4 تغييرات بسيطة تعزّز الإنتاجية في أماكن العمل

سواءً أَكُنت تدير عملك الخاص أم تعمل لمصلحة غيرك؛ فغالب الظَّنِ أنَّ مكان عملك لا يُشبه أماكن العمل التي تراها على صفحات المجلات، لكن دعكَ من ذلك، هل تريد حقاً أن تكون الغرفة التي تعمل منها، أشبه بساحة لعب؟ بغضِّ النَّظر عما إن كنت تريد ذلك حقاً أم لا، فمقصد الحديث هو أنَّه لا يتعين عليك قلب مكتبك رأساً على عقب لتحسين مكان عملك؛ ذلك لأنَّك تستطيع من خلال إجراء بضعة تعديلات بسيطة، أن توجِدَ لنفسك بيئة عمل تساعدك على أن تصبح أكثر سعادة وصحة وإنتاجية. لذا نُقدم إليكَ فيما يلي، أربعة تغييرات يمكنك القيام بها في هذا الصَّدد:



1. تشغيل الموسيقى لتهيئة الأجواء المناسبة:

يؤثر ما تستمع إليه على حالتك المزاجية؛ فعندما يتحدّث الأشخاص من حولك أو تسمع أصواتاً صاخبةً في الخارج؛ سيصعب عليك إتمام مهام تتطلب تركيزاً شديداً من قِبلك. كما أنَّ الاستماع إلى الأنواع المناسبة من الموسيقى لن يطغى على كُل ما يُشتّت انباهك فحسب، بل ويُحسّن مزاجك ويمنحك دفعةً معنويّةً ربما قد تكون بأمسِّ الحاجة إليها. فإذا كنت تريد الحصول على تأثيرٍ مهدّئٍ ومنعش، ولا تدري من أين تبدأ؛ فجرِّب الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية أو إلى أصوات الطبيعة.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء عجيبة تحدث لجسمك عند الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية

2. أدخِل الطبيعة إلى مكان عملك:

وجدت إحدى الدراسات أنَّ الإضاءة الطبيعية تساهم في زيادة الطاقة والإبداع والإنتاجية، والعكس صحيح أيضاً: إذ يتعرّض من يعملون في أماكن لا تحتوي على نوافذ إلى حالات صداعٍ وإعياءٍ ومرض، أكثر من أولئك الذين يعملون في أماكن تحتوي على نوافذ.

لذا أَعِد ترتيب مكتبك بحيث تكون الأماكن التي تقضي فيها معظم وقتك أقربَ إلى النوافذ، كما إنَّه لَمِنَ المفيد أن تضع المكاتب والطاولات بالقرب من الإضاءة الطبيعية؛ نظراً لأنَّك تقضي معظم ساعات وقتك في العمل.

أما إن كنت تعمل في غرفةٍ لا تحتوي على أيَّة نوافذ، فمن الأفضل أن توجه الإضاءة الساطعة بحيث تنعكس بلطف من الجدران، بدلاً من توجيهها عليك مباشرة.

كما يُمكنك أن تُضفي على غرفتك لمسةً من الطبيعة عبرَ وضع بعض أُصُصِ النباتات فيها؛ حيث يُساعد وجود النباتاتِ الناسَ في التركيز على المهام الإدراكية، والشعور بالحيوية والتنفس بشكلٍ أفضل؛ ذلك لأنَّها تعمل كمرشّحات تُنقي الهواء من حولهم.

3. إضافة الألوان المُناسبة إلى الغرفة:

تُؤثر الألوان على مزاجك وعلى جودة عملك، وهو ما تؤكده المؤلفة والطبيبة النفسية أنجيلا رايت؛ إذ تقول بأنَّ اختلاف الألوان يؤثر علينا بطرائق شتَّى، مثل:

