4 أسباب تجعلك تستمر في فعل الأشياء الصعبة لتكون سعيداً وناجحاً

يجب عليك القيام بأشياء صعبة لتكون سعيداً وناجحاً؛ لأنَّها تبنيك وتغيِّر حياتك في النهاية، فإذا كنت تشعر أنَّك استنفدت كل طاقتك ولم يتبقَّ لديك سوى القليل، فعليك أن تُدرك أنَّ دماغك يكذب عليك. لقد جعلك تقتنع بأنَّك حاولت ولم تفلح؛ إذ يقوم بتذكيرك بكل تجربة سيئة، وما كان يجب عليك فعله بأسلوب مختلف، وقد بدأت تظنُّ بأنَّك عاجز حقاً.



لكنَّك لست كذلك، فأنت على قيد الحياة في عالم هائل من الخيارات، فخذ لحظة لتذكير نفسك بهذه الحقيقة، وانظر إلى السماء والغيوم أو النجوم، فهذا هو العالم الذي تعيش فيه، وتنفَّس ثمَّ انظر إلى وضعك الحالي مرة أخرى، وتذكَّر أنَّ الأشياء الصعبة في الحياة هي الطريق إلى الحقيقة، فغالباً ما تكون هزائمك بمنزلة انتصاراتك، فهي تهزُّ روحك وتنير طريقك، وعليك أن تتمسَّك بقوة، وتتقبَّل الألم اليومي، وتستخدمه بوصفه وقوداً لرحلتك، فالقول أسهل من الفعل؛ لذا تحتاج إلى تذكير نفسك باستمرار بأن:

1. أنت تزداد قوة كل يوم من معاناتك:

يمكن أن تكون الحياة صعبة، وسوف تضعف في بعض الأحيان، ولا أحد يستطيع أن يحميك من ذلك، ولن تتمكَّن من الاختباء وحدك في مكان ما؛ لأنَّ العزلة الطويلة ستحطِّمك أيضاً وتجعلك تتعطَّش للتواصل.

لذا؛ يجب أن تجرؤ على الحب وعلى التعبير عن مشاعرك، فهذا هو سبب وجودك على الأرض، فأنت هنا للتضحية بوقتك والمخاطرة بقلبك ولتتألَّم من الحياة، وعندما تخوض تجربة أذى أو خيانة أو رفض، اسمح لنفسك بالجلوس بهدوء وعينيك مغمضتين وتذكَّر كل الأوقات الطيبة التي مررت بها وكل ما تعلَّمته، وأخبر نفسك كم كان رائعاً أن تعيش، ثمَّ افتح عينيك واستمتع أكثر بالحياة.

فإذا لم تعاني لن تنعم بالحياة، وفي الظلام تكتشف في داخلك نوراً لا ينطفئ، وهذا الضوء هو الذي ينير الطريق إلى الأمام.

2. أنت تحدد أصعب الأيام ما هو هام بالنسبة إليك وما ليس كذلك:

مَثَلُ من يواجه المحن كمَثَل من يمشي في عاصفة، فلا تكسبك محاولة اجتيازها القوة فحسب، بل تخلِّصك من كل سِمة تعوقك، باستثناء السِمات الجوهرية التي لا يمكن إزالتها، وما إن تخرج من العاصفة، ترى نفسك كما أنت حقاً، وما زلت متمسِّكاً بالشغف والأفكار التي تثير حماستك.

في النهاية، ثمَّة ما تريده وما يحدث، وعندما لا تحصل على ما تريد، تمسَّك بشغفك وتابع رحلتك، فهذه هي الأشياء التي تهم، فالحب الذي يميِّزك، وهذا النوع من الحب هو الذي يدفعك إلى الأمام حتى عندما تصبح الأمور صعبة، فهذا هو النوع من الحب الذي لا ينبغي إغفاله أبداً.

شاهد: تجنَّب هذه العادات السلبية لتكون أكثر سعادة

3. يمكن أن يكون التوتر دليلاً صحياً لإجراء تغييرات إيجابية:

عندما تصبح الأمور صعبة، يبدو العالم وكأنَّه يدور بسرعة كبيرة، وتشعر أنَّك لا تستطيع السيطرة عليه، ويبدو أنَّك تفقد عقلك وتصاب بالجنون، لكنَّك لست كذلك، فما تحتاج إليه هو التوقف وأخذ نفس عميق، وتقريباً كل مشكلة عاطفية بدءاً من الخوف إلى القلق إلى بداية الاكتئاب، تنجم عن تصاعد التوتر.

