3 قواعد تتعلمها من توظيف الشخص الخطأ

بصفتي رائدة أعمال لم أكن أظنُّ أنَّ توظيف الفريق سيكون بهذه الأهمية؛ فالخطوة الأولى هي اكتشاف ما أريد أن يفعله شخص ما، والثانية فهي البحث عن شخصٍ ما للقيام بذلك، وهذا كل ما كنت أفعله، ولكنه ليس أسلوباٍ جيِّداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة إيمي أندرسون (Amy Anderson) تحدثنا فيه عن 3 قواعد تعلمتها من توظيف الشخص الخطأ. 

لقد كانت عملية توظيف الشخص المناسب أحد أكثر الأجزاء صعوبة في تطوير مشروعي الفردي إلى فريق من الأشخاص السعداء والمنتجين الذين يعملون لتحقيق نفس الأهداف.

هناك خطأين جسيمين ارتكبتهما في وقت معين وأريد تحذيرك منهما حتى تعرف ما يجب الانتباه إليه، وبعد ذلك أريد أن أقدم إليك ثلاث قواعد غير معروفةٍ بشأن التَّوظيف الجيد.

التحذير الأول:

عندما أعدْتُ إطلاق شركتي الفردية وحولتها إلى شركة ذات مسؤولية محدودة كان أحد أوائل الأشخاص الذين جلبتهم إلى فريقي محاسباً قانونياً معتمداً، وقد زكَّاه زميلٌ موثوقٌ به، وتواصلت مع هذا المحاسب وطلبت المزيد من المراجع عنه، ثم وظفته، وفي غضون شهرٍ قمت بطرده.

بالنسبة لي قبل أن أمتلك عملاً خاصَّاً لم أقم بتوظيف محاسب في حياتي، ولم يكن لدي أيَّ فكرة عمَّا كان من المفترض أن تبدو عليه تلك العلاقة، كما أنَّني لم أفهم أنَّ كلَّ علاقة مختلفة عن الأخرى اعتماداً على أسلوب المحاسب واحتياجات العميل، وقد تبين أنَّني بحاجة ماسَّة إلى محاسب.

إنَّني أجيد التعامل بالأرقام؛ فقد قمت بإدارة ضرائبي الخاصة لسنوات عديدة، لكنني سيئة في المواعيد والتنظيم واللوائح؛ فأنا أفوِّت التاريخ الذي عليَّ فيه دفع الضرائب ربع السنوية حتَّى ولو كان مدرجاً في التقويم الخاص بي، وإذا تذكرتها مصادفةٍ فليس لدي أيُّ فكرة عن المكان الذي أضع فيه هذا النموذج الذي من المفترض أن أملأه، وإذا قمت بملئه فربما يتعيَّن عليَّ البحث عن قواعد ملئه مرة أخرى، على الرَّغم من أنَّني قمت بملئه قبل ثلاثة أشهر؛ فالتواريخ والتنظيم واللوائح هي نقاط ضعفي.

المشكلة هي أنَّني لم أخبر المحاسب الخاص بي بأيٍّ من هذا الكلام؛ لذلك عندما جاء موعد دفع الضريبة الأولى وفوَّتُّه دون أيِّ كلمة منه اتصلت به واختصرت المحادثة الطويلة غير المريحة معه،؛ فقد كان منزعجاً جدَّاً لأنَّني لم أستطع تذكر شيئٍ بهذه البساطة، لكنَّه وعدني أن يتذكر في المرة القادمة.

ثم حلَّ موعد الضريبة التالية وذهب فأجريت معه نفس المكالمة الهاتفية، ولكن في هذه المرة قمت بطرده، لقد شعرت بالسوء أيضاً؛ لأن ذلك لم يكن خطأه؛ بل كان خطئي أنا.

يُقال أنَّك إذا بذلت الجهد الكافي فسوف تحصل على معلومات كافية للعثور على الشخص المناسب وتوظيفه، ولكنني طلبت إلى زملائي توصيات، وطلبت من المحاسب الخاص بي المراجع حتى أنَّني اتَّصلت بهذه المراجع وسألتهم عمَّا إذا كانوا سعداء بعمله ولكن لم يكن ذلك كافياً.

لم أسأل كيف كانت علاقتهم مع محاسبهم، وكيف كانت المعلومات تُمَرَّر وما إذا كان عليهم تذكر جميع المتطلبات في أثناء قيام المحاسب الخاص بهم بمعالجة الأعمال الورقية، ولو قضيت وقتاً أطول في التعرف على هذا النوع من العلاقات وما هي الممارسات الشائعة لكنت أدركت أنَّ ما أحتاجه هو "كوتش" وليس مجرَّد محاسب.

التحذير الثاني:

الشخص التالي الذي وظفته كان مساعداً افتراضياً.

بعد إجراء بحث من خلال منظمة مهنية للمساعدين الافتراضيين قمت بتقليص قائمتي إلى ثلاثة مرشحين، ثمَّ قمت بتوظيف أقل شخص خبرةً في قائمتي التي كانت تدعى "فيرا" (Vera).

