3 عوامل يمكننا التحكم فيها لتحقيق النجاح

يتطلَّب النجاح كثيراً من الجهد، فحتى تعريفه ليس بتلك السهولة، ناهيك عن تحقيقه، وعلى الرَّغم من وجود عدة عوامل شخصية يمكن أن تؤثر في تحقيق نجاحنا، إلَّا أنَّ لدينا كثيراً من العوامل الخارجة عن سيطرتنا.



عندما يتعلَّق الأمر بتحقيق حياةٍ ناجحةٍ، من العبث التركيز على العوامل الخارجية كوننا لا نستطيع التحكم بها؛ لكن بدلاً من ذلك، نحتاج إلى التركيز على الأمور القليلة التي نستطيع التحكُّم بها، والتي تُعَدُّ عوامل داخلية.

تُعَدُّ أمور مثل الجداول الزمنية، وقرارات الشراء، وفرص الاستثمار، والرأي العام، وحتى الاقتصاد، عوامل خارجية خارجة عن سيطرتنا؛ ففي حين أنَّها - من بين أمورٍ أخرى - لا يمكن التحكم بها، لكن توجد ثلاثة عوامل فقط يمكننا التحكم بها، وتحتاج بدورها إلى التركيز؛ إذ تسمح لنا هذه العوامل الثلاثة مجتمعة التي يمكننا التحكم بها، والتي من الممكن غرسها داخلنا كسِمَةٍ من سمات شخصيتنا، بالسيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه؛ فمن خلال زيادة تركيزك، وإتقان التعامل مع هذه العوامل الثلاثة، يصبح المجهول معلوماً، وتصبح الأشياء التي لا يمكن التحكم بها قابلة للتحكم، ويصبح نجاحك مؤكداً.

تتمثل هذه العوامل الثلاثة بالقناعة، والجهد، ومنحنى التعلم:

1. القناعة:

قد تكون مخطئاً، وقد تكون على حقٍّ، لكن بصرف النظر عن موقفك فإنَّ الشيء الوحيد الذي تحتاجه هو الاقتناع بما تفعله وتُقدِم عليه؛ فلكي تكون ناجحاً، يجب أن تمتلك قناعة تامة في معتقداتك، وقناعة في مسارك، وقناعة بهدف ورؤية حياتك.

في حين لا يمكننا التحكم بأي عوامل خارجية، فإنَّه من الممكن التحكم بمستوى الإيمان والقناعة بداخلنا؛ إذ لا يهم ما يقوله الآخرون، أو ما يفكرون فيه، أو ما يفعلونه، والحقيقة هي أنَّهم لا يرون - أو لا يستطيعون - رؤية الهدف من نجاحك، ومن ثمَّ لن يفهموا مسار حياتك.

سينتقد الناس ما تقوم به، وسيحاول العملاء إفشال فكرتك، حتى أصدقاؤك، سوف يتساءلون باندهاشٍ عمَّا تُقدِم عليه، لكن إذا كنت قد أعددت خطةً واضحةً لمستقبلك، فلن تهتم لآرائهم؛ إذ لا يمكنك التحكم بما يظنُّه الآخرون عن حياتك، أو ما يقولونه عنها، لكن يمكنك التحكم بطريقة تفكيرك، وعندما تضع تركيزك في تحقيق مستوى عالٍ من الاقتناع بصرف النظر عن الظروف، ستتجاهل أولئك الناقدين لأهدافك ومشروعك.

هذا ما يطرح فكرة مثيرة للاهتمام وهي أنَّك عندما تحافظ على مستوى عالٍ من القناعة، ستحقق النجاح في النهاية، وسينظر إليك الناس في حَيرة، ويفترضون أنَّك بطريقةٍ ما "محظوظ"، أو "أنَّك في المكان والوقت المناسب لاغتنام الفرصة"؛ وعلاوةً على ذلك، سيظنُّون أنَّ أفعالك عشوائية وعفوية، لكنَّك ستعرف أنَّ نجاحك بدأ عندما تحكَّمت بقناعتك وعملت بحذرٍ لتحقيق مستقبلك.

لا يمكنك إذاً التحكم بالطريقة التي يفكِّر فيها الآخرون، أو يتحدثون، أو يتصرفون؛ لذا توقَّف عن المحاولة، لكن مع ذلك، يوجد ما يمكنك التحكم به، وهو الإيمان الراسخ بأنَّك تصمِّم شكل الحياة التي تريدها، وعندما تسعى وتفكِّر بالنجاح، فإنَّ الاقتناع بمسارك هو المفتاح لبلوغ ذلك النجاح.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة سريعة تساعدك على تحقيق النجاح

2. الجهد:

بعد القناعة يأتي الجهد؛ فمن دونه لن تتمكَّن من بذل أي جهد، لكن الشيء الجيد هو أنَّه يمكن السيطرة والتحكُّم بكلا العاملين؛ فالجهد هو منشأ السعادة والرضى، ويُكتَسب من خلال الآثار المضاعفة للتقدم التدريجي اليومي نحو هدفك.

فمهما كان هدفك، أو ما يعنيه النجاح بالنسبة إليك، سيكون التقدم صعباً، وإذا كنت ترغب في أن تكون ناجحاً، سوف يتطلَّب الأمر جهداً كبيراً، ويجب أن تبدأ بهذا المستوى العالي من الجهد منذ بداية طريقك، فهذا المستوى من الجهد، والنابع من الاقتناع بأهدافك، مطلوب منذ البداية من أجل التمسُّك والحفاظ على مسار نجاحك.

