3 مهارات تعزز مرونتك العاطفية

إذا وجدت نفسك تبالغ في ردة فعلك تجاه أمر بسيط خلال العام الذي تفشَّت فيه جائحة كورونا (COVID-19)، فأنت لست وحدك. نحن جميعاً مثقلون بكثير من الأمور - ذهنياً وعاطفياً - إلى درجة أنَّه قد يكون من الصعب علينا معالجة كل ما يأتي في طريقنا باستمرار، ويمكن أن يكون هذا أي شيء من التهديدات الرئيسة مثل الجائحة العالمية والظلم والعنف وانعدام الأمن الاقتصادي والمالي إلى متوسط منغصات حياتك اليومية.



عندما تواجه الكثير من الأمور في وقت واحد، فمن السهل أن يكون لديك ردات فعل عاطفية كبيرة على كل شيء حتى الأمور الصغيرة، وتتمثلَّ إحدى طرائق المساعدة على التعامل مع هذا في تعزيز مرونتك العاطفية، وفيما يلي ثلاث نصائح للقيام في ذلك، لكن أولاً دعونا نعرِّف المرونة العاطفية.

المرونة العاطفية:

إذا لم تكن قد سمعت بهذا المصطلح من قبل، فقد يرجع ذلك إلى ظهوره في عام 2013، عندما صاغت كوتشز القيادة، الدكتورة سوزان ديفيد (Susan David) وكريستينا كونجليتون (Christina Congleton)، المصطلح لأول مرة في مقالة نُشِرت في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو (Harvard Business Review)، ففي الأساس، المرونة العاطفية، كما يوحي الاسم، هي امتلاك القدرة والمهارات اللازمة للتفكير في المشكلات والعواطف التي تظهر خلال فترات التعقيد والتغيير.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب تجعل المرونة مهارة شديدة الأهمية

توجد ثلاث مهارات أساسية يمكنك ممارستها لتحسين مرونتك العاطفية في الأوقات التي تتخللها الشكوك: القبول والتعاطف والفضول، وفيما يلي بعض الطرائق لتحسين كل من هذه المهارات الأساسية، وفقاً لفانيسا لودر (Vanessa Loder)، المديرة التنفيذية السابقة في بورصة وول ستريت (Wall Street) ووادي السيليكون (Silicon Valley).

1. التقبُّل:

وفقاً لـ لودر (Loder)، تظهر بوادر المرونة العاطفية عندما تدرك أنَّ مشاعرك لا تحدد هويتك، ويُعدُّ تصنيف أفكارك ومشاعرك طريقة فعالة للبدء بقبول ما تشعر به دون تجاوزه، فعندما تقول: "أنا حزين"، تنغمس في الحزن، ويسيطر على كيانك، وتخيم عليك غيمة رمادية من الحزن، أما عندما تقول: "أعتقد أنَّني أشعر بالحزن"، اتخذت الآن دور مراقِب؛ فآفاقك شاسعة كالسماء، وعندها تراقب غيمة الحزن الرمادية تمر ببساطة.

2. التعاطف:

الآن بعد أن حددت ما تشعر به، تعامَل مع المشاعر برأفة، فوفقاً لـ لودر (Loder): عندما تصنِّف عواطفك بدقة أكبر، يمكنك أن تفهم فهماً أفضل ما يثير تلك العاطفة وما يمكنك فعله للتعامل معها، وإذا كنت تشعر بالوحدة إلى جانب التوتر، فربما ترغب في المزيد من الحميمية والتواصل؛ لذا من المهم التواصل والاتصال بصديق، ومن ناحية أخرى، إذا كانت خيبة الأمل تثير توترك، فقد حان الوقت لإجراء محادثة صعبة مع مديرك في العمل أو التعبير عن خيبة أملك لشخص ما.

إقرأ أيضاً: ما هو التعاطف؟ وكيف يمكن أن يكون مفيداً للقادة؟

3. الفضول:

كن فضولياً لكي تعرف لماذا تتسبب عواطف محددة في رد فعل معين؛ حيث تقول لودر (Loder) إنَّه في المرة القادمة التي تعالِج فيها عاطفة صعبة، اسأل نفسك، "ما هي هذه المشاعر التي تحاول إخباري شيئاً والتي تهمني الآن؟".

إذا كانت مشاعرك تحاول أن تقول لك إنَّك مستاء من مديرك أو زميلك؛ فهذا لا يعني أنَّ عليك إخبار مديرك في العمل أو كبت غضبك وادعاء السعادة، فالعواطف معلومات وليست توجيهات، وبدلاً من ذلك، اسأل ما الذي يمكن أن يقربك من نيل الوظيفة والحياة التي تحبها؟ كن فضولياً بشأن القيمة التي توجِّهك إليها هذه المشاعر، وتلك هي قوة عواطفنا، فهي إشارات إرشادية إلى حقيقتنا الأعمق.

تستغرق هذه الاستراتيجيات بعض الوقت وتحتاج إلى بعض الممارسة؛ وذلك لأنَّه قد يبدو من الأسهل بكثير إظهار رد فعل مبالَغ فيه لكل مشكلة تواجهنا، لننفعل بذلك أكثر، ولكنَّ في الحقيقة، نحن فقط نحمِّل أنفسنا حِملاً إضافياً.

المصادر




مقالات مرتبطة