3 عوامل تعيد إحياء رغبتك في النجاح

تقول الكاتبة الأمريكية "هارييت بيتشر ستو" (Harriet Beecher Stowe): "عندما تضيق بك السبُل وتشعر بأنَّ كلَّ شيء يسير ضدك ولا تقوى على التحمُّل دقيقة أخرى، إيَّاك والاستسلام؛ لأنَّ هذه هي اللحظة التي يتبدَّل فيها كلُّ شيء".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن بعض العوامل التي تعيد إحياء رغبتنا في العمل وعدم الاستسلام.

تقول الكاتبة الأمريكية "هارييت بيتشر ستو" (Harriet Beecher Stowe): "عندما تضيق بك السبُل وتشعر بأنَّ كلَّ شيء يسير ضدك ولا تقوى على التحمُّل دقيقة أخرى، إيَّاك والاستسلام؛ لأنَّ هذه هي اللحظة التي يتبدَّل فيها كلُّ شيء".

فكر بعقلية الملياردير:

يثير أصحاب المليارات فضولي، ليس لثروتهم؛ وإنَّما لعقليَّتهم، لا سيَّما العصاميين منهم، فتخيَّل مدى الإصرار الذي يتحلَّى به المرء حتى يصبح مليارديراً بجهده وتعبه الشخصي على الرغم من العقبات شبه المستحيلة التي تعترض طريقه.

تشير الإحصاءات إلى أنَّه في عام 2011 كان يوجد 946 مليارديراً حول العالم، ووصل عددهم في عام 2014 إلى 1645 مليارديراً بإجمالي ثروة قدره 6.5 تريليون دولار، وهذا مبلغ مدهش، وبصرف النظر عن معتقدات الناس عن الأغنياء فإنَّهم لا يكسبون الثروة لأنَّهم محتالون؛ بل لأنَّهم أذكياء ومجتهدون، وتحتاج كي تصبح مليارديراً إلى التغلُّب على عدة عقبات عقلية وعاطفية، وتحتاج إلى إيمانٍ عميقٍ حتى لا تستسلم.

نظراً لكون التوجُّهات الاقتصادية الحالية تعوق كلَّ من يسعى إلى النجاح؛ يحتاج بناء هذا القدر من الثروة إلى تغيير آلية تفكيرك وتصرفاتك، والتحلِّي بإيمان متأصِّلٍ بنفسك، ودافع ثابت، ورغبة لا تفنى في النجاح، وكلَّما ساعدت الناس على الحصول على ما يريدونه حصلت على ما تريده؛ إذ تُعَدُّ هذه الحكمة البسيطة جوهر فلسفة الشخص الثري، فيحافظ أصحاب المليارات العصاميون على مستوى لا يتزعزع من المرونة والصلابة العقلية.

يشير المؤلفون الذين كتبوا عن علاقة الموهبة بالنجاح بمن فيهم مالكوم جلادويل (Malcom Gladwell)، وكال نيوبورت (Cal Newport)، وروبرت جرين (Robert Greene) إلى أنَّهم لم يُخلقوا موهوبين أو محظوظين؛ وإنَّما حققوا نجاحهم تدريجياً بالمثابرة والتفاني الثابتَين، واستمرَّ النقاش فيما إن كانت فطرة الإنسان هي ما تحدد موهبته وقدرته على النجاح أم البيئة التي نشأ فيها بين العلماء والاقتصاديين السلوكيين لسنوات، وسعى كثيرون إلى التوصل إلى اتفاق مشترك فيما يلزم لتكون موهوباً.

بدأ العلماء المتخصصون بعلم النفس التطوري في الآونة الأخيرة باستخدام مصطلح "الطبيعة المُكتَسبَة" (nurture nature) للإشارة إلى أنَّ البيئة التي نشأ فيها الشخص تؤدي دوراً كبيراً في نجاحه دون إنكار أنَّ لجيناته القدر نفسه من الأهمية.

يقول الكاتب الأمريكي "سيمون سينك" (Simon Sinek): "لا تستسلم، ولا تتخلَّ أبداً عن محاولة بناء العالم الذي تحلم به، حتى لو لم يؤمن به الآخرون، أنصت إلى صوت قلبك وحسب؛ فهو الأصدق دائماً".

شاهد بالفديو: 10 عادات تقودك إلى النجاح

إليك بعض العوامل الهامة لتحفيزك على النجاح والقضاء على رغبتك في الاستسلام:

1. الرغبة الدؤوبة في النجاح:

تذكَّر آخر مرة كنت تتعلَّم فيها مهارةً أو شيئاً جديداً، ربما وصلت إلى نقطة سئمت من ذلك وأعلنت استسلامك.

ينطوي النجاح على عدم الاستسلام مهما كانت العوامل الخارجية، ويقدم المؤلف وخبير الإدارة روبن شارما (Robin Sharma) النصيحة الآتية: "إن لم يسخر الناس من جنون طموحك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع؛ فإنَّ أحلامك صغيرة جداً"؛ أي إنَّك بذلك لا تحاول تجاوز قدراتك.

نظنُّ في كثير من الأحيان أنَّنا سنحصد ثمار عملنا الشاق على الفور، ولكن قد تنقضي أسابيع أو شهور أو سنوات دون أن ترى مؤشراتٍ واضحة تبشِّر بالنجاح، وقد تصاب بالإحباط في هذه المرحلة وتستسلم حين يكون النجاح قد أصبح وشيكاً.

يعيش معظم الناس هذا السيناريو، فنحن نسعى جاهدين إلى الحصول على دليلٍ على نجاحنا حاسبين أنَّ ثمار جهدنا ستسفر سريعاً عن نتائج إيجابية صريحة، وفي هذه المرحلة الحاسمة يجب أن نثق في أنَّ الأحداث تسير في مصلحتنا حتى لو لم ندرك ذلك؛ لذا كن صبوراً ومتفائلاً، وآمن بنجاحك حتى قبل أن تقطف ثماره.

إقرأ أيضاً: 3 سمات تشير إلى أنَّ الشخص يمكن أن يصبح ناجحاً

2. توسيع آفاقك تدريجياً:

يحسب كثير من الناس أنَّ عليهم وضع كل شيء على المحك والتضحية بكلِّ ما يملكونه لتحقيق أحلامهم، وهذا افتراض مضلل يعود إلى أسباب عديدة، ولكن غالباً ما تؤدي التحسينات التدريجية إلى عائدات أكبر.

يشير المؤلف دارين هاردي (Darren Hardy) إلى هذه النقطة في كتابه "التأثير المركب" (Compound Effect) الحائز على جائزة أدبية، فيجب أن يكون هدفك هو توسيع آفاقك تدريجيَّاً متجاوزاً منطقة الراحة الخاصة بك، ويساعدك ذلك على اكتشاف نفسك أكثر من خلال الإقدام على مجازفاتٍ محسوبة، فيمكنك حينها تحديد أخطائك بعقلانية وحكمة.

3. الاستمتاع بالرحلة:

حين ترفض الاستسلام تستعيد الدافع الأهم لمتابعة أهدافك، وبمجرد أن تحدد هدفاً يصبح الاستمتاع بالرحلة هو الغاية الأسمى.

في أوقات كثيرة أعمل عشر ساعات في اليوم، وبحلول عطلة نهاية الأسبوع أفكر فيما حققته خلال أسبوعي هذا، وكيف يمكنني تعزيز نجاحي في الأسبوع التالي، أنا لا أشعر بأنَّني أعمل حقاً؛ وإنَّما أنغمس في رحلة عقلية ممتعة من العمل؛ فحين تكون شغوفاً بعملك لا تشعر بضغط العمل؛ وإنَّما يتحول إلى متعة حقيقية؛ لذا عليك العثور على شغفك ومتابعته بحماسة.

إقرأ أيضاً: 8 أمور يقوم بها الشخص الناجح كل يوم

في الختام:

إذا كنت تفكر في الاستسلام أرجو أن يكون هذا المقال قد أعاد إيقاد حماستك للمضي قدماً، وتذكَّر أنَّ المثابرة والتفاني سمات الأشخاص الناجحين؛ لذا تحلَّ بها وابنِ رؤيتك الخاصة لمستقبلك المثالي، وكن متفائلاً وتحلَّ بعقلية إيجابية كي تنعم بالنجاح، ولا تستسلم أبداً؛ فلا أحد يعرف متى يحالفه الحظ.




مقالات مرتبطة