تجري الأمور بسرعة وبطء، ومع أنَّك لا تستطيع التحكُّم بسرعة الآخرين، فإنَّه من الممكن التحكُّم بمستوى الجهد الذي تقدِّمه أنت، وكيف تتفاعل مع الأمور عندما لا تسير وَفقاً لخطتك المرسومة، وربما تشعر بالإحباط بسبب ذلك، لكن إذا قدمت المستوى المطلوب من الجهد، فستتمكَّن من المضي قدماً في طريقك نحو النجاح.

يذكرني الجهد دائماً بإجراء مكالمات المبيعات، فعندما يُعَدُّ تحقيق 1% من الصفقات المحتملة أمراً إيجابياً، فإنَّ المستوى الطبيعي من الجهد هو الحد الأدنى المطلوب، وإذا كان نجاحك يتعلَّق بإنشاء عمل تجاري - على سبيل المثال - فستحتاج إلى المباشرة بالاتصالات وبناء خط المبيعات الخاص بك، لكن إذا كانت مسارات المبيعات متقلِّبة، فسوف يتطلَّب الأمر بذل كثير من الجهد لإنشاء مسار يحقِّق لك عائداً جيداً.

من دون الجهد سيكون النجاح مستحيلاً، وعندما تدرك أنَّك تتحكَّم بمجهودك، لا يهم إذا أجريتَ 99 مكالمة قُوبِلت بالرفض؛ وذلك لأنَّ كل ما تحتاجه هو مكالمة واحدة فقط تحظى بالقبول.

بوصف المجهود الذي تبذله سلاحاً في يدك، فإنَّ إجراء تلك المكالمة الناجحة لا يتطلَّب سوى قضاء مزيدٍ من الوقت في المكتب؛ لذا فكِّر في الأمر بهذه الطريقة: عندما "تفشل" الشركات، غالباً ما يكون ذلك لأنَّ المالكين فقدوا شغفهم وتخلَّوا عن العمل، وليس بالضرورة لأنَّ الشركة فشلت، لكن إذا كنت تركز على الحفاظ على مستوى عالٍ من الجهد، فسيكون نجاحك حتمياً مهما كان عملك.

لذا عندما لا تسير الأمور كما هو مخطَّط لها، لا تلقِ اللوم على العوامل الخارجية التي لا يمكننا التحكُّم بها، فلا فائدة من ذلك؛ بل لُم نفسك بدلاً من ذلك؛ إذ إنَّ إدراكك أنَّه لكي تكون ناجحاً تحتاج إلى تكثيف جهودك هو فقط ما يمكنك التحكُّم به.

إقرأ أيضاً: رافعة النجاح، تحقيق الكثير مع بذل نفس الجهد

3. منحنى التعلم:

يبدو أنَّ الفكرة المشتركة هنا هي أنَّه لا يمكنك التحكم بالعوامل الخارجية، وأنَّ الأمور لن تسير وفقاً للخطة، فبالتأكيد، ستساعدك القناعة والجهد على التغلب على المصاعب عندما لا تسير الأمور كما هو متوقع، لكن كيف تتأكد من عدم تكرار أخطائك؟ وكيف يمكننا التحرر من هذه الفكرة؟

العامل الداخلي الأخير الكائن تحت سيطرتك لا يرتبط بعقليتك أو مستوى جهدك، لكن هو قدرتك على التعلم؛ فتوجد قيمة لكل تجربة تمرُّ بها، سواء كانت سيئة أم جيدة، ولكنَّ الأمر متروكٌ لك فيما يتعلَّق بالدروس التي تتلقَّاها من هذه التجارب.

يمكن أن تمتلك أقوى قناعة في العالم، وتقدِّم أقصى قدر من الجهد، لكن إذا لم تتعلَّم من التجارب، فسوف يفشل كل شيء وتذهب جهودك سدىً، فقدرتك على استيعاب العوامل الخارجية، والتعلُّم منها، ومن ثمَّ استخدام هذا التعلم لدفع نفسك إلى الأمام هي ما ستجعلك ناجحاً.

لذلك سوف يتطلَّب الأمر القناعة بمعتقداتك للمضي قدماً، ومن ثمَّ بذل أقصى ما لديك من جهد للاستمرار، لكن سيكون التعلم المكتسب من خلال الخبرات الناتجة عن قناعاتك وجهدك، هو العامل الذي سيميزك، وربما لا يمكنك التحكم بالعوامل الخارجية، أو حتى بما إذا كانت خطتك المثالية ستتحول إلى حقيقة، لكن يمكنك التحكم بمقدار ومدى سرعة التعلم من تطبيق تلك الخطة.

بهذه الطريقة، حتى إذا كان عليك العودة إلى البداية، والبدء بخطة حياة جديدة وشعور جديد بالقناعة، فستكون في الواقع متقدماً بخطوة؛ وذلك لأنَّك تعلَّمت من إخفاقاتك، ولن ترتكب نفس الخطأ مرتين؛ وبعد إدراكك لذلك سيكون اقتناعك أعلى هذه المرة، وستزداد جهودك؛ لأنَّك ستحصل على فهم أفضل لكيفية استثمار وقتك.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر تعلّمك لشيء جديد كل يوم في تحقيق النجاح؟

في الختام:

لا تقلق بشأن العوامل الخارجة عن سيطرتك، فهي محاولات فاشلة لإيقاف تقدُّمك، لكن بدلاً من ذلك، ركِّز على التحكُّم بمستوى قناعتك وجهودك حتى تتمكَّن من دعم وتسريع منحنى التعلم؛ وبهذه الطريقة، يمكنك التركيز على ضبط مسارك باستمرار في الاتجاه الصحيح مهما زادت العقبات؛ وهذا هو النجاح في حدِّ ذاته.

المصدر




مقالات مرتبطة