4 أخطاء مالية يرتكبها مالكو الشركات

يؤسِّس العديد من الناس شركاتهم لأنَّهم يمتلكون الخبرة اللازمة والشغف اللازم لتلبية حاجة من حاجات السوق أو حل مشكلة من مشكلاته؛ ومع ذلك، تحدُث العديد من الأخطاء المالية الشائعة في المراحل الأولى من بدء المشروع عند الافتقار إلى الوقت والموارد (التدفق النقدي)، وقد تكون عازماً على التغلب على العقبات بنفسك وتعلُّم بضعة دروس في أثناء ذلك، وقد تنجح في هذا النهج في بعض الأحيان؛ لكنَّه قد يكون مكلفاً على الأمد البعيد.

يمكن أن يؤدي نمو الأعمال أيضاً إلى الكشف عن مشكلات البنية التحتية وتفاقمها؛ وذلك لأنَّه يحتاج إلى دقَّةٍ شديدة في توظيف الأشخاص الموهوبين، وبذل الجهد في سبيل تعزيز الكفاءات، ودعم تزايد النفقات بزيادة المبيعات، وقد يُؤدي خَصُّ إحدى الشركات بالموارد دون غيرها إلى انهيار العمل؛ لذا خطِّط مالياً قدر ما تستطيع، واطَّلع على أشهر الأخطاء المالية التي يرتكبها أصحاب الشركات.

أشهر الأخطاء المالية التي يرتكبها أصحاب الشركات:

من المفترض أن تكون لديك خبرة في وضعِ ميزانية شخصية وكذلك إدارة النفقات مثل الإيجار أو الرهن العقاري أو النفقات المفاجئة مثل الإصلاحات اللازمة من وقت لآخر، وكلما تمكَّنت من توقُّع الأسوأ والاستعداد له على صعيد الميزانية الشخصية، كان ذلك أفضل.

ينطبق الشيء نفسه على التخطيط المالي لأرباب العمل، فعلى الرغم من احتمال حدوث تغييرات مفاجئة بعد وضع الخطة؛ إلا أنَّ وضعَ احتمالات سيساعدك على الحفاظ على توازن ميزانيتك والاستعداد للنجاح، فإن أردت وضع الخطة المالية لعملك، يجب أن تضع في حسبانك أيضاً بعض الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يرتكبها أرباب العمل مالياً.

إذا لاحظت أياً من هذه الأخطاء في مؤسستك، فلا تترد في إصلاحها بأسرع وقت.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات يجب اتخاذها لتغطية نفقاتك بسبب فيروس كورونا

1. عدم التخطيط لوقوع الأسوأ:

ربما تتوجَّس من التفكير في حال عائلتك إن ألمَّت بك مصيبة ما؛ ولكن بصفتك صاحب شركة، يجب أن يكون لديك مستندات عقارية تتضمن وصيتك والتوكيلات ووثائق الرعاية الصحية؛ أي يجب أن تحتوي جميع أصولك على حقوق الملكية والمستفيدين المناسبين، ويجب أن يكون لديك تأمين مناسب على الحياة وتأمين ضد العجز، بالإضافة إلى صندوق للطوارئ في حالة حدوث مرض أو عجز أو أمر بغيض.

يمثِّل نشاطك التجاري جزءاً كبيراً من حياتك؛ لذا سيكون عليك أيضاً التخطيط لأسوأ الاحتمالات من ناحية العمل، ضع خطة لاستمرارية الأعمال تشمل كيفية العثور على المستندات الهامة، وقائمة بأسماء الأفراد مثل المحاسبين والمحامين والعملاء لإبلاغهم، وغيرها من الأشياء التي من شأنها أن تساعد على نقل الملكية بسلاسة إلى المستفيدين، وعلى الرغم من أنَّ التخطيط للتصرُّف بالتَرِكة ليس شيئاً يحب معظم الناس التفكير فيه؛ إلا أنَّه يضمن الاهتمام بنشاطك التجاري وفقاً لخطتك بعد أن يتوفاك الموت.

2. عدم فهم كيفية إدارة التدفق النقدي ورأس المال العامل:

يركِّز أصحاب الشركات غالباً على المبيعات؛ ولكنَّهم يعانون صعوبةً في الحصول على سيولةٍ مالية، ويُعدُّ التعامل مع الذمم المَدينة أحد أهم جوانب نجاح الأعمال التجارية؛ لذا قبل تأسيس عملك، كوِّن فكرة عن المعايير المعروفة للتعامل مع الذمم المَدينة في مجال عملك؛ حيث ستساعدك هذه المعلومات على تحديد كيفية إدارة التدفق النقدي، ويمكن أن يساعد أيضاً العمل مع الموردين الذين تجمعك معهم اتفاقاتٌ طويلة الأمد يُحتمَل أن تتوافق توافقاً أفضل مع الجداول الزمنية للذمم المَدينة.

