3 نصائح للتحفيز

تقتضي وظيفتي بصفتي كوتش تحسين الأداء، مساعدة الأشخاص المتفوقين على أن يصلوا إلى أقصى إمكاناتهم؛ إذ يقصدونني في طلب حل لمجموعة من المشكلات المختلفة، لكن أجد أنَّ معظمها يتشابه ببعض الخصائص، وتجربتي الأخيرة ليست سوى نسخة مبسَّطة عن تلك المشكلات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "آدم مورتيمر" (ADAM MORTIMER)، ويُحدِّثنا فيه عن العادات التي تحقق نتائج مذهلة وسريعة.

تجربة شخصية:

لقد واجهت إحدى عميلاتي مشكلة في اختيار خطواتها القادمة في سبيل تقدمها في مسيرتها المهنية ووصولها إلى إطلاق إمكاناتها الكاملة، لقد كانت بحاجة إلى التواصل والاهتمام بعلاقاتها العامة ومتابعة الفرص، وعلى الرَّغم من معرفتها لذلك، اعترفت لي بعدم بذل أيِّ جهد منذ سنتين، وببساطة هي لم تستطع العثور على دافع الإنجاز، وجاءت إلي لمساعدتها على استعادة هذا الدافع.

لقد بدأتُ برنامجي التدريبي بحماسة؛ إذ أعطيتها مهام محددة وسهلة للقيام بها، مثل مهمة إجراء عشر مكالمات هاتفية في الأسبوع التالي؛ لكنَّها قابلتني في الأسبوع التالي وصارحتني بعدم إكمالها للمهمة، حاولت لمدة ثلاثة أسابيع تشجيعها من خلال العبارات التحفيزية التي شملت المهنة والراتب اللذَين يمكن أن تحصل عليهما في حال أنفقت بعضاً من الوقت والجهد فقط، لكن كل هذا لم يجدِ نفعاً.

في تلك المرحلة شعر كلانا بالإحباط، ولقد أنفقتْ معظم مدخراتها للعمل معي، ولم يكن أيٌّ منا يعرف لماذا لم تكن قادرة على المضي قدماً؛ لكنَّني لم أستسلم وقررت تجربة طريقة ليست مألوفة أطلعني عليها منتوري، أسلوب بدا غريباً للغاية مما جعلني متردداً في تجربته، ويمكنني القول الآن إنَّني سعيد جداً باستخدامي لهذا النهج.

كانت الطريقة كالآتي: سألت عميلتي: "ما هو مقدار المال الذي إذا فقدته، لن يجعلك مفلسة؛ لكنَّه سيضر بكِ؟ وقالت: "بصراحة، إنَّ فقدان 500 دولار سوف يؤلمني جداً"، ثم سألتها عن انتمائها السياسي، وأبرمنا اتفاقاً مفاده أنَّه إذا لم تجر مكالماتها الهاتفية العشر المطلوبة في الأسبوع التالي، فسيتعين عليها التبرع بمبلغ 500 دولار لسياسيين لا تؤيدهم.

لقد ازدهرت أعمالها في وقت قصير نسبياً، وأدلت بتعليق يوضح قوة هذه التقنية؛ إذ قالت: "إنَّه لأمر غريب أنَّني لم أتخذ أيَّ إجراء للحصول على الراتب الكبير الذي أتقاضاه الآن؛ لكنَّني فعلت ذلك لتجنب خسارة 500 دولار".

كان الخوف من الخسارة دافعاً أكبر بالنسبة إليها من جائزة كبرى بمقدار مئات الآلاف من الدولارات، وتدعى هذه الفكرة في علم النفس بالخوف من الخسارة، فهي تفترض أنَّ البشر أكثر تحفُّزاً للعمل لتجنب الخسارة من تحقيق مكاسب، وإن كان المكسب المحتمل أكبر بكثير من الخسارة المحتملة، وهذه الفكرة متجذرة في طبيعة كلِّ إنسان؛ إذ يستخدم الكوتشز العظماء هذه الحيل النفسية لمساعدتهم على الحصول على نتائج لأنفسهم وللآخرين.

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات لإبقاء موظفيك في حالة تحفيز دائم

الآن، إليك 3 نصائح للاستفادة من هذه التقنية مع الفرق التي تقودها:

1. اشرح لأعضاء الفريق عواقب الفشل:

يجب أن يكون لدى جميع المشاركين في المشروع فكرة عن تأثير عواقب الفشل، تأكد من كون العضو الذي يتحمل مسؤولية الفريق على دراية بما سيخسره إن لم ينجح في إنجاز كل مهمة يؤديها.

2. حدد موعد نهائي لكلَّ مهمة:

من المستحيل معرفة إن كان أعضاء الفريق يفون بمسؤولياتهم دون مواعيد نهائية محددة، ومن الهام أن تكون المواعيد النهائية عقلانية، وإلا فإنَّ فريقك سيحاول اختزال الوقت والجهد.

إقرأ أيضاً: 7 طرق شاملة للوفاء بالمواعيد النهائية

3. حاسب أعضاء الفريق:

بعد تحديد المواعيد النهائية والعواقب بوضوح، من الهام محاسبة أعضاء الفريق المُقصِّرين، وجرِّب هذه النصائح وشاهد كيف سيتحمس الجميع، وعندما طبقت عميلتي هذه التقنيات، ازدهر عملها، وتوصلت إلى آفاق جديدة، وأدى نجاحها إلى دعوتها إلى التحدث أمام الآلاف من الناس في مؤتمر الشركة، وكان هذا هو الهدف الذي لطالما حلمت به.

إقرأ أيضاً: 4 أدوار تلعبها المساءلة في شركتك

في الختام:

غالباً ما يكون تحفيز نفسك والآخرين على العمل أمراً صعباً، لكن من خلال استخدام علم النفس البشري والقليل من الإبداع، يمكن لأيِّ شخص الخروج من دائرة العمل الرتيب، وإذا كنت تواجه مشكلة في البدء في شيء كنت تحلم به لفترة طويلة، فجرب هذه النصائح واشهد على نجاحك بنفسك.

 




مقالات مرتبطة