  • الأحمر: هو لونٌ مادِّيّ يَدُلُّ على القوة والدفء والشجاعة، ولكنَّه يدل على الجرأة أيضاً؛ لذا يُنَاسِب الأماكن التي يطغى عليها العمل البدني.
  • الأزرق: هو لونٌ فكريّ يُظهرُ الذكاء والمنطق والثقة، مما يجعله اختياراً مناسباً لأماكن العمل التي تسودها المهام المعرفيّة.
  • الأصفر: هو لونٌ عاطفيّ يرتبط بالإبداع والثقة. إنَّه لونٌ مثاليٌّ في مساحات العمل التي تتطلّب القيام بمهام إبداعيّة وابتكارية.
  • الأخضر: هو لونٌ متوازن يُشير إلى الانسجام، ولكن يمكن اعتباره محايداً أيضاً (من الناحية الشعورية). لذا فهو يناسب الأماكن التي تشتمل على تعاملات نقدية.

وإلى جانب اللون نفسه، يتعيّن عليك التفكير أيضاً في الكثافة والتدرجات اللونية المختلفة؛ إذ سيكون لِلَّون الزاهي المشبع للغاية تأثيراً مثيراً، في حين يكون للون الباهت تأثيراً لطيفاً ومُهدئاً، لذا بمقدورك طلاء غرفة عملك بألون محددة لإعطاء التأثير الذي تريده. أما إذا لم يكن ذلك ممكناً، فضع أغراضاً بألوان معينة في مكتبك؛ كأن تضع بقربك زينةً زرقاء إن كُنت تعمل في شركة، أو كراسي صفراء إن كُنت تعمل في مساحة عملٍ إبداعيّة.

إقرأ أيضاً: الألوان وتأثيرها على الحالة النفسية للإنسان

4. إضفاء شيءٍ من الخصوصية على مكان عملك:

تلقى المكاتب المفتوحة الكثيرَ من الرواج والتشجيع في عالم الشركات؛ لأنَّها ترتبط بزيادة التواصل والتعاون بين زملاء العمل. لكن يأتي مفهوم "الانفتاح" هذا مع شيءٍ من المتناقضات.

فصحيحٌ أنَّ إحدى الدراسات قد خلُصت إلى أنَّ المكاتب المفتوحة تُسهم في تسهيل وزيادة التفاعل بين العاملين؛ بيد أنَّها قد وجدت أيضاً أنَّ حسنات سهولة التواصل ستطغى عليها عيوب الضوضاء والمُلهيات وانعدام الخصوصية وغياب المساحة الشخصية؛ مما يؤدي بدوره إلى زيادة استياء العاملين من أماكن عملهم.

وكما سبق وذكرنا، يمكن لتواجد زملاء ثرثارين، وكثرة حالات تشتيت الانتباه أن تستنزف الموظفين عقلياً، وتُنقِصَ من إنتاجيتهم بصورةٍ كبيرة. علاوةً على ذلك، مَنْ مَنَّا يريد أن يستمع الجميع إلى محادثاته؟ لهذه الأسباب مُجتمعةً، يبقى من الأفضل العمل في أماكن عملٍ مُغلقة. لذا امنح نفسك مساحةً شخصيّةً ما أمكنك القيام بهذا، وذلك لكي تزيد من تركيزك في العمل.

وبالحديث عن مساحات العمل، من الجيد أن تُبقِيَ مكتبك الشخصي خالياً من الفوضى. لا يقتصر الأمر على كون المكتب نظيفاً وجذاباً، وإنَّما يشمل إبقاءَ كل شيء منظماً في مجلدات؛ بحيث توفر على نفسك الوقت والجهد حينما تريد استخدام ملفاتك ومستنداتك. كما يسري هذا الأمر على "سطح المكتب" في حاسوبك الشخصي، لذا رتِّب الأيقونات ونظمها بصورةٍ مناسبة.

إذاً وكما رأينا، لا يتطلّب الأمر سوى إجراء بضعة تعديلات بسيطة لتحسين مكان عملك، سواءً أَكان ذلك عبر وضع نبتةٍ بالقرب منك، أو إعادة ترتيب ملفاتك. يمكن لهذه التغييرات البسيطة التي تقوم بها لمرّةٍ واحدة؛ أن تحافظ على إنتاجيتك وصحتك وسعادتك على المدى الطويل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة