَّ اكتساب عادة جديدة يحتاج إلى المواظبة عليها مدة 21 يوماً؛ لكنَّ هذه القاعدة ليس لها أي أساسٍ علميٍّ، وهذا الرقم يعود إلى ملحوظة في الكتاب الذي أصدره أحد أطباء التجميل عن المرضى الذين خضعوا لجراحات تجميلية، فقد لاحظ أنَّهم يحتاجون إلى 21 يوماً ليعتادوا شكلَهم الجديد.



كتب الطبيبُ المؤلِّفُ: "يحتاج المريض إلى 21 يوماً ليعتاد شكلَهُ الجديدَ، وكذلك في حالات البتر يستغرق المرضى فترة 21 يوماً ليتخلَّصوا من متلازمة الطَّرَفِ الوهميِّ، كما يحتاج الأشخاص عند تغيير مكان السكن إلى ذات المدة ليعتادوا المنزلَ الجديدَ، وغيرها حالات كثيرة أثبتَت ضرورةَ انقضاء هذه الفترة للتأقلم مع أيِّ وضع جديد".

تلك ملحوظات ليس لها أساسٌ علميٌّ يرتبط باكتساب العادات، وفي تجربة أخرى توصَّل الفريق الباحث نفسه إلى أنَّ الفترة اللازمة لاعتياد سلوك جديد هي 66 يوماً؛ وذلك من خلال مشاركة 96 متطوعاً قاموا خلالها بممارسة السلوك المُراد اكتسابه مع النشاطات اليومية الاعتيادية؛ كتناول الفاكهة إلى جانب الغذاء، أو الجري مدة 15 دقيقة قبل تناول العشاء، وسجلوا التغييرات الحاصلة مع مرور الأيام.

لاحظ قسمٌ من المشاركين أنَّ السلوك الجديد أصبح تلقائياً بعد مرور 18 يوماً، وآخرون لم يعتادوا السلوكَ الجديدَ مع انتهاء فترة الدراسة، وبعضهم تطلَّبَ الأمر منه 254 يوماً، وفي النهاية أوضح الباحثون أنَّك لا تستطيع أن تكتسب عادةً جديدةً بسرعة، ولا يمكن توقع الفترة اللازمة لذلك؛ لكنَّ الخطوات الأربع الآتية ستساعد على بناء العادات، وجعل السلوك الجديد سلوكاً تلقائياً؛ وهي:

4 خطوات ستساعدك على بناء العادات وجعل السلوك الجديد سلوكاً تلقائياً:

1. اختيار عادةٍ جديدةٍ وسهلةٍ وبسيطةٍ:

وجد الباحثون في هذه الدراسة ارتباطاً واضحاً بين مقدار صعوبة العادة الجديدة، والوقت اللازم لتصبح فيه تلقائية، وثمَّة عدة برامج معقدة يصعب أن تصبح جزءاً من السلوك اليومي؛ مثل الحصول على عضلات بطن مثالية قبل حلول الصيف، أو التحضير للاشتراك في مسابقة رياضية كبيرة؛ أي أهداف تتطلب اكتساب عدة سلوكات معاً وإتقانها وخلال فترة محدودة.

ركز جهدك على سلوك واحدٍ فعَّالٍ؛ مثل التأمل، أو ممارسة التمرينات الرياضية البسيطة، أو الأكل الواعي؛ أي أشياء تستغرق ما لا يزيد عن 10 دقائق يومياً بحيث لا تحدث تغييراً جذرياً في الروتين الأصلي المُعتاد.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً

2. التزام التطبيق اليومي المتكرر:

أظهرت دراسةٌ بريطانيةٌ أنَّ تخطِّي يوم دون تطبيق العادة الجديد لا يؤثر في نجاح اكتسابها؛ لأنَّ الهامَّ عموماً هو الاستمرار على السلوك، أمَّا مرور أسبوع كامل أو أكثر قد يعوق اكتساب العادة الجديدة؛ لذلك من الهام ألَّا تدع الانشغالات تنسيك أهمية المواظبة على السلوكات المفيدة التي تريد اكتسابها، سواء أكان كتابة اليوميات عند المساء أم ممارسة اليوغا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وإن أخفقت في ذلك حاول أن تتعلم من التجربة لتبدأ مرة أخرى بأسلوب جديد تتحمل فيه مسؤولية الالتزام أكثر.

إقرأ أيضاً: كيف نكتسب عادة جديدة ونستمر عليها؟

3. ربط العادة الجديدة بسلوك يومي مُعتادٍ:

أُجريَت دراسةٌ طُلِب فيها من المشاركين اختيار سلوك جديد لتطبيقه بعد روتين يومي معتاد؛ مثلاً القيام بخمسين حركة من تمرين المعدة بعد تناول القهوة الصباحية؛ أي اختر سلوكاً معيناً لممارسته مع العادة الجديدة، وبإمكانك تغييره حتى تجد الشيء الذي يناسبك ويساعدك على الالتزام.

ربَّما تحتاج في الأيام الأولى إلى وسيلة تذكِّرك بما يجب فعله؛ قد تكون قصاصة ورق مُلصقة على آلة القهوة مثلاً لتذكِّرك بتمرين المعدة.

إقرأ أيضاً: 5 محفزات تجعل العادات الجديدة تدوم

4. اختيار عادة جديدة مُحبَّبة بالنسبة إليك:

لم تُقدَّم هدايا أو مكافآت للمشاركين في الدراسة، ولكن سُمِح لهم باختيار الأشياء المُحبَّبة لهم من الأكل الصحي، أو التمرينات التي يريدون أن تصبح جزءاً ثابتاً من روتينهم اليومي؛ لذلك يجب دائماً أن يكون الدافع لأيِّ عادةٍ جديدةٍ تريدُ اكتسابَها هو الحبُّ والرغبةُ الحقيقية في ذلك.

من الأفضل أن تكون العادة الجديدة ممتعة بالنسبة إليك، وفي حال لم يتحقق ذلك يمكنك تشجيع نفسك من خلال المكافآت إلى أن تبدأ في ملاحظة النتائج التي من المفترض أن تظهر بسرعة إذا التزمت فعلها.

في الختام:

بالنسبة إلى الرقم 21؛ فهو بالتأكيد ليس واقعياً، ولا يوجد رقمٌ سحريٌّ يُحدِّدُ مدة اكتساب عادةٍ ما.




مقالات مرتبطة