4 استراتيجيات لتعزيز الدوافع الداخلية

يصعب بناء روتين يعزز إنتاجيتك؛ إذ يجب أن تكون أكثر موثوقية وتتحمل مسؤولية نفسك، لكن من الصعب جداً توفير وقت لذلك وسط حياتك المزدحمة، فتحاول تجربة بعض الإجراءات الروتينية في المنزل أو في العمل والتي تكون منتجة في ظنك، ولكنَّك لا تلتزم بها؛ فتقرر أنَّ إنشاء روتين لا ينجح معك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن مؤسس شركة "ريسكولوجي" (Riskology) "تايلر تيرفورين" (tyler Tervooren)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن الطريقة الصحيحة لبناء روتين ثابت.

إذا كنتَ تواجه صعوبة في الالتزام بالروتين، فقد يكون الحل بسيطاً، ويكمن في توجيه دوافعك نحو الأسباب المناسبة. إليك كيفية القيام بذلك:

الدوافع الداخلية والدوافع الخارجية:

إذا تحدثت إلى شخص يعمل في إعادة تأهيل المرضى من متعاطي المخدرات، ستسمع نفس الحكمة مراراً وتكراراً: "يعتمد النجاح على دوافعك"، إذ يمكن للمتخصص أن يعرف على الفور ما إذا كان المريض سيتعافى ويستمر في ذلك؛ فكل من يتغلَّب على إدمان المخدرات يكون لديه الدافع، ولكنَّ الذين ينجحون على الأمد الطويل هم الذين يملكون الدافع الموجه بالأسباب المناسبة.

ما هي الأسباب المناسبة؟

تُظهِر الأبحاث أنَّ نجاح إعادة التأهيل يستمر عندما يتحفز المرضى لتطوير أنفسهم، فقد يتوجَّه بعض الناس إلى إعادة التأهيل؛ وذلك لأنَّهم يخشون أن يفقدوا وظائفهم أو منازلهم أو أسرهم، فقد يتعافى هؤلاء المرضى لكن نادراً ما يستمر ذلك؛ بينما يتوجه آخرون إلى إعادة التأهيل؛ وذلك لأنَّهم يخشون أن يخسروا أنفسهم، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يغيرون حياتهم إلى الأبد.

يُوضح هذا المثال الفارق بين الدافع الداخلي والخارجي، فعندما يكون لديك دافع خارجي للتغيير، فإنَّ الأشياء التي تدفع هذا التغيير تكون خارج نطاقك ومن ثم خارج نطاق سيطرتك، فبالنسبة إلى المدمن على إعادة التأهيل، يمكن أن يكون هذا الدافع فقدان علاقة أو وظيفة أو أي شيء آخر.

قد يكون الدافع مشابهاً عند محاولة بناء روتين لتوفير الوقت أو تحسين نفسك، فربما كان شريكك يصر عليك لتتمتع بصحة أفضل؛ لذلك تحاول بناء روتين للياقة البدنية، أو ربما قد ذكر مديرك في العمل أنَّك لست منتجاً بالقدر الذي ينبغي أن تكون عليه؛ لذا تحاول تنظيم نفسك في العمل.

تشير البيانات إلى أنَّه إذا كانت هذه هي دوافعك، فمن المحتمل ألَّا تنجح جهودك؛ فسوف تبدأ بها، لكن عندما تصبح الأمور صعبة ستستسلم وستزداد الأمور صعوبة دائماً قبل أن تصبح أسهل.

تتغير العوامل الخارجية ولا يمكنك التحكم بها، وإنَّ محاولة مواكبة هذه العوامل تثبت عدم جدواها مع مرور الوقت، لكن عندما تكون متحمساً من الداخل، تكون مدفوعاً بالرغبة في تحسين نفسك.

أنت المسؤول عن نفسك فقط، وهذا يعني أنَّك تتحكم بالمتغيرات التي تحدد ما إذا كنت ستنجح أو ستفشل؛ فعندما تجتمع جميع العوامل لمصلحتك، فمن المحتمل أن تحدث تغييراً دائماً.

شاهد بالفديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

تؤدي الدوافع الداخلية إلى إنشاء روتين مستدام:

ما هو أكثر إثارة للاهتمام أنَّ الدوافع الخارجية التي تدفعك؛ وغالباً ما تكون مرضية أكثر عندما تتجاهلها وتركز في إيجاد دوافعك الداخلية والتصرف بناءً عليها بدلاً من ذلك.

على سبيل المثال: لنفترض أنَّ مديرك قد أخبرك أنَّك لا تساهم بما يكفي في جلسات العصف الذهني مع فريقك، وأنَّك تكون هادئاً للغاية، ويحول ذلك بينك وبين الحصول على ترقية.

إذا كان إرضاء مديرك في العمل والحصول على ترقية هما الدافعان الأساسيان للتحسين، فستواجه صعوبة في ذلك؛ إذ ستتقبل التغذية الراجعة التي يقدمها وتحاول التحدث في اجتماعات الفريق، ولكنَّك ستشعر بأنَّ الأمر غير طبيعي وأنَّك لا تعبر عن نفسك جيداً.

