3 طرق لتعزيز مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم باستخدام التكنولوجيا

لا يخفى على أحد أنَّ الثقافة الإيجابية في مكان العمل تؤدي دوراً هاماً في زيادة مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم، فهي تُعَدُّ من نواحٍ عدة العمود الفقري للنمو المستدام للأعمال؛ فلا يمكن لفكرة عمل قوية - مهما كانت مبتكَرة - أن تتطور وتنمو وحدها؛ فالناس هم أساس نجاح العلامة التجارية للشركة.



تتدخل العديد من العناصر في بناء تجربة عمل إيجابية، وبالنسبة إلى العديد من الشركات، فإنَّ أساس تلك التجربة يعتمد على الموارد البشرية، ولكن مع زيادة الضغوطات على إدارات الموارد البشرية وتحمُّلها مسؤولية أكبر وخضوعها لقواعد وتعليمات معقدة، فإنَّها تحتاج إلى موارد لمساعدتها على البقاء قوية وداعمة للقوى العاملة المتطورة؛ لذا يجب أن تكون التكنولوجيا حليفتهم وقوة تعمل لضمان سير الأمور بسلاسة.

أفادت دراسة حديثة أجرتها شركة "ميت لايف" (MetLife) أنَّ الموظفين الأكثر ولاءً راضون عن المزايا التي يحصلون عليها، وتُعَدُّ مزايا الرعاية الصحية على وجه الخصوص الدافع الرئيس وراء بقاء الموظفين مع رب العمل؛ فوفقاً لـ "جمعية إدارة الموارد البشرية" (SHRM)، فإنَّ الموظفين يقدِّرون الرعاية الصحية بقدر الراتب عندما يتعلق الأمر بالرضى في مكان العمل، لكن تبقى الثقافة التنظيمية هي الأهم؛ لذا يجب على مديري الموارد البشرية التأكد من أنَّ الموظفين متعلمون ومشاركون وقادرون على تحقيق أقصى استفادة من خيارات المزايا الخاصة بهم.

فيما يأتي ثلاث طرائق يمكن أن تؤدي بها التكنولوجيا إلى زيادة مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم:

إقرأ أيضاً: كيف تعزز وتحفز مشاركة الموظفين في العمل؟

1. تثقيف القوى العاملة:

اعرف جمهورك؛ إذ يشعر الموظفون بالتقدير عندما تتحدث بوضوح عن المزايا وكيف يمكنهم تحقيق أقصى استفادة من خططهم؛ فيمكن أن يزود الحل الصحيح متخصصي الموارد البشرية بالقدرة على تصميم، واستهداف، وتخصيص الإجراءات التي تمس احتياجات الموظفين مباشرة وتلبِّيها أينما كانوا.

لنأخذ جيل الألفية على سبيل المثال، وهو الجيل الذي يطغى بسرعة على الأجيال الأخرى في القوى العاملة اليوم؛ إذ يمكن أن يكون افتقارهم إلى المعرفة عن عملية تقديم المزايا بمنزلة انتكاسة كبرى لمحترفي الموارد البشرية الذين يعملون على بناء ثقافة إيجابية في مكان العمل، ولكنَّ الحلول الحديثة التي تسهِّل عملية تقديم المزايا يمكن أن تساعد على سد الفجوة بين الأجيال.

يجب أن تتجاوز أنواع التواصل الشخصي اختيار الخطة؛ إذ يحتاج أرباب العمل إلى تزويد الموظفين بالوصول إلى بوابة مزايا عبر الإنترنت أو الهاتف المحمول. فلا يعيش الموظفون اليوم حياتهم في صومعة؛ لذا لا تجب إدارة مزاياهم الصحية والمالية وحياتهم العملية إدارة منفصلة؛ إذ تحتاج الحلول الحديثة إلى الجمع بين كل هذه العناصر معاً لتمكين مراقبة النشاط والتخطيط بسلاسة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة

2. تحسين التواصل المنتظم:

يتولى متخصصو الموارد البشرية قيادة تعليم الموظف، ويحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على توصيل التغييرات والمعلومات القابلة للتنفيذ بطريقة متسقة.

ويمكن للتكنولوجيا أتمتة المعلومات وتوزيعها للحفاظ على تفاعل الموظفين دون التأثير في الإنتاجية، كما أنَّ إعطاء المستهلكين القدرة على تحديد قنوات التواصل، يمكن أن يحسن من احتمالية تلقِّي المحتوى وفهمه فهماً جيداً.

تتيح الحلول والمنصات المؤتمتة لمتخصصي الموارد البشرية، إيصال المستجدات عبر الأجهزة للعاملين المتنقلين. ومثلما ترسل لك مؤسسة مالية تنبيهاً على هاتفك عندما يكون رصيدك منخفضاً، أو إشعاراً عند إجراء عملية شراء كبرى، فإنَّ متخصصي الموارد البشرية لديهم الفرصة لاعتماد نقاط اتصال مخصصة شخصياً في الوقت الفعلي؛ وذلك للسماح بالتواصل السلس مع الموظفين.

تُمكِّن منصات المزايا متعددة المهام قادة الموارد البشرية المعاصرين اليوم وتُسهِّل عملهم، وهذا يمنح الموظفين ثقة أكبر بأنَّهم يتخذون القرارات والاختيارات الصحيحة للخطة.

إقرأ أيضاً: كيف تشارك في العمل بسعادة؟

3. تمكين الموظفين من اتخاذ قرارات مستنيرة:

لا تترك مزايا الرعاية الصحية رهن الصدفة؛ فوفقاً لموقع "ميرسير" (Mercer)، تضاعف التسجيل في الخطط الصحية الموجهة للمستهلكين بين أرباب العمل الكبار تقريباً في السنوات الثلاث الماضية؛ إذ ارتفعت النسبة من 15% إلى 28% من الموظفين المشمولين.

وفي حين أنَّ تعدُّد الخيارات الناجم عن تغيرات السوق يمكن أن يكون شيئاً جيداً، يحتاج متخصصو الموارد البشرية إلى تقديم إرشادات أكثر شمولاً لمساعدة الموظفين على فهم خياراتهم، خاصةً عندما تضع في الحسبان أنَّ ما يقرب من 2 من كل 5 أمريكيين، يقضون أقل من 15 دقيقة في تحديد المزايا الصحية التي يأخذونها من رب العمل.

سوف تقطع المنصات التي توفر معلومات قابلة للتنفيذ، وبيانات التوجهات السابقة التي توضح ما تعنيه بعض الخيارات وكيف يمكن أن تتماشى مع الوضع الخاص للموظف، شوطاً طويلاً في قيادة اتخاذ القرارات المستنيرة والمشاركة.

على سبيل المثال، إذا تمكَّن الموظف من تفحُّص قائمة بالأطباء المعتمدين مسبقاً داخل الشبكة، والاطلاع على خلفيتهم، وقراءة المراجعات والتجارب السابقة مع ذلك الطبيب، فمن المرجح أن يكونوا راضين عن اختيارهم، وبالمحصلة، عن الخدمة التي يتلقونها.

تُعَدُّ الفوائد في نهاية الأمر جزءاً واحداً من اللغز لإنشاء ثقافة قوية في مكان العمل؛ فعندما يكون الموظفون سعداء، سيكونون قادرين على القيام بعمل أفضل، وسيبدأ أرباب العمل، من خلال تقديم الفوائد القوية والمعرفة وتوفير الدعم للاستفادة من كل ما لدى الموظفين لتقديمه، برؤية معدلات احتفاظ أعلى ومشاركة أكبر للموظفين وبيئة عمل أكثر ازدهاراً.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة