4 أسباب تفسر الحاجة إلى المبادرة فوراً إلى العمل

كنتُ أظنُّ أنَّ الحياة تسير وفق نظام ثابت: "افعل كذا؛ فتحصل على كذا"، وكوني شخصاً عملياً ظننتُ أنَّني إذا عملت بجد فسأنجح، ومع أنَّ هذا صحيح إلى حد ما دخلتُ في متاهة من القلق والتوتر بسبب إحساسي القوي بعدم اليقين تجاه وظيفتي وحياتي المهنية والشخصية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "بوب ميغلاني" (Bob Miglani)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية المبادرة فوراً إلى العمل.

من الاقتصاد إلى سوق العمل والهواجس التي يتحدث عنها الناس إلى سوق الأسهم؛ انتابني شعور بالقلق لم أستطع تجاهله؛ لذلك تعطَّل تفكيري وشعرتُ بالعجز وأنا أحاول التنبؤ بمستقبل مجهول لحياتي المهنية، ولم أكتشف الطريق الصحيح الذي يوصلني إلى بر الأمان على الصعيدين المهني والشخصي، ثمَّ شاء القدر أن أذهب في رحلة غير متوقعة مع صديق إلى الهند غيَّرت حياتي إلى الأبد.

كنت أعرف هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه مليار نسمة، ولكن تغيَّرت وجهة نظري عندما وجدت عدم اليقين في كل مكان، ومنذ تلك الرحلة وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تعلمت كيفية معاملة عدم اليقين في حياتي وفي مسيرتي المهنية وحققت تقدماً كبيراً في معايشة هذا الوضع الجديد من خلال تقبُّل حالة الشك هذه وتطويعها لخدمتي، وأحد أهم الدروس التي تعلمتها في رحلتي تلك هو أنَّني يجب أن أمضي قدماً وأعمل دون إطالة التفكير.

4 أسباب تدفعك فوراً إلى العمل:

1. لا يوجد وقت مثالي:

الكمال وهمٌ تختلقه عقولنا لتقنعنا بوجود نظام عندما تعمُّ الفوضى، لن يأتي الوقت المثالي ولا الظروف المثالية ولا الوظيفة المثالية ولا الشريك المثالي ولا الصديق المثالي ولا اللحظة المثالية، الحياة غير مثالية والعالم تشوبه العيوب ولكن بطريقة جميلة، كنت أظن أنَّني سأعمل وأغير مسيرتي المهنية عندما ينطلق مشرع زوجتي أو عندما تسمح لي الفرصة المناسبة، لكن لا يمكنك توقع متى ستأتي تلك اللحظة؛ ومن ثمَّ لن تفعل شيئاً.

عدم القيام بأي شيء يجعلك تقف عاجزاً أمام حالة عدم اليقين فيزداد توترك، وعندما أدركتُ أنَّ الحياة غير مثالية ولا وجود لوقت مثالي، تغلبتُ على حالة الشك، وبدأت أنا وزوجتي بإطلاق مشروعها في خضم الانهيار الاقتصادي في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2008، وأطلقتُ مشروعاً جديداً في عملي ساعدني على النمو.

2. استحالة التنبؤ بالمستقبل:

اعتدتُ المبالغة في التحليل والتفكير والتخطيط لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور قبل اتخاذ أي إجراء؛ لكنَّني أدركت أخيراً أنَّني كنت على خطأ؛ فعندما تركز في حالة عدم اليقين تشعر كما لو أنَّك لا تملك خيارات ممكنة؛ فتمعن النظر في المشكلة، وتدرس إيجابيات اتخاذ إجراء معين وسلبياته، وتطلب المشورة من كثير من الناس، وفي النهاية لا تجني من هذا كله سوى مزيد من القلق والتوتر؛ لأنَّه ما من أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل.

ما أدركته في رحلتي الخاصة هو أنَّني لست ذكياً إلى الحد الذي يجعلني أتنبأ بالمستقبل، فلمَ لا أفعل شيئاً أريده على أي حال؟ من يعرف أصلاً ما إذا كانت فكرة مشروعي ستنجح أم ستفشل؟ لدي فرصة للنجاح في ظل هذا العالم المليء بالفوضى مثل أي شخص آخر، ما دمت أؤمن بما أقوم به؛ فهذا هو المستقبل الذي أريده.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح للتعامل مع عدم اليقين في حياتك

3. خطوة واحدة تفتح لك باب الفرص:

عندما تخبر الناس عن مشروع أحلامك تسمع منهم عبارات تحبطك من قبيل: "ما الفائدة من ذلك؟"، و"إلى أين سيوصلك هذا؟"، و"لن تكسب أبداً هذا القدر من المال"؛ لكنَّ ما أدركته هو أنَّه في الحياة لا يمكنك توقع نتائج حتى أصغر خطوة تخطوها إلى الأمام، وعندما تتخذ خطوة ما تليها احتمالات كثيرة يستحيل معها أن تعرف ما يخبئه لك القدر.

في كثير من الأحيان تقودك خطوة واحدة إلى فكرة، وتقودك هذه الفكرة إلى فكرة أخرى لم تخطر في بالك من قبل، أو ربما تقودك إلى لقاء هام يغير حياتك، ففكر في عدد المرات التي حدثت فيها أشياء رائعة بمحض المصادفة عندما كنت تفعل شيئاً ما؛ مثل مكالمة هاتفية من شخص قابلته منذ مدة وجيزة، أو رسالة بريد إلكتروني مفاجئة من عميل، أو طلب صداقة على فيسبوك (Facebook) من صديق قديم، أو مجرد ابتسامة من شخص قابلته للتو، في بعض الأحيان تكون هذه الخطوة الأولية مقدمة لسلسلة من الأحداث الرائعة التي لم تكن تتوقعها على الإطلاق.

شاهد بالفيديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات

4. الشعور الفوري بالرضا عن الحياة:

تكمن المشكلة الأساسية في محاولة إدارة عدم اليقين في الحياة في أنَّ التقاعس في كثير من الأحيان يولِّد القلق، تشعر بأنَّه ليس لديك سيطرة على فوضى الحياة، ويؤدي هذا التقاعس إلى التوتر والقلق، لقد جعلتني حتى أصغر الخطوات أشعر بتحسنٍ فوريٍّ تقريباً؛ لأنَّ الشعور بعدم اليقين بدأ يتلاشى ولو قليلاً ليفسح لي المجال لرؤية طريقي، رؤية الطريق حتى لو كان ضبابياً أفضل من عدم رؤيته على الإطلاق؛ لأنَّك ستكون في طريقك إلى مكان ما، ومع مرور الوقت ستنقشع عنك الغمامة وترى طريقك بمزيد من الوضوح، كما أنَّ اتخاذ إجراء يُشعرك أيضاً بالرضا فوراً؛ لأنَّك تبدأ بالشعور بأنَّك تتحكم في حياتك.

في الختام:

في أثناء تجربتي الشخصية مع التعايش مع حالة عدم اليقين أدركتُ أنَّ اتخاذ خطوة مهما كانت صغيرة لا تجعلني أشعر بالرضا عن حياتي وحسب؛ بل تُهيِّئ لي فرصاً لم أكن أتوقعها أبداً، وفي حالة عدم اليقين هذه الفرص هي ما نسعى إليه جميعاً؛ لذا اتخذ الخطوة الأولى وستنهال عليك الفرص من حيث لا تدري.




مقالات مرتبطة