3 طرق بسيطة لتحقيق أهدافك

على مدى سنوات لم أخبر هذا السر إلا لأصدقائي المقربين: "لطالما أردت تأليف كتاب"، وفي كل مرة أكدوا فيها عبقريتي الأدبية المفترضة ولكن غير المثبتة، كنت أجيب بالابتسامة العريضة نفسها والتأكيد الساذج بأنَّني سأخطو هذه الخطوة يوماً ما.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المنتور التنموية جو آن فور (Jo Ann Fore)، والتي تحدِّثنا فيه عن تجربتها في تحقيق أهدافها.

ربما ترى منذ الآن المشكلة في هذا الكلام؛ فذلك اليوم لا يأتي دون نية، لكنَّ المشكلة الأكبر أنَّه بدلاً من السعي جاهدة إلى تخصيص وقت للكتابة يومياً، ظللتُ أنتظر حضور ملهمتي لأستمد منها عملي الإبداعي.

في أثناء محاولة جذب ملهمتي تلك، اقتربت أكثر من حلمي من خلال مطاردة رؤى عظيمة بقضاء عطلات مدة كل منها شهر مخصصة للكتابة، واشتريت جميع الكتب الموصى بها ودفاتر الملاحظات والشاي الفاخر؛ فجميع الكُتَّاب العظماء يحبون الشاي، أليس كذلك؟

كما رتَّبت جميع خزاناتي، وأنشأت العديد من قوائم الأغاني، واكتشفت كم أحب عمل كل شيء بدقة، ولفترة طويلة بقي حلمي بتأليف كتاب مؤجلاً إلى أجل غير مسمى.

حتى وجدت نفسي ذات يوم جالسة في غرفة فندق مريحة ذات منظر مهدِّئ للأعصاب يطل على جبال "غريت سموكي" (Great Smoky Mountains)، حينها فقط ظهرت ملهمتي التي لطالما كانت صعبة المنال؛ إلا أنَّ ظهورها لم يترافق مع ظهور غبار الجنيات أو إحدث أي جلبة؛ بل ظهرت على هيئة نصيحة بسيطة حكيمة خرجت من فم زوجي.

غالب الظن أنَّه كان يتساءل ما إذا كنت سأكتب هذا الكتاب المؤجل؛ حيث ذكَّرني زوجي بلطافة أنَّ عاماً آخر قد مضى، وهل أريد بالفعل أن أمسك كتابي مكتملاً بين يديَّ أم سأكتفي بالتحدُّث عن الأمر لعام آخر؟ وكان على حق؛ حيث كان تأليف كتابي مجرد فكرة وليس طموحاً حقيقياً، فقد تكلَّمتُ عن القيام به مطولاً، ولكن لم أعطه الأهمية اللازمة لتحقيقه.

قد لا تكون لديك رغبة في تأليف كتاب، وربما يكون هدفك زيادة تأثيرك أو تنمية أعمالك، أو حتى تقوية علاقاتك وتحسين طباعك، وعلى الرغم من أنَّ الرغبة نقطةُ بداية جيدة، إلا أنَّ النجاح يتطلب تحويل هذه الرغبات إلى أهداف مقصودة.

ولأنَّني أعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، لا أستطيع العمل دون خطة واضحة؛ إذ أبدأ العمل بعفوية، ويتشتت انتباهي في منتصف المهمة، وكما أعتني بحديقتي، أعتني بهذه الأهداف؛ فبعد أن أزرعها بحذر، أحتويها بالرعاية والاهتمام، وفي بعض الأحيان عليَّ اقتلاع بعض الأعشاب الضارة التي لا تفيدها، ولكن إذا أردت تغيير منظرها، يتوجب عليَّ الاستمرار في الحفر.

بعد أيام عدة من تشجيع زوجي لي، توقفتُ عن انتظار شرارات الإبداع وبدأت الكتابة بكل بساطة، وفي هذه الأثناء اكتشفت ثلاثة مبادئ أعتقد أنَّها تفيد كل شخص يسعى إلى تحقيق أهدافه ورغباته.

شاهد بالفيديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف

1. يمكننا التغلُّب على أي مصاعب إذا حددنا الأمور التي نريد التغلُّب عليها:

على الرغم من أنَّ المشاعر الإيجابية يمكن أن تكون مفيدة في السعي إلى تحقيق الأهداف، إلا أنَّه لا يجب الاعتماد عليها للحصول على صورة واضحة باستمرار؛ حيث إنَّها تكون كاذبة في بعض الأحيان؛ ففي هذه الرحلة، الوضوح هو الذي سيحافظ على عزيمتك.

