3 فوائد لعقلية النمو ضرورية لتحقيق أهدافك

هل سمعت سابقاً بهذه المقولة: "القادة يُصنَعون ولا يُولَدون"، لطالما وجدت عزائي في هذه المقولة؛ لأنَّها تُظهر أنَّنا لسنا جميعاً موهوبين بالفطرة؛ بل يمكن تطوير مواهبنا وصقلها من خلال التدريب والصبر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "دانريسيو" (Danrecio) ويُقدِّم فيه 3 فوائد لعقلية النمو.

أعلم على أية حال أنَّ بعض الأشخاص قد لا يوافقون على ذلك؛ لأنَّهم يؤمنون أنَّنا نولد ومعنا مواهب معينة، غالباً ما يكون الأشخاص الذين يتبنون هذه القناعة ذوي عقلية ثابتة؛ يعني هذا أنَّك إذا كنت ذا مستوى سيئاً في الخطابة أمام الجمهور، أو عازف بيانو متوسط المستوى فلن يساعدك أي قدر من التطوير والتدريب.

نقيض العقلية الثابتة هي عقلية النمو، فيؤمن الأشخاص الذين لديهم هذه العقلية بالقدرة على تطوير الذات من خلال بذل الجهد الحثيث في تطوير الذات والتعلُّم، وعلى الرَّغم من أنَّك قد لا تكون أفضل مبتدئ، إلا أنَّ لديك القدرة على تطوير نفسك، وأنا أدافع بقوة عن عقلية النمو؛ لأنَّها تحفزنا على تحمُّل المسؤولية عن حياتنا من منطلق إيماننا بقدرتنا على التحكم بما نفعله في حياتنا.

إليك فيما يأتي 3 فوائد تبيِّن لك كيف تساعدك عقلية النمو على تحقيق الحياة التي تحلم بها:

1. تشجيع التعلُّم:

انتشر مصطلح العقلية الثابتة وعقلية النمو بفضل عالمة النفس "كارول دويك" (Carol Dweck) في مقال لها بعنوان (علم الدماغ).

تقدِّم في هذا المقال تجربة أجرتها على مجوعتين من الأطفال، تلقت المجموعة الأولى الثناء لقاء جهودهم وإقبالهم على خوض التحديات، في حين تلقى أطفال المجموعة الثانية الثناء على ذكائهم فقط، ثمَّ طُلب منهم لاحقاً حل عدد من المشكلات المعقدة والسهلة، وأظهرت البيانات أنَّ المجموعة التي أُثنَي على جهودها كانت أكثر استعداداً وحماسة لمعاملة المشاكلات الصعبة، في حين اختارت المجموعة التي امتُدِحَت لذكائها معاملة المشكلات السهلة.

ما هو السبب؟ يُظَنُّ أنَّ أطفال المجموعة التي أُثني على ذكائها أرادوا أنَّ يحافظوا على انطباع الآخرين عنهم بأنَّهم أطفال أذكياء، ولأنَّه أُظهِر التقدير لهم بسبب سمة معينة، فقد أرادوا الحفاظ على هذه التوقعات، بدلاً من التعلُّم، وتطوير الذات بما يحمله ذلك من احتمالية الفشل؛ لذلك اختاروا تحقيق انتصار سهل.

على أية حال يمكن أن يعني تطوير الذات الشعور بعدم الراحة في بعض الأحيان، وقد ينجم هذا الشعور عن صعوبة في معاملة موضوع ما، أو عن فشل ذريع.

يقدِّر الأشخاص ذوو عقلية النمو الصعوبات؛ لأنَّهم يرون كل فشل فرصة للتعلم، وبدلاً من الاستسلام بعد بضعة إخفاقات فإنَّ الشخص ذا عقلية النمو يدرس الموقف ليرى ما يمكن تحسينه، ومن ثمَّ المحاولة مرة أخرى مجدداً.

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات لتطوير عقلية النمو إذا كنت تمتلك عقلية ثابتة

2. تعزيز المرونة:

تتطلب المحاولة مراراً وتكراراً بعد الفشل مرونة مذهلة، وأحد الأشياء التي تعنيها عقلية النمو هي تقبُّل العملية على الرغم من الصعوبات الحتمية.

لنكن واقعيين الحياة صعبة ومليئة بالتحديات التي تمتحن شجاعتنا وصبرنا ومرونتنا، وأصعب ما في الأمر هو أنَّنا لا ننجح في كل تحدٍّ تفرضه الحياة علينا، وتصبح هذه الحقيقة تجربة تحثك على التواضع؛ لأنَّك مجبر على أخذ نقاط ضعفك في الحسبان، ومع ذلك لا يعني ذلك أنَّك تُهزم بسبب نقاط ضعفك؛ بل تساعدك عقلية النمو على تذكُّر أنَّك حتى لو فشلت فإنَّك ستحصل على فرص كثيرة للمحاولة مجدداً إلى أن تحقق في النهاية النصر الذي تستحقه، وتذكِّرك بأنَّ أمامك خيارين في أثناء الصعوبات، إمَّا أن تعاود المحاولة مجدداً أو أن تستسلم للإخفاق.

إقرأ أيضاً: تطوير استراتيجيات المرونة في التعامل مع الأزمات

3. الإمساك بزمام الأمور:

تعني عقلية النمو أنَّك تتحكم بحياتك؛ ويعني هذا أنَّك تتخذ القرارات، كما يعني أنَّك تتحمل المسؤولية عن تحقيق مستقبلك، وقد تكون هذه المسؤولية كبيرة جداً.

يكون من السهل أحياناً أن يستسلم الشخص للمصاعب ويجعل من ذلك مبرراً للاستسلام، فربما تُلقي اللوم على طفولتك، أو على علاقة سامة، أو مجرد عدم الإنصاف الذي نتعرض له في الحياة، وإذا كان لديك عقلية ثابتة قد تظنُّ أنَّه لم يُكتب لك النجاح من الأساس.
يبدو هذا أسهل بكثير من تحمُّل المسؤولية عن حياتك، ومشكلة هذا النوع من التفكير أنَّه يجعلنا ضحايا لظروفنا، لكن لا يجب أن تقتنع بذلك؛ لأنَّك قادر على إجراء تغيير، يقول الكاتب ستيفن آر كوفي (Stephen R. Covey): "أنا لست نتيجة ظروف؛ بل نتيجة قراراتي"، وأنا أتفق مع ستيفن كوفي فيما قاله؛ لأنَّه على صواب؛ فكثير من مواقفنا تجاه الحياة تعتمد رد فعلنا تجاه الظروف.

قد يستسلم الأشخاص ذوو العقلية الثابتة تلقائياً للظروف، إنَّهم مرتاحون لشعورهم بالتراخي، ويكتفون فقط بتقبُّل ما تمنحه إياهم الحياة، لكن يأخذ الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية النمو زمام الأمور ويحاولون تحقيق أحلامهم.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

في الحقيقة يتطلَّب اتخاذ قرار صارم بالعمل على تحقيق أهدافك امتلاك عقلية النمو، والسبب أنَّ هذا النوع من الأهداف يضطرك إلى الخروج من منطقة راحتك، فيمكنك التعلُّم وتطوير الذات بصفتك فرداً؛ لذلك امتلك الشجاعة للسعي، وامتلك الشجاعة على الفشل حتى؛ لأنَّك تعلم أنَّ هذا جزء ممَّا يتطلبه الأمر لتصبح الشخص المذهل الذي أنت عليه اليوم.




مقالات مرتبطة