3 طرق علمية لتعزيز السعادة

تخيَّل أنَّ لديك ساحر يمكِنه تحقيق أمنياتك كلها، ويمكِنك طلب ثلاث أمنيات، فما الذي تطلبه؟ من أشهر الإجابات التي نسمعها حينما يُطرَح هذا السؤال الصحة والمال والشهرة والنجاح، وربما الخروج في موعد غرامي مع شخص كنتَ معجباً به لمدة طويلة، إضافةً إلى السعادة.



من الناحية العلمية، السعادة ليست مجرد شيء يحدث لك؛ بل هي شعورٌ يُنمَّى بالاهتمام.

نحن نميل إلى التفكير في السعادة على أنَّها شيء نأمل في الحصول عليه يوماً ما، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ كل واحد منا لديه القدرة على خلق سعادته الخاصة، ومن المؤكد أنَّ هذا أصعب على بعض الأشخاص، وكل شخص يقرأ هذا المقال يمكِن أن يفعل بعض الأشياء الصغيرة يومياً والتي يمكِن أن يكون لها تأثير هائل في خلق سعادته الخاصة:

تولِّي زمام المبادرة:

إنَّ وجود شخص يخبرك أنَّك تتحكَّم بسعادتك لا يشعرك بالرضا بالطبع، وقد تقول: "أنت لا تعرف أي شيء عن حياتي، وليس لديك أيَّة فكرة عما أمر به"، وهذا رد مشروع وصادق تماماً، ولكن من الناحية العلمية، السعادة ليست مجرد شيء يحدث لك؛ بل هي شعورٌ يُنمَّى بالاهتمام.

تقول لوري سانتوس (Laurie Santos)، أستاذة علم النفس بجامعة ييل (Yale University): "هناك فكرة خاطئة مفادها أنَّ السعادة متأصلة ولا يمكِننا تغييرها، ولكنَّ العلم يُظهر أنَّ ظرفنا وحالتنا المادية ووظائفنا ومقتنياتنا أقل ارتباطاً بالسعادة مما نعتقد".

هناك بعض الخلاف بين العلماء حول مقدار سيطرتنا بالضبط على السعادة؛ إذ يقول بعضهم إنَّ النسبة تبلع حوالي 40%، بينما يُصرُّ بعضهم الآخر على أنَّها أعلى من ذلك بكثير.

شاهد بالفيديو: 6 أمور تسرق منك السعادة إياك والقيام بها

تشير إحدى الدراسات عن السعادة إلى شيء رائع للغاية: العامل الأكثر تأثيراً هو أنَّك تكون أكثر سعادةً إذا كنتَ تعتقد أنَّه يمكِنك اتخاذ إجراءات معيَّنة للتحكُّم بسعادتك؛ لذلك وبوضع هذا بالحسبان، إليك 3 طرائق مثبَتة علمياً لتكون أكثر سعادةً:

1. زيادة امتنانك:

عندما نقول إنَّه يجب عليك أن تتدرب على الامتنان، فنحن نعني ما نقول؛ حيث يتعارض الشعور بالامتنان مع طريقة التفكير الافتراضية للدماغ، فنحن معتادون على رؤية الجانب السلبي في الأمور، مما أبقى جنسنا على قيد الحياة فترةً طويلةً من الزمن، تقول أريانا هافينغتون (Arianna Huffington)، الرئيسة التنفيذية لشركة ثرايف غلوبال (Thrive Global): "السحر في الامتنان هو أنَّه مضاد للمشاعر السلبية، وإنَّه مثل خلايا الدم البيضاء للروح، يحمينا من السخرية والغضب والاستسلام".

تُظهر الدراسات العلمية التي أجرتها جامعات مثل جامعة هارفارد (Harvard) وجامعة بركلي (Berkeley) مراراً وتكراراً أنَّ أولئك الذين يمارسون الامتنان ممارسةً فاعلة هم أكثر سعادةً وصحةً.

إنَّ ممارسة الامتنان أمرٌ سهل، فهو يستغرق وقتاً فقط، وهو خطوة جيدة للبدء بتحقيق السعادة.

2. اللطف مع نفسك:

تشير مجموعةٌ هائلةٌ من الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص المتعاطفين مع أنفسهم يواجهون صعوباتٍ أقل ويحققون نجاحاتٍ أكثر.

غالباً ما نتحدث عن أنَّ كونك لطيفاً مع الآخرين هو مفتاح السعادة، فالقيام بأشياء لطيفة للآخرين يعزز مستويات السيروتونين في الدماغ لدرجة أنَّه يمكِنك تجربة شيء يُعرَف باسم "نشوة المساعد" والتي تشبه كيميائياً "نشوة العدَّاء"، وهو إحساس عميقٌ بالنشاط يستمر فترةً قصيرة.

يُعَدُّ اللطف مع الذات أحجيةً جديدة في لغز السعادة لم تحظَ إلى الآن بكثيرٍ من الدراسة، ومع ذلك، فإنَّ التحليل العلمي الذي تناول ما يقرب من 80 دراسة نُشِرَت في عام 2015 قال عن الأمر ببساطة إنَّ الأشخاص الأكثر لطفاً مع أنفسهم يميلون أيضاً إلى أن يكونوا أكثر سعادةً.

إقرأ أيضاً: كيف تصنع سعادتك بنفسك؟

3. تقدير أهمية دور اليقظة الذهنية في هذا المجال:

على الرغم من أنَّ اليقظة يمكِن أن تندرج تقنياً تحت فئة اللطف الذاتي، إلا أنَّنا نعتقد أنَّها هامةٌ جداً لدرجة أنَّها تستحق قسماً خاصاً بها.

العقول البشرية مصمَّمةٌ لتكون مليئةً بالتساؤلات، ولا يوجد أحد منا ليس لديه شرود عقلي إلى حد ما، وتعيدنا اليقظة الذهنية إلى لحظات الحاضر حيث تحدث الأشياء الجيدة في الحياة؛ لذلك يمكِننا استخدام اليقظة للاستمتاع بحياتنا أكثر.

من الطرائق الجيدة لتقوية مهارة اليقظة القيام بالتمرينات القصيرة الموجَّهة.

بمجرد أن تؤمن أنَّك تتحكَّم بسعادتك، يمكِنك البدء في اتخاذ إجراءات بشأن بعض هذه الأساليب، وقد حددنا لك ثلاث طرائق فقط اليوم، ولكن هناك العشرات من التقنيات والتمرينات التي يمكِن أن تساعدك على التحكُّم بسعادتك.

المصدر




مقالات مرتبطة