3 نصائح لتطوير عقليتك

في بعض الأحيان تضيق الحياة وتصبح أقل متعةً؛ فالعقبات جزءٌ لا يتجزأ من الحياة التي نعيشها، وسنواجه الصعوبات باستمرار، ونحن نتحمل مسؤولية رد الفعل الذي نختاره لمواجهة هذه الصعوبات، وليس لدينا أيُّ شيء دائم في الحياة؛ خذ فصول السنة المختلفة على سبيل المثال؛ ففي فصلٍ ترى الأوراق تزين الأشجار، ثمَّ تراها تساقطت في فصلٍ آخر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "جاين برينس" (Jayne Prince)، وتُقدم لنا فيه 3 نصائح لتطوير عقليتنا.

يمكننا أن نرى حياتنا بالطريقة نفسها؛ ففي بعض الأحيان تكون الأمور جيدة، وفي أحيانٍ أخرى تسوء كثيراً، ولكن من الهام تطوير عقلية المنتصر، فيَعرِف المنتصر أنَّه بصرف النظر عن مدى صعوبة الحياة يمكنه أن يكون مبدعاً بالخيارات التي تقدمها له الحياة ويبقى منتصراً.

لا مفرَّ من المعاناة:

لقد كانت الحياة جيدة بالنسبة إلي حتى بداية شهر شباط/ فبراير من عام 2020؛ فقد تعرضت لحادثة أدت إلى إصابة نصف وجهي بالشلل، لقد كنت شابةً تبلغ من العمر 26 عاماً ذات وجه غريب ولا يوجد ضمان لأن يعود وجهي إلى طبيعته، وبعد أيام أو حتى أسابيع من البكاء والكآبة بسبب حالتي أدركت أنَّ لدي خيارين في انتظاري، ما هي الخطوة الآتية؟

هل هي الاستمرار في البكاء والاكتئاب واليأس؟ أم التوقف عن الحزن والبحث عن الدرس الذي يجب أن أتعلمه من هذا الموقف؟

في كثير من الأحيان عندما نواجه الصعوبات نُفضِّل أن نتذمر من سوء الحياة بدلاً من النهوض والتخلص منها.

كيف أنتصر في الحياة؟

الأمر الصعب هو أنَّنا لا نستطيع السيطرة على الموقف الذي حلَّ بنا، ولكن يمكننا أن نبدأ في السيطرة على بعض التفاصيل مثل رد فعلنا تجاه الصعوبات، وإنَّ العيش على الأرض يعني توقُّع ما هو غير متوقع، والاستعداد له، فيفشل كثيرون في القيام بذلك؛ وهذا هو السبب في أنَّك عند المرور بأزمة ما قد تشعر أنَّه لا يوجد مخرج منها؛ لذلك أريد أن أساعدك على تغيير نظرتك إلى الصعوبات التي تواجهك حتى تراها فرصاً.

قال الكاتب البريطاني "سي إس لويس" (C. S. Lewis): "غالباً ما تُعِدُّ الصعوبات الشخص العادي لمصير غير عادي".

شاهد بالفديو: كيف تستمر في مواجهة التحديات عندما تزداد الحياة صعوبة؟

فيما يأتي 3 نصائح يمكنك من خلالها تطوير عقلية المنتصر:

1. جهز نفسك عقلياً لفكرة عدم وجود شيء دائم:

من أجل الانتصار على كل الصعوبات والمضي قدماً يجب أن تطور عقلية تؤمن من خلالها بأنَّ لا شيء دائم؛ فمثلما أنَّ الخير لن يدوم إلى الأبد، الشر لن يستمر أيضاً، وبعض الناس لا يحبون التغيير، ولكن من الهام أن ندرك أنَّ التغييرات لها فوائد عديدة، فلن تُقدِّر الخير إذا لم تمر بالسوء.

كن منفتحاً على التغيير وتوقع ما هو غير متوقع، فلا يهم ما يحدث الآن؛ لأنَّه لن يستمر؛ فتوجد نهاية لكل أزمة.

إقرأ أيضاً: فوبيا الخوف من التغيير: الأسباب وطرق العلاج

2. تحرر من عقلية الضحية:

بعد أن شخَّص الأطباء إصابتي بشلل الوجه كان رد فعلي الأول هو إلقاء اللوم على الآخرين؛ فألقيت اللوم على الأطباء، وعلى عملي، وعلى كل شيء من حولي لِمَا مررتُ به.

لكن بعد ذلك أدركت أنَّنا عندما نرى معاناتنا بعقلية الضحية فإنَّها ستؤخِّرنا عن تلقي النِعَم؛ ونتيجةً لذلك ستبقى عالقاً في وضعك على الأمد الطويل في حين كان من الممكن أن تكون حراً، ولكن بسبب عقليتك الخاطئة ستبقى مُقيَّداً؛ لذلك تحرَّر من هذه العقلية.

إقرأ أيضاً: لا تكن ضحيةً: بل تحمَّل المسؤولية

3. انظر إلى الصعوبات التي تواجهك بوصفها فرصاً للنمو:

أنت على قيد الحياة؛ تتعلم وتنمو وأنت أكثر ذكاءً الآن؛ فالتغيير له فائدة هائلة على حياتنا، تماماً مثل الإعصار الذي يضرب بلداً ما ويحول الجو إلى جوٍّ مظلمٍ وكئيب لكن بعد بضعة أشهر تتفتح أزهار جديدة، ويصبح بإمكانك رؤية مناظر أكثر إشراقاً، وأبنية جديدة؛ لذا ستساعدنا الصعوبات التي نواجهها على أن نصبح أقوياء ومتمكنين.

في الختام:

سنواجه الصعوبات في حياتنا مراراً وتكراراً، ولكن ما نختاره بعد ذلك هو من مسؤوليتنا؛ لذا علِّم نفسك أن ترى الخير في كل شيء، وقرر اليوم أن تُعِدَّ نفسك لرؤية الصعوبات فرصاً جديدة من خلال التحرر من عقلية الضحية، وتقبُّل فكرة عدم وجود شيء دائم.




مقالات مرتبطة