4 استراتيجيات لتعلُّم القراءة بطريقة أسرع

نعرف جميعاً كيف يكون شعورنا في أثناء قراءتنا لكتاب جيدٍ وقيِّم، فربما لا نستطيع تركه ووضعه جانباً، إذ نتذوَّق ونستمتع بكل كلمة من صفحاته، وربما نحفظ منه بعض الاقتباسات عن ظهر قلب، ونعلم أيضاً كيف نشعر من قراءتنا لكتابٍ مُمل؛ إذ ندرك فجأة بعد قراءتنا لستِّ صفحاتٍ متتالية أنَّنا لا نذكر حتى الموضوع الذي تتحدث عنه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "فانيسا فان إدواردز" (Vanessa Van Edwards)، تُخبرنا فيه عن تجربتها في تعلُّم القراءة السريعة.

فيوجد شيء واحد مختلف بين المثالين السابقين، وهو الحماسة؛ إذ تدفع الحماسة اهتمامنا، وتسمح لنا بالتركيز واستيعاب المزيد ممَّا نقرأ، وهذا يؤدي إلى القدرة على القراءة بطريقة أسرع، وتذكُّر المزيد من المحتوى، وقد يكون من الصعب أن تتحمَّس لقراءة كثير من النصوص (غالباً ما تكون مملة)، التي تستغرق عموماً مزيداً من الوقت، وتؤدي إلى التوتر الذهني؛ لذا وجدنا 4 استراتيجيات لتغيير وتحسين الطريقة التي تقرأ بها المعلومات وتتذكَّرها.

علم القراءة السريعة:

إليك فيما يأتي 4 استراتيجيات لتتعلَّم كيفية القراءة السريعة:

1. البحث عن الكلمات الرئيسة:

بدلاً من تهجئة الكلمات، وقراءة كل كلمة على حِدة، ركِّز على كيفية تحريك عينيك عبر الصفحة؛ إذ سيساعدك ذلك على زيادة سرعة القراءة، ففي الأساس، عليك قراءة المحتوى سريعاً أولاً حتى تلتقط عيناك كلمةً أو موضوعاً يثير اهتمامك.

لقد تعلَّمنا منذ اليوم الأول في المدرسة أن نقرأ كل كلمة في كل جملة وفقرة، لكن هذه العملية طويلة جداً ومرهقة؛ فقد نحتاج إلى قراءة الأسماء والصفات فقط لفهم الفكرة الرئيسة للجملة، وعادةً ما تكون الأفعال والأحوال وأجزاء أخرى من الكلام غير ضرورية عندما تحاول فقط الحصول على المعلومات الأساسية والأكثر أهمية.

قد يكون من الصعب الاعتياد على هذه النصيحة، لكنَّك ستفعلها طوال الوقت بعد إتقانك لها، كما أنَّ تظليل هذه الكلمات والعبارات الرئيسة أيضاً فكرة رائعة لمراجعة النص.

2. تخطِّي بعض الفقرات:

اقرأ الجمل الأولى والأخيرة من الفقرة أولاً؛ إذ يمكن أن يوفِّر لك هذا كثيراً من الوقت، فإذا كانت الجملة الأولى من الفقرة تقدِّم موضوعاً تعرفه، فلن تضيِّع وقتك في قراءة الفقرة بأكملها، ويمكنك الانتقال إلى الفقرة التالية.

شاهد: 8 طرق لتشجيع الأطفال على القراءة

3. ربط المعلومات بشيء تعرفه مسبقاً:

يخزِّن دماغنا كل شيء نقرؤه، فنحن لا نعرف أنَّها مخزنة فيه؛ وذلك لأنَّ معظمها يُحفَظ في عقلنا الباطن؛ ولهذا، يمكن أن يكون من الصعب تذكُّر موضوع أو حقيقة مثيرة للاهتمام كنت قد قرأتها سابقاً واستردادها؛ لذلك، نوصيك بربط ما تقرؤه بشيء تعرفه؛ مثل تجربة شخصية.

أمثلة:

  1. عند التعلم عن علم الطب الشرعي، يمكنك ربط ما تتعلَّمه بحلقة من مسلسل "عقول إجرامية" (Criminal Minds) التي أخافتك، أو بالوقت الذي وجدت فيه عن طريق الصدفة بعض عظام الحيوانات القديمة في رحلة المشي لمسافات طويلة.
  2. في الصف الخامس الابتدائي، علَّمونا تحويل كل شيء إلى اختصار بناءً على ما يقتصر عليه الموضوع، ولكي أكون صادقة، فقد رافقتني العديد من هذه الاختصارات في حياتي البالغة.
إقرأ أيضاً: كيف يقرأ الأذكياء؟ 5 نصائح تساعدك على القراءة بذكاء

4. تدوين الملاحظات:

توجد حالة تُعرَف باسم "متلازمة فرط الذاكرة"، التي تسمح للمصابين بها بتذكُّر كل ما يقرؤونه أو يرونه أو يسمعونه، ولسوء الحظ، إنَّها حالة نادرة جداً؛ لذلك، فإنَّ غالبية الناس يحتاجون إلى بعض المساعدة لتذكُّر ما يقرؤونه؛ ولهذا، نحن نكتب، وبعد الانتهاء من القراءة، نوصيك بالعودة وتدوين بعض الملاحظات من الكلمات الرئيسة والموضوعات التي ظلَّلتها سابقاً.

بالإضافة إلى تلخيص موجز لأهم المعلومات التي وجدتها؛ إذ يمكنك مراجعتها لاحقاً، وتكون قادراً على تذكُّر عمَّا كان يدور موضوع الكتاب أو الفقرة.

إقرأ أيضاً: 8 فوائد عظيمة تمنحها هواية القراءة

في الختام:

نأمل أن تزيد هذه الاستراتيجيات الأربع السهلة من حماستك للقراءة والتعلُّم، ونأمل أيضاً أن يكون كل ما تقرؤه الآن رائعاً مثل كتابك المفضَّل، وأن تحصل على مزيد من تلك الكتب الأكاديمية التي لطالما كنت تخشى قراءتها.

المصدر




مقالات مرتبطة