نظراً لأنَّ نمو الأعمال يتطلَّب رأس مال للتمكُّن من دفعِ رواتب العاملين والذمم المدينة والمخزون وغيره، فمن الجيد إنشاء نماذج للتنبؤ بالتدفق النقدي، وتُجهَّز هذه التقديرات عموماً كل أسبوع، إضافةً إلى التدفقات الداخلة والخارجة المتوقعة للمشروع على مدى 90 يوماً، ويساعد هذا على تحديد ما إذا كان من المفيد وضع خط ائتمان أم أنَّ العثور على مصادر أخرى لرأس المال العامل سيكون مفيداً أكثر.

3. الإخفاق في تخفيف حدة المخاطر:

تجد الكثير من الشركات صعوباتٍ في عملها وتفشل بسبب الخسائر المتوقَّعة وغير المتوقَّعة، فإن أردت الحد من ذلك، اطلب من أحد المتخصِّصين في التأمين مساعدتك على تقييم الأنواع المختلفة من المخاطر لديك وتحديد ما يمكن أن يغطيه التأمين تغطيةً معقولةً، وبالنسبة إلى الخسائر التي لا يمكن التأمين عليها أو التي لا يمكن التأمين عليها تأميناً فعالاً من حيث التكلفة، يجب أن تقرر أفضل السبل للوقاية من احتمال حدوث خسارة مالية.

على سبيل المثال: يؤدي تقديم القروض إلى العميل إلى احتمالية عدم سداده؛ لذا قرِّر ما إذا كانت هذه فكرة جيدة أم لا، وإذا لزم الأمر، فسيتعين عليك بعد ذلك تحديد كيفية الموافقة على القرض ومراقبته، ومن وجهة نظر الموظف، نفذ العمليات اللازمة كي لا تتعرَّض للاستغلال، فمثلاً امنح بطاقات الوقود المدفوعة مسبقاً بدلاً من بطاقات ائتمان الشركة للوقود، وراقب حسابات الإنفاق واجعل الموظفين يعرفون أنَّهم يخضعون للمراقبة للتأكد من أنَّ أموالك مصانة، فعند التعامل مع الأشخاص؛ امنحهم الثقة لكن كن حذراً.

4. العمل وحدك:

يكون أرباب العمل غالباً مستقلين ومدفوعين برغبتهم في حل المشكلات، وهذه وصفة رائعة لبدء عمل تجاري، ولكنَّها قد تقودك أيضاً إلى محاولة القيام بكل شيء بمفردك، بما في ذلك المهام التي لا تلائمك.

إذا كنت مفكِّراً مبدعاً، فقد تكون مصمِّم منتجٍ أو مسوقاً شغوفاً، لكنَّك قد لا تكون بارعاً في عمليات التحليل والتعامل مع الحسابات المرتبطة بالشركات، مما قد يقودك إلى مشكلات في التعامل مع الأرقام، ويمكن أن يكون العثور على شخص يراجع عناصر مثل كشوف الرواتب والسجل الإداري بالإضافة إلى صندوق التقاعد الخاص بك مفيداً للغاية لتريح ذهنك وتحقق النتائج المرجوَّة.

ابدأ بتقييم صادق لكل من المجالات التي تتفوَّق فيها وأوجه القصور لديك، وبعد أن تتكوَّن لديك معرفة تامة بقدراتك، حاول جمع فريق يسد أية ثغراتٍ لديك، ويمكن أن يكون المجلس الاستشاري مفيداً أيضاً في اكتشاف طرائق جديدة للقيام بالأشياء وتغيير الوضع الراهن وإيجاد الكفاءات في العمل.

تُعدُّ إدارة الأعمال مهمَّة صعبة، ولا يمكنك توقُّع إنجاز كل شيء إنجازاً صحيحاً طوال الوقت؛ وعلى الرغم من أنَّه يمكنك إصلاح المشكلات الحاصلة نتيجة القرارات الخاطئة بسهولة؛ إلا أنَّ بعض الأخطاء المالية الشائعة يمكن أن تدمِّر النشاط التجاري بسرعة إذا تُرِكت دون حل، ففي أثناء عملك على حماية مؤسستك كي تتمكَّن من إبقاء أبوابها مفتوحة لسنوات قادمة؛ أعطِ الأولوية للتعافي المالي وتصحيح أي من الأخطاء المذكورة آنفاً بسرعة.

المصدر