4 أسباب تدفعك لعدم التقاعد

إنَّ حياتنا مرسومةٌ لنا إلى حدٍّ كبير منذ لحظة ولادتنا، فإذا أردنا أن نكون ناجحين في هذا العالم، علينا الالتزام بجدولٍ صارم.



يتضمَّن هذا الجدول أولاً الذهاب إلى المدرسة؛ إذ يجب أن تحصل على بعض المؤهلات، ثمَّ يجب أن تلتحق بالجامعة، ثمَّ عليك أن تجد وظيفةً مناسبة وتحصل على قرض عقاري، كما يجب أن تتزوج وتنجب أطفالاً، وفي النهاية ستعطيك الحكومة معاشاً تقاعدياً في عمرٍ معيَّن عندما تجد أنَّك لم تعد قادراً على العمل.

فإذا فوَّتَّ أيَّاً من هذه الخطوات، ستظل دائماً موضع ازدراء من قبل بعض الناس؛ إذ يسألونك: "لماذا لم تتزوج بعد؟"، و"لماذا تستأجر منزلاً؟ إنَّه إهدار للمال؟"، و"لمَ لم تجد وظيفةً مناسبة بعد؟".

فإنَّ فكرة أنَّه يتعيَّن علينا العمل لساعات طويلةٍ جداً وكسب ما يكفي من المال حتى نتمكَّن في النهاية من التقاعد والراحة، قد تكون أغرب شيء نفعله بصفتنا مجتمعاً بشرياً، فقد تبدو الفكرة جيدة نظرياً، لكن إليك 4 أسباب ستجعل هذه الفكرة تبدو سيئةً جداً:

1. التقاعد مضر بصحتك:

كان يُعتقد غالباً أنَّ الإفراط في العمل الشاق سيؤدي إلى الوفاة المُبكِّرة، خاصةً عندما تصل إلى سنٍّ متقدِّم، فنحن نتقاعد لإعطاء أجسادنا المنهكة قسطاً من الراحة. لكن أظهرت الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يتقاعدون لديهم في الواقع متوسط عمر أقل من أولئك الذين يستمرون في العمل؛ وذلك لأنَّ الاستمرار في العمل، أو حتى العمل بدوام جزئي يعطي حياتك هدفاً وسبباً للاستيقاظ في الصباح، فهو يُبقيك يقظاً، ويساعد على درء تلك المشكلات الصحية السيئة التي قد تصيبك لاحقاً في الحياة.

2. عش لشبابك وليس لشيخوختك:

السعي إلى التقاعد هو أمرٌ متناقض بعض الشيء؛ إذ من المفترض أن تقضي أفضل سنوات حياتك وأكثرها صحةً عالقاً في وظيفةٍ ما مع قدر هائل من التوتر والديون المتزايدة، فلا بأس في الانتظار، ففي غضون 40 عاماً يمكنك التخلِّي عن كل شيء.

لكن لماذا لا نقضي شبابنا في فعل كل الأشياء التي نريدها؟ سافر وشاهد العالم، واخرج واستمتع، وجرِّب كل الأشياء التي كنت تريد القيام بها في حين ما تزال صحتك تسمح لك بذلك، فهل تريد أن تقضي أجمل سنوات حياتك في مكتب، أم ترغب في عيش حياةٍ مليئة بالمغامرات؟

فإنَّك بالتأكيد تحتاج إلى المال لتمويل كل هذا المرح والتسلية، لا بأس بذلك، اجنِ المال الذي تحتاج إليه، لكن لا تقيِّد نفسك في مهنةٍ مُملَّة وقروضٍ لا تريدها لمجرد أنَّه ما يفترض عليك فعله.

شاهد بالفديو: 5 نصائح قبل تقديم الاستقالة

3. اعلم أنَّك قد لا تحتاج إلى التقاعد أبداً:

إذا كنت ما تزال في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، فيوجد احتمال ضئيل أنَّك لن تحتاج إلى التقاعد أبداً، بسبب التقدم الهائل في الطب والعلوم، فربما سنقضي على الأمراض الرئيسة في المستقبل القريب.

إنَّ القدرة على إبطاء الشيخوخة بسبب التقدم في تكنولوجيا الخلايا الجذعية أصبحت حقيقةً علمية وليست خيالاً علمياً، لذلك من الممكن أن يزداد متوسط ​​العمر المتوقع مرتين أو ثلاث مرات، وقد يصل حتى إلى رقم لا يمكننا تخيُّله.

فلا تعش حياتك مؤمِناً بأنَّ لديك وقتاً محدوداً على هذا الكوكب، فهل ستطمح للتقاعد في سن الـ 65 عندما تعرف أنَّك ستعيش 200 عام؟ بالطبع لا، ستتغيَّر نظرتك للعالم وإدراكك له كثيراً.

من المفارقات أنَّ متوسط ​​العمر المرتفع وإمكانية عدم التقدم في العمر، ستعزِّز قدرتك على عيش حياتك على أكمل وجه، فقد تبدو تلك المهنة المُملَّة أسوأ بكثير عندما تعرف أنَّك ستقوم بها لمئةٍ عام قادمة؛ لذا عِش الحاضر ولا تفكِّر مطولاً في المستقبل.

إقرأ أيضاً: نصائح بسيطة تجعلك تستمتع بكل لحظة في حياتك

4. اعلم أنَّ الالتزام ليس إيجابياً دوماً:

إنَّ وجود بنية معيَّنة لحياتنا هو أمرٌ جيد، فإذا كان كل شخص يفعل ما يفترض أن يفعله، فهذا يعني بالتأكيد أنَّ الأمور تسير على ما يرام، أليس كذلك؟ أجل، إنَّها تسير على ما يرام، لكنَّها مملةٌ جداً، لأنَّ الالتزام هو عدو التفرد؛ لذا يجب أن تعيش حياتك كما تريد أن تعيشها، فكلنا أشخاص مختلفون ولدينا رغبات وتطلُّعات مختلفة، فكِّر في هؤلاء الناس العالقين في روتين حياتهم، لكنَّهم يتمنَّون سرَّاً أن يفعلوا شيئاً آخر.

فإذا كنت تطمح حقاً للحصول على وظيفةً آمنة وقرض لشراء منزل، فلا بأس بذلك، لكن ماذا إذا كانت هذه الحياة تتعارض مع معتقداتك الجوهرية؟

لم يفُت الأوان أبداً لأن تغيِّر حياتك وتبدأ في فعل ما تريده حقاً، هل تعتقد أنَّك ستصبح فجأةً أكثر سعادة إذا تقاعدت؟ ذلك ممكن بالتأكيد، لكن ماذا لو لم يحدث ذلك؟ ماذا ستفعل عندها؟ ستكون قد أهدرت عمرك في السعي وراء حلم مستحيل.

لذا، عليك أن تُدرك أنَّ التغيير يجب أن يبدأ اليوم، فإذا استمررت في تأجيله، قد تجد فجأةً أنَّ الحياة تجاوزتك ولم يعد العالم يريدك أو يحتاج إليك بعد الآن.

إقرأ أيضاً: كيف تحليت بالشجاعة للاستقالة من عملي؟

في الختام:

إنَّ الحياة هي ما يحدث هنا والآن، فالحاضر هو كل ما لدينا، وقد يمنعك التركيز على المستقبل من عيش الحياة التي تريدها حقاً، فهل تريد أن تكون الشخص الذي ينظر إلى الوراء مليئاً بالندم لأنَّه اتخذ القرار الخاطئ؟ ثق بنفسك وعش حياتك بشروطك الخاصة.

المصدر




مقالات مرتبطة