3 نشاطات فنية تمارسها مع أطفالك

يستعمل كثيرٌ منَّا النشاطات الفنية لجعل الأطفال لا يشعرون بالملل في المنزل؛ إذ يمكن للفن أن يساعد الأطفال على تقوية المهارات الحركية وتنمية الشعور بالذات، كما يساعد على تحسين التواصل.



وهذا هو السبب في أنَّه من الضروري تشجيع الإبداع منذ الطفولة، وتوجيه الأطفال نحو الاهتمام بالفن إلى جانب التعلم في المنزل؛ وذلك من خلال جعل الفن شكلاً آخر من أشكال اللعب أو امتداداً له.

عندما يقوم الأطفال بنشاطات فنية بالاشتراك مع الأشخاص القائمين على رعايتهم، فإنَّهم يختبرون تجربة الترابط مع الآخرين؛ إذ إنَّ الإبداع الفني هو نتيجة لرغبة الطفل الطبيعية في المشاركة والتواصل.

أُجري بحث قامت به طالبة الدراسات العليا في قسم علم النفس بجامعة دندي (Dundee) بالتعاون مع مركز دندي للفنون المعاصرة (Dundee Contemporary Arts) لدراسة فوائد وآثار العلاج بالفن؛ إذ تبيَّن أنَّ القيام بأعمال فنية، يعزز السلوكات التي تؤسس لعلاقات قوية، مثل التواصل البصري والملامسة اللطيفة والتشاركية في الأهداف وحتى الاستجابات الحركية؛ ذلك لأنَّ الاشتراك مع الآخرين في القيام بأعمال فنية يعني أنَّ الأشخاص ينظرون إلى الشيء نفسه معاً؛ وهذا يساعد الأطفال على تعلُّم مهارات اجتماعية، مثل اللغة وتبادل وجهات النظر والشعور بالانتماء للآخرين.

علاوة على ذلك، يحصل الأطفال على فوائد تنموية أخرى من جراء تجربة الأحاسيس الجديدة وتطبيق المهارات الحركية؛ إذ يلاحظ الأطفال كيف يمكنهم اتخاذ الخيارات وإعلام الكبار من حولهم بخياراتهم؛ وذلك من خلال أشياء سهلة جداً مثل اختيار اللون أو رسم شكل ما، فكل تلك الأفعال تتيح لهم رؤية النتائج الملموسة لاختياراتهم؛ الأمر الذي يُنمي إحساسهم بفاعليتهم كما ينمي لديهم الإحساس بالذات.

فوائد النشاطات الفنية على مهارات الأطفال:

تظهر فوائد الفن بصورة جلية في مرحلة الطفولة، فالفن يساعد الأطفال على اتباع طرائق جديدة في التفكير، وابتكار أفكار جديدة، وكما يقول الأكاديمي في مجال الفن والتعليم جون ماثيوز (John Matthews)، فإنَّ خربشات الأطفال ليست مجرد خطوط عشوائية؛ بل هي محاولة منهم لاكتشاف شيء ما.

عندما تمارس النشاطات الفنية مع أطفالك فإنَّك تشاركهم في مشاعرهم وأفكارهم كما يشاركونك في مشاعرك وأفكارك؛ إذ إنَّ الفن تواصلٌ من دون استعمال الكلمات، وهو يسمح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم بصدق أكثر من الكلمات؛ لذا يُنصَح الآباء كثيراً بمشاركة أطفالهم في أعمالهم الفنية كلما كان ذلك ممكناً.

إنَّ أفضل النشاطات الإبداعية هي تلك التي تجعل الأطفال يشعرون وكأنَّهم يلعبون ويستكشفون من دون النظر إلى نتائج ما يقومون به؛ إذ يكون دورك كأب أو أم أو شخص يتولى رعاية الطفل، هو تهيئة الظروف المناسبة لهم للمشاركة في النشاط الفني ومن ثم الاقتداء بهم. وبمجرد أن تؤمِّن لهم هذه الظروف، فإنَّك قد تتفاجأ بأفكارهم، ويمكن تشجيعهم على ذلك من خلال تقديم مادة ممتعة والطلب منهم استكشافها.

إذا كان لديك أطفال صغار، فيمكنك تشجيعهم من خلال رسم بعض النقاط بالألوان على ورقة كبيرة، ووضعها على الأرض، ويمكنك صنع هذا الطلاء في منزلك من مواد صالحة للأكل؛ على أيِّ حال ستستمع بقدر ما يستمتع أطفالك.

إليك بعض الأفكار التي يمكنك القيام بها باستعمال مواد سهلة.

شاهد بالفديو: فوائد التعلم باللعب للأطفال

الطباعة:

تنقل الطباعة الصورة من سطح إلى سطح آخر؛ إذ يمكن للأطفال الصغار رش الطلاء على الوجه الخلفي لطبق الخبز، ومزج الألوان بما يتناسب مع خيالهم لرسم شكل ما، ثم الضغط على الوجه الخلفي للطبق باستعمال قطعة من الورق؛ وبذلك ينطبع الشكل والألوان التي مزجوها على الورقة. يمكن أيضاً استعمال علب الكعك الصغيرة للحصول على أشكال دائرية لطيفة.

بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سناً، يمكنك أن تقدَّم لهم أدوات مثل أعواد القطن وأقلام الرصاص غير الحادة لرسم شكل على الطلاء الذي وضعوه على طبق الخبز، ومن ثمَّ نقل الشكل بواسطة قطعة من الورق كما ذكرنا. كما يمكنهم استعمال أشكال ورقية لرسم شكل على الطلاء قبل الطباعة.

الأختام:

يُستعمَل الختم كأداة لنقل الطلاء إلى الورق، ويحتوي مركز دندي للفنون المعاصرة على فيديو لطيف يعلِّم الأطفال كيفية صنع أختام باستعمال الإسفنج ومواد أخرى. يمكن أن تستفيد من أيِّ شيء في المنزل لصناعة الأختام، مثل الورق المقوى، والملاعق البلاستيكية أو الخشبية، والألعاب التي لها شكل حيوانات أو سيارات.

الضوء والظلال:

إذا كنت تريد بعض الإبداع من دون إحداث فوضى، فحاول الرسم باستعمال الظلال؛ ضع ورقة وسلِّط عليها ضوءاً، ثم دع الأطفال يجربون بأيديهم أو باستعمال أدوات ليروا الظل الذي يتشكل. قد يرغب الأطفال الأكبر سناً بصناعة أشكال للحيوانات ولصقها على أقلام الرصاص أو الملاعق لصناعة رسوم متحركة.

وبغضِّ النظر عن تعدد الأساليب، لكن ما يجب تذكُّره هو أنَّ الأمر لا يتعلق بتحقيق الكمال؛ وإنَّما بالسماح للأطفال بالاستمتاع بالتجربة، والاشتراك معهم في خوضها؛ إذ إنَّ الغاية هي أن يستمتع الأطفال ليحققوا أكبر فائدة.

المصدر




مقالات مرتبطة