4 إجراءات تساعدك على تحقيق أحلامك

عاداتنا اليومية التي نمارسها بلا وعيٍ منا هي التي تبنينا أو تحطمنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "زيك نيومان" (Zech Newman)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في السعي إلى تحقيق الأحلام.

استيقظتُ قبل شروق الشمس، ومشيتُ نحو الأريكة، ثمَّ أشعلتُ مصباحاً صغيراً، وأعددتُ قهوتي، والتقطتُ هاتفي المحمول بعد أن تصفَّحتُ بلاوعيٍ موقعَيَّ في "فيسبوك" و"تويتر"، وبدا لي كأنَّ عملية التصفح هذه قد استغرقت خمس دقائق، استيقظ ابني، وأتى للانضمام إليَّ على الأريكة، كيف حدث وانقضى الصباح بالفعل؟ كيف مرت ساعة ونصف من الوقت؟

في حين كنت أتأمَّلُ في حياتي حضرتْ إلى ذاكرتي رحلةٌ قمتُ بها منذ فترة على طريقٍ فرعيٍّ قديمٍ، هذا الطريق المُهمَل حفرَت فيه عجلات السيارات أخاديدَ عميقةً، بحيث يمكنك حرفياً أن تُبعد يديك عن عجلة القيادة، وتترك السيارة تأخذ مسارها بنفسها؛ لأنَّ سنوات من السفر دون انحراف عن المسار قد شكلت هذه الدروب الواضحة للمركبات، ما من اختلاف بين النتيجة التي نحصدها من عاداتنا اليومية غير الواعية، وهذا الطريق.

تُشكِّل أفعالنا أنماطاً تشبه تلك الأخاديد في الطريق:

مع مرور الوقت تُشكِّل أفعالنا أنماطاً تشبه تلك الأخاديد في الطريق، ودون وعي نفعل كل شيء وفقاً لهذه الأنماط، الأمر الذي بدوره من شأنه إمَّا أن يقربنا من أحلامنا، أو أن يبعدنا عنها، ومعظم عاداتنا بعيدة عن أحلامنا بسبب ما يدعى "الطريق الأسهل"، ماذا تفعل عندما تدرك أنَّك لست في المكان الذي ترغب أن تكون فيه؛ لكنَّك ما تزال منشغلاً بتصفح موقع "فيسبوك" وأنت نصف نائم؟

شاهد بالفيديو: 5 استراتيجيات لبلوغ أعلى الطموحات وتحقيق الأهداف

الأشياء الأربعة هذه حوَّلتني من كسولٍ طائشٍ إلى شخصٍ يسعى بكل قوته إلى تحقيق أحلامه:

1. اكتشاف رغباتك الحقيقية:

لقد تركتُ الكليةَ ثلاث مراتٍ، ولا بد أنَّني بذلك حطَّمتُ رقماً قياسيَّاً، وقد تأثرتُ بتوقعات الآخرين ورغباتهم كثيراً، وسجلت في الكلية لأفهم فيما بعد أنَّ المكان الذي أرغب في الوصول إليه لا يتطلَّب شهادة علميَّة، وأظن أنَّك لو كنت صريحاً مع نفسكَ ستجد أنَّك تفعل كثيراً من الأشياء فقط لأنَّ شخصاً تحترمه أخبركَ أن تفعلها.

أول خطوة يجب أن تخطوها في سياق التخلص من كونكَ كسولاً طائشاً هي أن تتطلَّع حقيقةً إلى ما تريده أنتَ، تجاهل ما تظنُّ أنَّه واجب عليك، أو ما يفرضه الآخرون عليكَ، وضع تركيزك فيما تهتم به أنت على الصعيد الشخصي.

2. تحديد إذا كانت أفعالك توصلك إلى حيث تريد:

بعد أن تحدِّد ما الذي ترغب به بحقٍّ في الحياة عليكَ أن ترى النواحي التي توصلكَ إلى هناك، وتلك التي لا تبلغكَ غايتكَ، لا مشكلة لدي مع استخدام تطبيق "فيسبوك"؛ بل في الواقع لقد سمح لي هذا التطبيق بالتواصل مع الناس، أنا أحب هذا التواصل، ولكن يجب فقط أن نوجِّهه في سياقٍ ينسجم مع أهدافنا وأحلامنا.

لديك من الساعات في يومك ما يساوي تماماً ساعات يوم أيٍّ من الأشخاص العظماء الذين تبجِّلهم، السؤال هو: هل تقودك أفعالك باتجاه الأهداف التي ترغب في تحقيقها؟ إن كان الجواب لا، فتوقف عنها.

3. تحديد التصرفات التي يجب عليك أن تستبدل بها تصرفاتك السابقة:

سبق أن قلت لكَ أن تتوقف عن أفعالكَ، ولكن في الحقيقة فإنَّ استبدال العادات أسهل؛ على سبيل المثال إنَّني أُخفِّض من كمية القهوة التي أستهلكها؛ لأنَّني أرغب في أن أكون في أفضل حالٍ ممكنٍ، وعوضاً عن الامتناع عن شرب القهوة فإنَّني أستبدلُ هذه العادة بشرب المزيد من الماء.

ما هي العادة السيئة التي تعوقكَ عن تحقيق أهدافك التي يمكنك استبدالها بعادةٍ جيدةٍ؟ هذا يساعدك على التخلص من العادة القديمة؛ ممَّا يُعَدُّ فوزاً، كما أنَّه يُساعد على إكسابكَ زخماً جديداً يتحوَّل إلى عادةٍ، ومن ثمَّ يكون فوزكَ مضاعفاً، وترسيخُ عادةٍ جديدةٍ مكانَ أُخرى قديمة سبق أن كانت لديك، هو فوزٌ مطلقٌ.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح مهمة لتحقيق الأحلام والطموحات

4. المواظبة:

إن كنت تشعر أنَّكَ فاشلٌ في الحياة فلستَ كذلك؛ بل في الواقع أنتَ غالباً ما تفعل كثيراً على النحو الصائب، ما الذي يجب أن تستمرَّ في فعله؟ غالباً لا تحتاج إلى تغييراتٍ جذريّةٍ للخروج من الأخاديد التي تحدَّثنا عنها.

بالنسبة إلي فقد كنت أستيقظ باكراً وكنت بحاجة فقط إلى أن أستثمر هذا الوقت على نحوٍ مختلفٍ؛ لذا فأنا أحتاج إلى أن أحافظَ على وقت استيقاظي، وأنت ما الذي يجب عليك أن تستمر في فعله ومن شأنه أن يقربك من تحقيق أهدافكَ؟

إقرأ أيضاً: الإصرار وأهميته في تحقيق الطموحات وتجاوز عقبات الحياة

في الختام:

يجب أن نعزز عاداتنا لكي تقربنا أكثر من أحلامنا، وعوضاً عن أن نكون كسالى بعقولٍ مشوَّهةٍ سنتمكن من إدارة مستقبلنا بأيدينا، وبعد كل شيء لقد خُلِقتَ لتحلم، واحرص فقط على أن تشاركك عائلتك الرحلة.




مقالات مرتبطة