فكر في أهدافك ملياً، وخذ الوقت الكافي لاكتشاف كامل نطاق توقعاتك؛ فاكتشف الهدف الذي تريد أن تحققه بالضبط، وحدده بوضوح؛ وتأكَّد إن كان واقعياً وممكن التحقيق، كما عليك أن تكتشف العقبات التي قد تواجهك، وتضع حلولاً مفترضة للتغلب عليها، وحدِّد الدعم الذي ستحتاج إليه، وتأكَّد إن كان تحقيق هذا الهدف هاماً، واعرِف دافعك جيداً، ولاحِظ تأثير ذلك في حياتك، وتخيَّل الذي سيحدث إذا لم تفعله، وحاول الإحساس بشعورك بالنجاح أو الفشل. سيساعدك الفهم الواضح لهدفك على تعزيز يقينك بأنَّك ستبدأ وتستمر في المضي قدماً.

إقرأ أيضاً: 3 مقاييس هامة لقياس الأهداف القابلة للتحقيق

2. تكمن الكنوز في التفاصيل:

نوقشت لوجستيات تحديد الأهداف لسنوات عدة، ونحن جميعاً نعلم الأساسيات، وهي: كتابة الأهداف، واختيار تاريخ محدد لتحقيقها، ونشرها في كل مكان، لكن المخاوف الكامنة أو حتى المشتتات تضيِّع جهودك سُدىً، مما يؤدي أحياناً إلى إبعادنا عن المسار الصحيح.

يمكنك التركيز أكثر على التفاصيل المفيدة والمفصلة لتجنُّب الانتكاسات؛ وذلك من خلال وضع خطة عملية، والاستعداد لتحمُّل مسؤولية تطبيقها.

ابدأ بتصور النهاية، واعمل باتجاه الخلف لتحقيقها، حدد المهام التي يمكنك التركيز عليها تركيزاً خاصاً والتي تكون أكثر منطقية، وحدد ما يتوجب عليك القيام به، ومتى يجب عليك ذلك.

أنشِئ أنظمة محددة للبقاء على المسار الصحيح، وضَع أهدافاً أصغر خلال مشوارك، وحدد معايير واضحة ومنتظمة، ومن ثم توقَّف على طول الطريق وانظر إلى ما أنجزته؛ وبعد ذلك احتفل بهذه الانتصارات.

إقرأ أيضاً: 6 مبادئ أساسية لتحقيق أهدافك والسعي نحو النجاح

3. لا تستسلم عند الفشل:

يصعب علينا الحفاظ على طريقة تفكير إيجابية تساعدنا على النمو عندما نفشل في أمر ما؛ حيث تظهر المخاوف والشكوك؛ إلا أنَّ الأهداف التي نحققها في النهاية غالباً ما تأتي بعد العمل الجاد والفشل سوية.

لذا عليك بالنمو عبر التعلم من هذا الفشل، واعترف بما حصل وحلل ما يمكنك تحليله لتعرف مكامن الضعف؛ فانتبه إلى ما سار سيراً جيداً، وأين ارتكبت الأخطاء، وحدِّد الذي عليك تغييره في المرات القادمة.

في تلك السنة ألَّفتُ كتابي أخيراً؛ كما تعاقدت مع دار نشر، وحصل الكتاب على مراجعات إيجابية عدة عند نشره، حتى أنَّني فزت بجائزة عن الكتاب؛ إلا أنَّ طريقة تفكيري كانت عاملاً هاماً في هذه الرحلة؛ إذ عليك أن تؤمن بنفسك على الرغم من الصعاب، فأي هدف تريد تحقيقه سيكون بلا قيمة دون التزامك غير المشروط.

ربما تعبتَ من تحديد الأهداف والتخلي عنها؛ ولكنَّك لا زلت ترنو إلى شعور الرضا الناجم عن تحقيق هذه الأهداف، وبالفعل يوجد طريقة مختلفة لإنجاز الأمور، فكما الحال عند زراعة الحديقة، عليك أحياناً الحفر عميقاً قبل أن تستطيع تنميتها؛ لذا حدد أهدافك بوضوح، والتزم بالخطة التي تضعها، ولا تستسلم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة