3 نصائح لنجاح العلاقات في الظروف العصيبة

لقد غيَّر وباء كوفيد-19 العالم بطرائق عديدة، فما هو تأثيره طويل الأمد الذي سنعايشه؟ ما نعرفه هو أنَّ هذا التأثير لا مفر منه، عندما تحدث تغيرات على كوكب الأرض عند هذا المستوى، يجب أن نكون مستعدين للتغير معها أيضاً، وهذا يشمل تغيير سلوكنا في علاقاتنا أيضاً.



هل تعيش عزلة مع شريكك في الوقت الحالي؟ أو هل شكَّل وقت الحجر الصحي هذا حاجزاً بينك وبين شريكك؟ في الحالتين كلتيهما، إذا كنت تحاول التعامل مع تبعات وباء فيروس كورونا، وفي انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها آملاً بعودة علاقتك مع شريكك إلى طبيعتها أيضاً، فقد لا ينجح الأمر.

لكن ماذا لو أمكنك استثمار ذلك بوصفه فرصة للنظر إلى ما يمكنك القيام به الآن، ولم يسبق لك التفكير فيه من قبل لأنَّك كنت مشتتاً للغاية بمعتقداتك عن الشكل المفروض لعلاقتك؟ اسأل نفسك: "كيف سيبدو الأمر لو أسسنا هذه العلاقة لتكون مختلفة؟ لو لم نحاول جعلها كما كانت أصلاً أو كما كنا نعتقد أنَّه ينبغي لها أن تكون، فماذا كنا سنختار الآن؟".

هل سبق لك ولاحظت أنَّه في معظم العلاقات بعد انقضاء خمس سنوات، يميل أطرافها إلى المحافظة عليها بدلاً من تنميتها؟ وإذا لم تنمُ العلاقة فإنَّها ستموت؛ لذا ثمة ما يمكنك البدء به حالاً وهو التوقف عن التفكير بالاحتفاظ بالنمط المألوف، والبدء بالتفكير فيما ترغب في تأسيسه للمستقبل، وإذا كان باستطاعتك تأسيس علاقة حالياً، في مثل هذه الظروف، فسوف تكون علاقة صلبة لا تهزم.

إليك أهم 3 نصائح فيما يتعلق بذلك:

1. صارح نفسك بالحقيقة:

متى كانت آخر مرة جلست فيها مع نفسك، وفكرت فيما ترغب أن يكون عليه شكل حياتك؟ يغرق معظم الأزواج في روتين القيام بما يعتقدون أنَّ شريكهم يريده منهم، وتمضية الوقت مع الأشخاص الذين يتقبلهم، والقيام بأشياء يحبها حتى يتمكنا من القيام بها معاً، فإذا سقطت في هذا المطب مرَّةً تلو أخرى، فلن تكون قادراً حتى على تمييز ما هو الصحيح بالنسبة إليك.

ماذا لو كانت فكرة أنَّ علينا التخلي عن أنفسنا، والتضحية لنعبِّر عن حبنا لأحدهم هي كذبة ستدمر علاقاتك؟ إذا كنت قد محوت شخصيتك في علاقاتك، فكيف يمكن أن تنجح؟ للخروج من هذا الفخ، اسأل نفسك "ما هو الصحيح بالنسبة إلي؟ ما الذي أرغب فيه في حياتي؟ "كن صريحاً تماماً مع نفسك، وأيَّاً كانت إجاباتك، تمسَّك بها وامضِ قُدُماً.

ما هي الخطوة التي يمكنك القيام بها كل يوم لتصبح أقرب إلى ما ترغب فيه؟

شاهد بالفديو: 6 علامات تدمر العلاقات بصمت احذر منها

2. تخلَّص من التوقعات:

ما هي توقعاتك من شريك حياتك؟ ما هي الخصال التي تتوقع أن يتمتع بها؟ الطيبة؟ المرح؟ حس المغامرة؟ عدم إلقاء الأحكام جزافاً على الآخرين؟ الأمر الشائع الذي يحدث في العلاقات هو أنَّنا نتطلع لقيام شريكنا بالأشياء التي نريدها وأن يتحلى بالصفات التي نرغب فيها، بدلاً من التصرف معنا على سجيته، ثم نلومه حينما لا تسير الأمور على ما يُرام.

إليك هذا السر الصغير، أنت الذي تصنع حياتك، كيف؟ من خلال ما تختاره، وإذا كنت لا تحب ما تسير الأمور عليه في حياتك وفي علاقتك، فما رأيك لو كنت أنت الشخص الذي باستطاعته تغييرها؟ يبدأ ذلك من تكريس نفسك لحياتك، وإذا لم تكن مكرَّساً لحياتك، ولم يفِ شخص ما بما قررت أنَّه من الواجب عليه الوفاء به، فمن السهل حينها إلقاء اللوم عليه، وهكذا يبدأ الشجار والجدل.

في المرة القادمة التي لا يحقق فيها شخص ما توقعاتك، بدلاً من إلقاء اللوم عليه، توقف لحظة واسأل نفسك "كيف قمت بهذا؟"، لا يتعلق الأمر بجعل نفسك الطرف المخطئ، لكن إذا أدركت أنَّك الشخص الذي أوصل الأمور إلى هنا، فعندئذ ستدرك أيضاً أنَّك الشخص الذي يمكنه تغييرها.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع التوقعات غير الواقعية؟

3. اختر طريق الامتنان:

هل تعلم أنَّ أعظم عدو للعلاقات هو إطلاق الأحكام على الآخر؟ ومع ذلك، فإنَّ معظم العلاقات تُبنى على الأحكام، ونحن نحكم على شركائنا، ونحكم على العلاقة، ونحكم على أنفسنا.

الامتنان هو الترياق الشافي لإصدار الأحكام، وإصدار الأحكام والامتنان لا يمكن أن يجتمعا معاً لذا اختر الامتنان؛ ما الذي تشعر بالامتنان له تجاه نفسك؟ وتجاه شريكك؟ ما الذي يثمر حقاً في علاقتك، اختر الامتنان، واستمر في اختيار الامتنان؛ حينها ستشاهد علاقتك تنمو.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل الامتنان عادة يومية؟

في الختام:

أيَّاً كان وضع علاقتك الراهن، ماذا لو لم يكن الوقت الحالي مناسباً للاكتفاء بانتظار عودة الأمور إلى طبيعتها في العالم؟ ماذا لو حان الآن وقت التغيير؟ ابدأ بالتفكير في شكل الحياة الذي تريده، وطبِّق ذلك على علاقتك، ماذا لو كنت على بعد خيار واحد من الظفر بفرصة أفضل؟ ماذا لو كنت خياراً من خيارات التغيير؟




مقالات مرتبطة