هذه هي مشكلة الدوافع الخارجية؛ فأنت تسمح لشخص آخر بتحديد ما يناسبك واتخاذ إجراءات لإصلاحه، وذلك ليس مستداماً، لكن ماذا لو نظرت نظرة أعمق إلى هذه التغذية الراجعة؟ ربما تكون لديك رغبة حقيقية في أن تكون مؤثراً، وتلك التغذية الراجعة التي تلقيتها من مديرك تُظهر لك أنَّك لا تندمج مع فريقك كما ينبغي.

سيقودك التركيز في الدافع الداخلي إلى حلول مختلفة لنفس المشكلة، وربما ستخصص المزيد من الوقت لإجراء محادثات فردية مع زملائك في الفريق أو بناء روتين للتواصل مع زملائك عبر البريد الإلكتروني أو الدردشة لمناقشة الأفكار فور ظهورها.

سيكون هذا الروتين مستداماً؛ لأنَّك بنيته نتيجة رغبتك في إرضاء نفسك وليس نتيجة لرغبات شخص آخر.

إقرأ أيضاً: أهداف عملية التغذية الراجعة بطريقة 360 درجة

استراتيجيات لإلهام دوافعك الداخلية:

نحن نملك جميعاً دوافع خارجية إلى حد ما، فإذا كنت تواجه صعوبة في بناء أنظمة وروتين، تصبح جزءاً من حياتك وتنتج التغييرات الدائمة التي تأملها، وتكمن الحيلة في البحث عن الدوافع الداخلية التي ستقدم لك تلك النتائج.

فيما يأتي بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها والتي نجحت بالنسبة إلي وبالنسبة إلى ملايين آخرين يتمتعون بفوائد الروتين المؤكدة:

1. التركيز في التغيير الذي تشعر به بدلاً من التغيير الذي تراه:

إنَّ التمارين والصحة خير مثال عن ذلك؛ فالجميع يريدون أن يبدوا رائعين، ولكنَّ السبب الوحيد للظهور بمظهر رائع هو أن يحب الآخرون ما يرونه فيك، وإذا كنت ترغب في تحسين مظهرك، فعليك التعمق بالأسباب قليلاً.

فبدلاً من جعل مظهرك هو الدافع الرئيس؛ ركز في زيادة قوتك وفي أن تصبح أكثر رشاقة وفي بناء المزيد من القدرة على التحمُّل؛ وهذه هي الأشياء التي تتحكم بها بالفعل؛ وكلَّما تحسنت هذه المقاييس، سيتحسن مظهرك أيضاً.

2. فعل ما تستمتع به فقط:

إنَّ فكرة أنَّه يمكنك فعل شيء تكرهه مراراً وتكراراً حتى يعجبك مجرد خرافة في معظم الحالات، فقد تنجح في البداية ولكنَّ الأمر سيكون مؤلماً، وسيؤدي الاستياء الذي يتراكم ببطء في النهاية إلى الفشل، وستفقد التقدم الذي أحرزته؛ لذا بدلاً من ذلك ركز فقط في فعل الأمور التي تستمتع بها، والتي ستؤدي أيضاً إلى النتائج التي تريدها؛ وهذا هو جوهر صدقك مع نفسك.

ضع في حسبانك المثال السابق عن الموظف الهادئ الذي يتعيَّن عليه أن يصبح مؤثراً أكثر للارتقاء في شركته، فتوجد استراتيجيات كثيرة لتلبية الحاجات المطلوبة والتي تستحق التجربة، ولكنَّ النجاح على الأمد الطويل يأتي عندما يجد ذاك الموظف بضع استراتيجياتٍ تناسبه بشكل مثالي.

3. عندما تبدأ روتيناً حاول عدم الاستسلام لمدة 30 يوماً على الأقل:

عندما بدأتُ بالجري لم يعجبني ذلك كثيراً؛ فقد كنت أعاني من زيادة الوزن، ولياقة بدنية سيئة، ولم أتعامل مع الأمر بشكل جيد، ولكنَّني تمسكت بالأمر لبضعة أشهر وبعد جري عشرات الآلاف من الأميال، أصبح الجري أحد أنشطتي المفضلة.

لا تتخلَّ عن شيء هام بالنسبة إليك لمجرد أنَّك لست جيداً فيه؛ ولا تقنع نفسك بأنَّك لا تحبه حتى تصبح ماهراً فيه وتظل لا تحبه عندها، ومن الصعب أن تحب شيئاً لست جيداً فيه؛ إذ لن يكون الأمر ممتعاً حتى تعرف ما تفعله، إذا التزمت بتجربة شيء جديد لمدة 30 يوماً على الأقل، فستتحسن مهارتك؛ وكلما تحسنت، قد تتعلم حب التجربة أيضاً.

إقرأ أيضاً: كيف تغيّر الروتين اليومي بسهولة

4. التركيز في الاستمرارية وليس في النتائج:

أنت تملك سيطرةً أكبر على عدد المرات التي تفعل فيها شيئاً أكثر من النتائج التي تحصل عليها من القيام بذلك؛ وتأتي النتائج من الاستمرار في العمل، وليس النقيض من ذلك.

في الختام:

هذه هي العوامل الأساسية لبناء روتين يكون جزءاً طبيعياً من حياتك، بدلاً من الروتين الذي تواجه صعوبة في تنفيذه مراراً وتكراراً، فعندما تدع دوافعك الداخلية ترشدك، فإنَّ النتائج التي تحصل عليها لن تكون أفضل فحسب؛ بل ستكون أكثر إرضاء لك.

المصدر




مقالات مرتبطة