3 طرق يستطيع أرباب العمل اتباعها للتأقلم مع الوضع بعد أزمة كورونا

قد تستفيد الشركات من الأزمة وتكتسب ميزةً تنافسية تتعلم العديد من الشركات الصغيرة في جميع أنحاء أمريكا كيف تنعِش اقتصادها مرَّة أخرى بعد الأزمة الناتجة عن الجائحة. قد تستفيد الشركات من الأزمة وتكتسب ميزةً تنافسية.



يعمل نصف الموظفين في الولايات المتحدة في عشرات ملايين الشركات الصغيرة التي تمكَّنَت من تجاوُز الأيام الحالكة التي شهدها العالم في ظل أزمة جائحة كورونا، فوفقاً لبيانات من "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" (Peterson Institute for International Economics)، اختار أكثر من 4 ملايين رب عمل بدء مشروع جديد في عام 2020، وهي أكبر زيادة حدثَت على مدى عام واحد في أعداد الشركات الناشئة الجديدة منذ عقد على الأقل، وربما على الإطلاق، وسرعان ما سيتبعهم رواد الأعمال كلهم الذين يشاهدون العالم يتشكَّل بعد الأزمة؛ ممَّا سيدفعهم إلى الاستعداد لهذا الإجراء.

تُعَدُّ المرونة أمراً ضروريَّاً، سواء في عوامل مثل: رأس المال، أم طلب المستهلك، أم الابتكارات المستوحاة من الرغبة في البقاء، وتُعَدُّ هذه امتدادات لنماذج الأعمال التجارية التي كانت قائمةً قبل حدوث الجائحة.

لا يتعلق الأمر بالعُمر، أو حجم العمل، أو مدى السرعة، أو حتى نوع الجنس؛ لأنَّ الأقوياء دائماً هم الأكثر قدرةً على التكيُّف مع التغيير، واستغلال الظروف المتغيرة للحصول على ميزة جديدة.

سواء كان الإطار المرجعي هو الطبيعة والبيولوجيا في القرن التاسع عشر، أم الأعمال والاقتصاد في القرن الحادي والعشرين؛ فالفكرة هي أنَّه في أوقات التغيير المدمِّر، يظهر قادة جدُد؛ إذ يتغيَّر حال الأسواق، ويتكيف المنافسون داخلها مع الوضع الجديد، وفي أثناء هذه الفترات الانتقالية، تحدِّد ميزة الخطوة الأولى أيَّاً من شاغلي المناصب والوافدين الجدُد سوف يحقِّق الفوز، من خلال مدى حُسن التجاوب مع إعادة ترتيب الوضع التنافسي القديم.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لأصحاب العمل للتعامل مع فيروس كورونا

تُعدُّ العوامل التي تُحدِّد شكل هذه الطفرة وشكل الأعمال التجارية الصغيرة كقوة دافعة للانتعاش وهي:

1. الاستفادة من وفرة التمويل لبناء مشروعات المستقبل:

لقد أصبح رأس المال الآن وفيراً ومتاحاً بمعدلات ملحوظة، على عكس الاضطراب الاقتصادي الكبير الأخير الذي أصاب قلب الأنظمة المالية في العالم، وأصبح بإمكان أصحاب المشروعات أخذ التمويل سواء من خلال مساعدة حكومية، أم قروض بنكية لدعم المشروعات التجارية الصغيرة، أم التشارك مع المقرضين، والعديد من الخيارات التي لا حصر لها.

2. التخلص من التفكير في البقاء:

ينبغي على الأشخاص التخلي عن التركيز على دفع الرواتب أو النفقات أو التعلق بالأمان الذي توفره الوظائف الحالية؛ إذ يتطلب الأمر شجاعةً للتخلص من الرغبة المفرطة في البقاء، والتحلِّي بالبصيرة للنظر في الجوانب الأخرى؛ إذ لم تَعُد المسألة تقتصر على تخيُّل شكل الآيفون الجديد؛ بل أضحَت المسألة مسألةَ إدراك أنَّ ثمَّة وضعاً طبيعيَّاً جديداً يتشكل، وأنَّه من الضروري تخطِّي أولئك الذين لا زالت تسيطر عليهم غريزة البقاء.

