4 خطوات بسيطة لتصفية العقل والحفاظ على الحضور الذهني

قد يرهقك التفكير الزائد في بعض الأحيان، وتشعر بأنَّ دماغك على وشك الانفجار من كثرة الضغوطات، وتوجد أفكار عديدة وهموم كثيرة تشغل بالك، في أثناء تنظيم مهام اليوم، وإعداد قوائم الأعمال التي يجب أن تقوم بها في الغد وفي بقية أيام الأسبوع.



أنت تعاني التفكير الزائد، وتوجد أفكار عشوائية كثيرة تشغل بالك، وكلما فكرت أكثر، تهت وفقدت تركيزك أكثر.

في تلك اللحظة بالذات، يلتفت إليك المدير خلال الاجتماع ويطرح عليك سؤالاً، وأنت لا تملك أدنى فكرة عن محور الحديث؛ لأنَّك فقدت تركيزك، ولم تعد حاضراً فعلياً في الاجتماع، وعندها ستعلو وجهك نظرة استغراب تبيِّن عدم فهمك لما يجري حولك.

يقدم المقال أسلوباً بسيطاً يساعدك على إدارة أفكارك، وتصفية ذهنك، والحضور الكامل في جميع مواقف الحياة.

أسباب الشعور بالإرهاق والإجهاد النفسي:

يعود سبب شعور الإنسان بالإرهاق والإجهاد النفسي إلى محاولة الاحتفاظ بعدد كبير من المعلومات في الذاكرة قصيرة الأمد، وينتهي به المطاف في استخدام ذاكرته لتخزين الأفكار والمعطيات التي يظن أنَّها تستحق التخزين أو التذكر، ناهيك عن استخدام الذاكرة بصفتها نظام تذكير لجدولة مواعيد الاتصالات الهاتفية والاجتماعات والمهام والواجبات العائلية وغيرها.

يؤدي تراكم هذه الأفكار في الذاكرة قصيرة الأمد إلى تشكل حلقة من المعلومات التي لا يستطيع الإنسان التوقف عن التفكير فيها، وينتهي به المطاف في الشعور بأنَّه نسي شيئاً ما؛ لكنَّه لا يستطيع تحديده، ثم تبدأ مشاعر الإرهاق الجسدي والنفسي، نتيجة التفكير الزائد غير المجدي.

يتمتع الدماغ البشري بمقدرة استثنائية على تذكر المهام غير المكتملة، وهو ما يُعرَف "بتأثير زيجارنيك" (Zeigarnik Effect) الذي اكتشفته عالمة النفس الروسية "بلوما زيجارنيك" (Bluma Zeigarnik) عندما درست الظاهرة في أواخر عشرينيات القرن الماضي.

كأنَّ الإنسان يمتلك نظام تذكير طبيعي في عقله، ويمكن أن تكون هذه المقدرة مفيدة جداً في بعض الحالات؛ لكنَّها لا تنفع في العصر الحديث المملوء بالانشغالات؛ لأنَّ الإنسان يميل إلى إرهاق الذاكرة قصيرة الأمد، وفي النهاية لا يستطيع الإنسان أن يتوقف عن التفكير بهذه المهام غير المكتملة، ويصاب بالإرهاق بسبب كثرة التفاصيل التي يجب أن يتذكرها.

شاهد بالفيديو: 6 وسائل للتغلب على الإرهاق الذهني

إنشاء نظام لتصفية الذهن:

يقتضي التعامل مع مشاعر الإرهاق والإجهاد النفسي بكل بساطة أن يتخلص الإنسان من الأفكار التي تشغل باله، ويجب تخزين هذه الأفكار ورسائل التذكير ضمن نظام موثوق يحتفظ بالمعلومات بأمان حتى يحين وقت مراجعتها والتعامل معها، ويحتاج الفرد إلى هذا النظام أيضاً ليذكره بانتظام بضرورة معالجة قوائم المعلومات واتخاذ القرارات بشأن الأعمال التي يجب القيام بها.

إقرأ أيضاً: كيف نتدرب على اتخاذ القرارات؟

تجميع المعلومات مع بعضها:

تقتضي الخطوة الأولى اختيار طريقة لملاحظة جميع الأفكار وتدوينها، وتهدف هذه الخطوة إلى إخراج الأفكار من رأسك بأقصى سرعة ممكنة وإدخالها ضمن النظام الخاص بك، وتستطيع أن تستخدم دفتر ملاحظات أو قطعة ورق تحتفظ بها أينما تذهب، أو تستطيع أن تستخدم أحد التطبيقات المجانية مثل تطبيق "تودويست" (Todoist)، الذي يعمل على أغلب المنصات والأجهزة الذكية.

كما تستطيع أن تدوِّن المعلومات ضمن رسالة بريد إلكتروني وترسلها إلى نفسك، وتستطيع أن تستخدم الطريقة التي تحلو لك، بشرط أن تكون موجودة معك لمعظم الوقت، وتتيح لك إمكانية تسجيل الفكرة بسهولة وسرعة.

تقتضي الخطوة التالية تعيين رسائل تذكير يومية لمراجعة الأفكار المسجلة، واتخاذ القرارات المتعلقة بالتعامل معها، وتستطيع تحديد اجتماعات يومية متكررة في تطبيق "جوجل كالندر" (Google Calendar) على سبيل المثال، ليذكرك بإجراء مراجعة سريعة مدتها 5 دقائق في نهاية كل يوم، ويستطيع التطبيق أن يرسل رسالة نصية إلى هاتفك الذكي في وقت محدد من كل يوم ليذكرك بالمراجعة، ويُفضَّل أن تطبِّق هذه الخطوة حتى تصبح المراجعة عادة مكتسبة يومية.

إقرأ أيضاً: لماذا يدون الأشخاص الناجحون الملاحظات؟ وكيف تتخذها عادة لك؟

يجب أن تراجع المعلومات المسجلة كلها عندما يحين الموعد المُحدَّد، وتقرِّر بسرعة كيف ستتعامل مع كل واحدة منها، وتستطيع استخدام المنهجية الآتية في عملية اتخاذ القرار:

  1. الحذف: تخلَّص من الأفكار التي لم تعد تفيدك.
  2. التفويض: حدِّد المهام التي تستطيع تفويضها للآخرين.
  3. التأجيل: حدِّد المهام التي تستطيع إنجازها في وقتٍ لاحقٍ ودوِّنها في التقويم.
  4. التنفيذ: أنجز المهام التي تستطيع تنفيذها في الحال.

يؤدي القيام بهذه الخطوات بانتظام إلى تصفية الذهن، وتحفيز التفكير الإبداعي دون المعاناة من الفوضى العقلية والإجهاد النفسي.

سيتسنى لك أن تكون حاضراً في جميع المواقف، سواء خلال اجتماعات العمل، أم عند تناوُل الطعام مع عائلتك، أم قضاء الوقت مع أطفالك.




مقالات مرتبطة