لقد أخبرت نفسي أنَّني اخترتها لأنَّني لم أكن أملك ما يكفي من المال، ولأنَّها كانت جديدة على العمل، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّني وظفتها بدافع الشفقة.

كان لدى فيرا مدوَّنة لم تُعلن عنها على أنَّها جزء من تواجدها المهني على الإنترنت، ولكنَّني كنت باحثة وقد وجدتها، وفي هذه المدونة تحدَّثَت عن قضايا عائلتها، وقطتها، وافتقارها العام إلى الأصدقاء، وحلمها في كسب بعض المال في أثناء العمل من المنزل حتَّى تشعر أخيراً ببعض الثقة بالنفس.

كان هناك منقذ صغير بداخلي وقع على الفور في حب فيرا. يجب أن أعرف أنني لا يجب أن أصغي إلى هذا المنقذ ولكن ماذا يمكنني أن أقول؟ فأنا مجرد إنسانة.

لقد كنت أرغب في مساعدة فيرا على البدء، وتخيلت نوعاً من علاقة المنتورينغ حيث يمكنني سحب فيرا معي في أثناء ذلك، ولكنَّني أخطأتُ في ذلك خطأً فادحاً؛ فلقد كنت أبحث عن شخص لتوظيفه كمساعد افتراضي وليس عن جرو، وقد كان ينبغي أن أشجعها، وأدربها، وليس أن أسحبها معي.

ولكنَّني سحبتها فعلاً. ولكنَّها لم تستطع إتقان استعمال التطبيق الذي كنت استعمله لإدارة المشروع، ولم تستطع إنشاء جدول بيانات كشوف المرتبات الذي أحتاجه، ولم تستجب لأعضاء فريقي الآخرين على الفور.

لقد كانت كارثة حقيقية، وقد دفعت لها لمدة 10 ساعات مقدَّماً، وكَّلتُ فيرا في آخر ثلاث ساعات منها في إدخال البيانات وكان ذلك نهايةً لعلاقةٍ غير مثمرة وتعلم درس ذي قيمة.

شاهد: 6 نصائح لتوظيف أفضل موظف ممكن

3 قواعد توظيف غير شائعة:

منذ أن ارتكبت أخطاء التوظيف الجسيمة هذه اعتمدت ثلاث قواعد وفَّرت لي كثيراً من المتاعب:

1. البحث عن طبيعة العلاقة بينك وبين الموظف، وليس عن الموظف فقط:

اسأل عن الأشخاص الذين زكَّاهم لك أشخاصٌ آخرون، ولكن بعد ذلك اطرح المزيد من الأسئلة، واعرف ما هو أسلوب العلاقة والتوقعات من كلا الجانبين وواجبات كلٍّ منهما ومستوى الاحترافية مقابل الألفة إذا كان هذا مصدر قلق بالنسبة لك، وإذا لم تتوافق الإجابات مع أسلوب العلاقة الذي تبحث عنه فلا داعٍ لإجراء المقابلة.

2. عدم توظيف أحد بدافع العاطفة أبداً:

جميعنا نريد مساعدة الموظف الجديد، وأن نجلب الرجل المضحك، ونحب أن نتواجد قرب الأشخاص الذين يشعروننا بالرضا؛ لذا وظِّف من تحتاج إليه، وليس من يعجبك فقط.

إقرأ أيضاً: كيفية توظيف فريق اختبار البرمجيات الصحيح

3. أن تكون صريحاً صراحة تامة منذ البداية:

لكن أولاً كن صريحاً مع نفسك. إذا كنت شخصاً ينسى تاريخ استحقاق ضرائبه فعليك أن تكون واقعياً بشأن هذا الضعف، وإذا شعرت بقليل من الانزعاج بعد يوم طويل وتوقعت أن يتجاهل الناس رسائلك الإلكترونية الوقحة قد ترغب قبل كل شيء في العمل على ذلك، ولكن عليك أن تعترف بأنَّ هذا جزءٌ من أسلوب عملك الحالي. 

بعد ذلك كن صادقاً مع من تريد توظيفه، وإذا لم تعطه صورة دقيقة لمن سيعمل معه وما الذي تحتاجه حقاً منه بصفتك إنساناً عرضةً لارتكاب الأخطاء، وليس مجرد مدير لديه قائمة مهام  عندها سيخيب أملك وسوف ينتهي بك الأمر بدون موظف.

إقرأ أيضاً: 3 نصائح ستساعدك على تقليل أخطاء التوظيف

في الختام:

تقع المسؤولية على عاتقك فيما يتعلق بالتوظيف السيِّئ، ولكن هذا يعني أيضاً أنَّ الفرصة متاحة لك لتوظيف موظف رائع، خذ وقتاً اليوم لتكن صريحاً مع نفسك وأنشئ قائمةً بالأسئلة التي ستُوجِّهك إلى الشَّخص المناسب، واعلم أنَّه يمكنك بناء فريق تفتخر به ويشعرك بالدعم الحقيقي.

المصدر




مقالات مرتبطة