3. التكافؤ التكنولوجي:

لقد كان من الصعب للغاية قبل 10 سنوات - حتى في عصرنا الرقمي - الدخول إلى سوقٍ مليء بالمستثمرين ذوي الباع الطويل الذين يتنافسون على وجود فعلي ثابت، وأصول رأسمالية كبيرة، وحتى حجم القوة العاملة، ولكنَّ التكنولوجيا أذابت تلك الحواجز تدريجياً، وجعلَت الدخول لسوق العمل أسهل كثيراً؛ إذ تقول بيانات شركة تحليل الأسواق "جارتنر" (Gartner): إنَّ الأزمة أدَّت إلى زيادة بنسبة 18% في الإنفاق التجاري العالمي على القدرات السحابية هذا العام، وإنَّ 70% من المؤسسات ستزيد من استثماراتها السحابية.

وأضِف أيضاً سرعة وموثوقية شبكة "الجيل الخامس" (5G) إلى المزايا الحالية لنموذج الحوسبة السحابية، والتي تساعدنا على الوصول إلى العملاء، وسهولة الدفع، والوصول إلى معلومات الأعمال، وتطوير المنتجات وتقديمها؛ ممَّا أدَّى إلى سهولة الدخول إلى السوق أكثر من ذي قبل.

إقرأ أيضاً: لماذا يمكن أن يكون نمو ما بعد الصدمة أساس ازدهارك في عام 2021؟

عودة ازدهار فترة العشرينيات من جديد:

لا يزال الكثير منا يعانون من التراجع الاقتصادي الشديد، وآثار الإغلاق، ووقف العمل، والتسريح، والخسائر الشخصية، ولكن في الوقت نفسه، يفيض النظام الاقتصادي بالمال والطلب؛ فلم يشترِ العديد من الناس السيارة الجديدة، أو يأخذوا الإجازة الأخيرة، وربما يجلسون في منازل أغلى من تلك التي كانوا يسكنونها قبل عام؛ لذا يجدر بنا أن نتذكر فترة انتعاش العشرينيات بعد الكساد الكبير والسلوك الاستهلاكي الذي يحدث في تلك الأزمة، ووضع ذلك في الحسبان بغية التخطيط التجاري لعام 2021.

سواء كانت هذه هي اللحظة التي يصبح فيها عملك الإضافي هو عملك الرئيس، أم أنَّك تسعى إلى امتلاك قدر أكبر من التحكم وتقرير المصير، فقد يكون هذا وقتاً رائعاً لبدء عمل تجاري جديد، وقد تكون مقتنعاً بذلك ولكنَّك لا تزال تشعر بالحيرة.

ومن ثمَّ، يجب أن تهتم بما هو أبعد من أساسيات فكرتك الجديدة، أو الدافع لإدارة مشروعك، والبدء مباشرةً من اليوم الأول في وضع الأنظمة المناسبة، والمنصة السحابية الإلكترونية والتطبيقات، والبحث عن التمويل المناسب، والمجموعة الاستشارية المناسبة للأمور المتعلقة بالمحاسبة، والأمور القانونية، والعقارية، واحتياجات الموارد البشرية.

في النهاية، نتمنى النجاح لرواد الأعمال الذين يستعدون لبدء مشروعهم، أو أولئك الذين فعلوا ذلك مؤخراً، وتهانينا لأولئك الذين اجتازوا الأزمة العالمية الشديدة وما زالوا صامدين، وتذكَّر أنَّ سباق التكيف مع معالِم عالَم ما بعد الجائحة، وكسب ميزة الخطوة الأولى لا يزالان قائمَين.

 

المصدر




مقالات مرتبطة