3 طرق تساعدك على الحفاظ على علاقتك بنفسك

ما الذي يخطر في بالك عندما تسمع كلمة "علاقة"؟ بالنسبةِ إلى معظم الناس، تجعلهم هذه الكلمة يتخيلون صوراً للأزواج أو العائلات أو الأصدقاء الذين يتفاعلون مع بعضهم بعضاً، وهذا أمر منطقي؛ لذا تُعدُّ العلاقات مع الآخرين جزءاً كبيراً وهامَّاً للغاية من حياتنا وعافيتنا، ومع ذلك، ثمَّة علاقة واحدة هامَّة جداً، ولكنَّها لا تحظى بقدر الاهتمام نفسه، وهي علاقاتنا مع أنفسنا.



فكِّر في الأمر، هل أنت تعامل نفسك بحب ولطف واحترام كما تعامل صديقاً مقرَّباً أو أحد أفراد أسرتك؟ وفقاً للباحثة والمؤلفة "كريستين نيف" (Kristin Neff)؛ يميل معظم الناس إلى القسوة على أنفسهم أكثر من القسوة على الآخرين.

قد يكون سبب هذا التحدي الذي نواجهه، هو أنَّنا نستطيع اختيار نوعية الأشخاص الذين نريد قضاء الوقت معهم، وتجنُّب أولئك الذين لا نرغب في مصادقتهم، ولكنَّنا ملزمون بأنفسنا؛ لذا في حين أنَّك قد تختار قضاء الوقت مع صديق لطيف وممتع وتتجنب الشخص الذي يشكو دائماً من كل شيء؛ فإنَّك لن تستطيع التملص من قضاء الوقت مع نفسك.

وعلى الرغم من أنَّك قد تهرب من نفسك مؤقتاً من خلال مشاهدة الأفلام أو الخروج مع الأصدقاء أو إلهاء نفسك بأي نشاط آخر، فأنت تعلم أنَّ هذه ليست أفضل طريقة للعيش؛ لذا قد يكون من الأفضل لك أن تتعلَّم كيف تكون صديقاً أفضل لنفسك، وأن تصبح شخصاً لا تضطر إلى الهروب منه.

كيف تصبح صديقاً أفضل لنفسك؟

على الرغم من أنَّ هناك العديد من الطرائق لتطوير علاقة سليمة مع نفسك؛ إلَّا أنَّ إحدى الاستراتيجيات البسيطة هي اتباع ما يشير إليه الدكتور "جون جوتمان" (John Gottman) على أنَّه النسبة السحرية التي يدوم الحب من خلالها، لقد وجد الدكتور "جوتمان" في بحثه المكثف حول العلاقات الرومانسية أنَّ نسبة 5: 1 بين التفاعلات الإيجابية والسلبية بين الأزواج، هي مؤشر قوي على بقاء الزوجين معاً أو انفصالهما؛ بعبارة أخرى، يظل الأزواج معاً دائماً إذا كان هناك 5 تفاعلات ممتعة أو إيجابية مقابل كل تفاعل سلبي واحد يحدث بينهما.

والآن، فكِّر في علاقتك مع نفسك، وفي نسبة التفاعلات الإيجابية والتفاعلات السلبية التي تجريها مع نفسك، فإذا كانت نسبة التفاعلات الإيجابية منخفضة، فضَع ذلك في الحسبان، وتذكَّر أنَّه لا يمكنك الطلاق من نفسك، وكأنَّك ستظل عالقاً في زواج غير سعيد لبقية حياتك، وما يزيد الأمر سوءاً، أنَّه في هذه الحالة، لن تجد أحداً لتلقي عليه اللوم سوى نفسك.

إقرأ أيضاً: 16 نصيحة تجعلك تحب نفسك

زيادة التفاعلات الإيجابية مع نفسك:

إذا كنت لا تريد العيش بهذه الطريقة، فيتعيَّن عليك البدء بزيادة عدد التفاعلات الإيجابية التي تجريها مع نفسك بانتظام، ويمكن تحقيق ذلك بطرائق مختلفة، مثل التفكير في الإجراءات المحدَّدة التي تتخذها لإظهار اهتمامك بشخصٍ آخر، وتطبيقها على نفسك، على سبيل المثال: إذا كنت تُعبِّر عن حبك لأحدهم من خلال قضاء وقت ممتع معه، فيمكنك تخصيص بعض الوقت للرعاية الذاتية.

بالإضافة إلى ذلك، نقدِّم لك ثلاث طرائق تساعدك على زيادة عدد التفاعلات الإيجابية التي تجريها مع نفسك، ومن ثمَّ تعزيز علاقتك بنفسك:

  1. أخبِر نفسك يومياً أنَّك تحبها: وإذا شعرت بالارتباك من مجرد التفكير في القيام بذلك، فأنت بالتأكيد لست وحدك، قد يشعر العديد من الناس بالحرج الشديد وعدم الراحة، ولكن بالممارسة، ستشعر أنَّ الأمر طبيعي، وستجد أنَّه أبسط وأسرع تفاعل إيجابي تجريه مع ذاتك.
  2. امنح نفسك التعاطف والحب في أوقات الضيق: وذلك لأنَّه من السهل أن نتفاعل تفاعلات إيجابية عندما نكون في مزاج جيد؛ ولكن في وقت المعاناة، نحتاج إلى ذلك حقاً؛ لذا تقدِّم "كريستين" بعض الوسائل التي تساعدك على ممارسة التعاطف مع الذات، والتي تُعدُّ استراتيجية بسيطة وفعَّالة؛ حيث توصي بالآتي:
    • اعترف أنَّك تعاني عندما تشعر بذلك.
    • ذكِّر نفسك أنَّ كل شخص في الحياة يعاني.
    • تذكِّر أن تكون لطيفاً مع نفسك، وأن تقول شيئاً يجلب لك الراحة، وأن تتقبَّل نفسك كما أنت.
  3. عزِّز مهارة المرونة العاطفية: إذلا يعني التفاعل الإيجابي أنَّك حتماً تشعر بعواطف إيجابية طوال الوقت،أحياناً تشعر بالضيق لسببٍ ما، فيأتي إليك أحدهم ويجعلك تشعر بالراحة ببساطة من خلال السماح لك بالتعبير عن عواطفك دون محاولة إسعادك أو تغيير أي شيء، وقد تحسِّن تجربة مثل هذه، علاقتك بهذا الشخص على الأغلب؛ لذا يمكنك فعل الشيء نفسه مع نفسك.
إقرأ أيضاً: 10 نصائح ذهبية لتنمية حب الذات

تتحدث الباحثة "سوزان ديفيد" (Susan David) عن مهارة المرونة العاطفية، والتي تمكِّنك من اتباع نهج مرِن، وقبول جميع عواطفك والتعلم منها بدلاً من محاولة تجنُّب المشاعر الصعبة، فتنمية هذه المهارة أصعب من تنمية المهارتين السابقتين، لكنَّها قد تغيِّر علاقتك بنفسك حقاً.

كما ترى، ثمَّة مجموعة من الأنشطة التي يمكنك القيام بها من أجل تحسين علاقتك بنفسك مع الحفاظ على نسبة 5: 1 كمبدأ توجيهي؛ وإذا كنت تعتقد أنَّ ثمَّة شيئاً يساعدك على تحسين الطريقة التي تعامل بها نفسك، فافعله على الفور، سواء كان عظيماً أم بسيطاً.

المصدر




مقالات مرتبطة