3 عناصر رئيسة لتحقيق السعادة والنجاح وفق رؤية واضحة

من أهمِّ الأشياء التي يجب أن تسعى إلى امتلاكها في حياتك هي الرؤية الواضحة التي تمكِّنك من تحديد أهدافك وطموحاتك، ونوعية الحياة التي تريدها كأنَّك تؤلفُ كتاباً عن قصة حياة رائعة من جميع النواحي وبأفضل الاحتمالات والإمكانات، وإذا تمكَّنتَ من تشكيلها ستصبح جميع أفعالك تصبُّ في الاتجاه الذي يوافقُ تحقيقَ هذه الرؤية والأهداف المتعلقة بها بدءاً من خطوات صغيرة ومدروسة وصولاً إلى تحقيق الهدف الكبير.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إيرين فالكونر" (Erin Falconer) تروي لنا فيه تجربتها مع بناء رؤية واضحة لتحقيق السعادة والنجاح.

إليك 3 عناصر رئيسة لتحقيق السعادة والنجاح وفق رؤية واضحة:

1. تحديد الأهداف:

عليك أن تحدد أهدافك وإلَّا ستجد نفسَك تسير سيراً عشوائياً وفقاً للمتغيرات الخارجية المحيطة، وهنا ستكون المشكلة؛ فلا أحد سواك يستطيع تحديد الشيء الأنسب لك؛ فرأي الأهل أو الأصدقاء ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً ومناسباً لك؛ لذا لا تسمح لأحد أن يقوم بدورك نيابة عنك.

المعنى الحقيقي للرؤية هو أن تُحدِّد هدفك والطريق الذي ستتبعه للوصول إليه؛ فوجود رؤية واضحة يساعد على توضيح خطوات العمل والإحساس بأهمية كل خطوة تقوم بها، وسيكون لديك دافع قوي للاستيقاظ صباحاً؛ فهي المصدر الذي ستستمد منه طاقتك في أثناء سعيك إلى تحقيق ما تريده، وكما يُقال: "الرؤية الواضحة هي سبب نجاح الشخص أو فشله".

تجدر الإشارة إلى أنَّ تكوين رؤية حقيقية وصادقة يحتاج إلى تحديد السبب الحقيقي الذي يدفعنا لتحقيق هدف ما، قد يكون السعادة مثلاً وهكذا بالنسبة إلى أيِّ شيء سواء أردت أن تصبح كاتباً أم تبدأ عملاً تجارياً فإنَّ تحديد السبب له دور كبير في تحقيق النجاح.

شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

2. الوعي الذاتي:

الوعي الذاتي هو الأساس في تحديد الرؤية؛ لأنَّك بحاجة إلى أن تتعرف إلى ذاتك وتحدد قيمك ونقاط قوتك.

ما هو الشيء الذي يشعل الحماسة فيك وتحب أن تُمضي وقتك بعمله؟ ما هي المهنة التي تود أن تمضي حياتك وأنت تعمل بها؟ ما هي أحلامك وطموحاتك؟ ما هو العمل الذي تستطيع أن تقدمه بصورة مختلفة ومميزة؟

من المؤكد أنَّك لن تنجح في بناء رؤية واضحة من أول محاولة؛ فهي عملية دائمة التطور، والأهمُّ في البداية هو تحديد الشيء الذي تريده ومن ثمَّ البدء بالعمل دون التوقف كثيراً عند هذه المرحلة؛ لأنَّك ستمرُّ بتغيرات دائمة تتغير معها رؤيتك وأهدافك والأهم هو أن تبدأ ولو بشيء بسيط وقابل للتعديل؛ فذلك أفضل من الانتظار.

إقرأ أيضاً: الوعي الذاتي: تعريفه، وأهميته، وطرق تعزيزه وتطويره

3. السعي وراء الشغف:

السؤال الهام هنا: "هل نختار العمل تبعاً لشغفنا أم من أجل المال فقط؟" نصحني كثيرٌ من الأشخاص بالدخول في مجال معين لأنَّ مردوده المادي جيد إضافة إلى وجود أمان وظيفي وميزات أخرى هامة للحصول على حياة جيدة من وجهة نظر المجتمع التقليدية؛ لكنَّني كنت أبحث عن عمل يُلائمُ شغفي ويُشعرُني بالحياة، لم أرد أن أُخدِّرَ إنسانيتي وأنا أعملُ في مجال لا أحبُّه فقط من أجل تلبية احتياجاتي.

أردت أن أجد عملاً أستمتع به ويُمَكِّنني من تحقيق دخل كاف لتلبية احتياجاتي، وكنت أعرف أنَّ المهمة مخيفة قليلاً وصعبة؛ لأنَّها غالباً ستتطلب القيام بأشياء غير مألوفة، وقد يكون الطريقُ غيرَ واضحٍ، ولكن عند لحظة اتخاذ القرار يجب أن نختار بين المال والشغف.

ينصح الكاتب "جوزيف كامبل" (Joseph Campbell) أن تتَّبع سعادتك وليس المال؛ لأنَّه لن يضمن لك السعادة، أمَّا إذا عملتَ في مجالٍ تحبُّه فعلى الأقل ستكون سعيداً حتى لو لم تحصل على المال، وأنا أتفق مع وجهة نظره.

يقول الفيلسوف "آلان واتس" (Alan Watts) أيضاً: "ماهي رغبتك؟ ما هو الشيء الذي يجعلك متلهِّفاً للعمل؟ كثيراً ما أوجِّه هذه الأسئلة للطلاب في إطار دروس التوجيه المهني التي أجريها؛ فهم ليس لديهم فكرةٌ أو توجُّهٌ لما يجبُ فعلُه بعدَ التخرُّج، وكنت أسألهم عن الشيء الذي يحبُّون فعله دون مقابل وأسمع إجابات من الطلاب يعرفون أنَّها لن تجلب لهم المال، ولكن إن كان المال أولوية بالنسبة إليهم فسيعملون في مجالات لا يحبونها فقط لكسب لقمة العيش وهذا شيءٌ خاطئ ومضيعة للوقت؛ فالأفضل أن يعيش الإنسان حياة قصيرة ممتعة على أن تكون حياته طويلة وبائسة، كما أنَّ العمل بإتقان في مجال تحبه سيجلب المال بالتأكيد مع مرور الوقت واكتساب الخبرة".

إنَّ العمل في مجالٍ تحبه ويحقق لك الربح هو أمر ممكن، وكل ما يتطلبه هو الجدية والإتقان في العمل والإرادة القوية لتحقيق النجاح، أمَّا الطريقة وخطوات العمل فقرارها يعود إليك، ولكن تجدر الإشارة إلى ثلاثة أشياء هامة يجب الانتباه إليها: العمل في مجال تحبه، وتتقنه، وفيه فائدة للآخرين.

إقرأ أيضاً: كيف تتبع شغفك لتحقيق النجاح؟

في الختام:

العمل الناجح هو العمل الذي يرتكز على الشغف ويكون مردوده جيداً، وعند غياب أحد هذين الأمرين سيبدو الأمر إمَّا هواية أو معاناة، وقد أضفتُ البندَ الثالث وهو أن يكون مفيداً للآخرين كي يحقق لك شعوراً بالرضى؛ لكنَّ الأهم أن تعرف ما الذي تريده في الحياة والشيء الذي تستطيع القيام به على نحو مميز.




مقالات مرتبطة