إذ يعوق التوتر قدرتك على التفكير المنطقي ورؤية العالم كما هو، عالم لا تسير فيه الأحداث بوتيرةٍ متسارعة ولا يَعُمُّه الخراب، فإنَّ الشعور بالتوتر الشديد والإرهاق ليس علامة على أنَّك مجنون، بل تؤدي التجارب المجهدة إلى صعوبة في التفكير بوضوح، ويمكن أن تجعلك تظنُّ أنَّك خارج عن السيطرة أكثر ممَّا أنت عليه في الواقع، فالجنون الذي تشعر به هو التوتر، ولم يحن وقت الاستسلام، لقد حان الوقت لتلمَّ شتاتك، وكلما استرخيت أكثر، كنت منطقياً أكثر، اسأل نفسك ما يأتي:

  1. هل أعمل كثيراً دون أي راحة؟
  2. هل أحصل على قسط كاف من النوم؟
  3. هل أتناول وجبات صحية متوازنة؟
  4. هل أقضي وقتاً كافياً مع من أهتم بهم؟
  5. هل أنا في علاقات تسبِّب لي ضغوطات مفرطة؟
  6. هل أنا قلق باستمرار بشأن زمان ومكان آخر؟

إذا كنت تواجه أيَّاً من المشكلات المذكورة أعلاه، فأنت تعلم ما تحتاج إلى معالجته لتقليل توترك، والغالبية العظمى منَّا لا تصاب بالجنون، لكنَّنا نخشى في مرحلة ما أنَّنا قد نفقد أعصابنا بسبب عوامل التوتر التي نسمح لها بالعيش في مواقف حياتنا الحالية؛ لذا دع توترك يوجهك، وتأكَّد من أنَّك تملأ وقتك بنشاط هادف، وتحصل على قسط كافٍ من النوم، وتتناول طعاماً جيداً.

إقرأ أيضاً: 10 خطوات لحياة تملؤها السعادة والهناء

4. لديك شيء مميَّز لتقدمه للعالم:

الشخصية الوحيدة التي قُدِّر لك امتلاكها هي الشخصية التي قرَّرت فعلاً أن تمتلكها، فلا تدع سلبيتك تسيطر عليك، فأنت تشعر بميزتك وتريد تقديمها للعالم للمساعدة على تحريكها في الاتجاه الصحيح، وقد تخفيها لأيام وأسابيع من الانتظار والشك والهزيمة، لكنَّها موجودة ومشرقة كما كانت دائماً، فإذا نظرت بعمقٍ كافٍ، ستجدها.

فثمَّة شخص قادر بداخلك يريد أن يبدع ويبني ويحب ويلهم ويفعل ما هو أكثر بكثير من مجرد الوجود، ويمكن أن تكون الأعمال اليومية والمهام الصعبة الخاصة بك سجناً أو طريقاً، فكل هذا يتوقف عليك، وبصرف النظر عن مقدار المسافة التي تظنُّ أنَّك قطعتها، ثمَّة دائماً طريق يؤدي إلى نجاح أكبر وإمكانات كبيرة أمامك؛ لأنَّك دائماً قادر على اتخاذ خطوة صغيرة إلى الأمام، فكن صادقاً مع نفسك، وتمسَّك بقيمك وشغفك، ولا تخجل من فعل ما تشعر أنَّه صحيح، وحدِّد ما تظنُّ أنَّه صحيح.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

في الختام:

لا عيب في الشعور بالإرهاق، فأنت لست آلةً، وحتى لو كنت كذلك فستظل تحتاج إلى التوقف للصيانة بين الحين والآخر، فلا عيب في أن تعترف لنفسك أنَّك تشعر بالتعب والريبة والإحباط، فهذا جزء طبيعي من إنسانيتك، والحقيقة المتمثلة في أنَّك على دراية بهذا الأمر تعني أنَّك قادر على تغيير الأمور يوماً بعد يوم بدءاً من الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة