3 طرائق لفهم الفشل والنجاح

لطالما بدت الحياة مُعقَّدةً بالنسبة إلي، فمن ناحية قارنت نفسي بمن حققوا نجاحاً باهراً في المجالات التي أحب، ومن ناحية أخرى لاحظت أنَّ أولئك غير راضين تماماً عن حياتهم، فكيفما نظرت إلى الأمر شعرت بأنَّني أجهل سر النجاح بينما يعلمه الآخرون بديهياً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "أوندر حسن" (ONDER HASSAN)، ويُحدِّثنا فيه عن المفاهيم الحقيقية للفشل والنجاح.

كلَّما عملت بجد زادت العقبات والإخفاقات التي واجهتها، وانتهى بي الأمر إلى الشعور بالإحباط من كلِّ شيء، فمهما حاولت لا أجد سوى الفشل، وبدأت بتجنُّب الفرص حولي والابتعاد عن الأصدقاء الذين بدا لي أنَّهم يحققون تقدماً سريعاً في حياتهم، ولم تكن حياتي على ما يرام وأردت تغيير ذلك بشدَّة.

تساءلت كثيراً في نفسي ما الذي يفعله هؤلاء الناس ليعيشوا حياة ناجحة؟ لكنَّني تفاديت الإجابة، وأدركت أنَّ سبب إحباطي في كثير من الأحيان كان تركيزي المفرط على تحقيق النجاح دون تقدير التفاصيل الصغيرة التي أحدثت فرقاً كبيراً في حياتي. 

جعلتني حقيقة أنَّ أشخاصاً ناجحين كثيرين غير راضين عن حياتهم أُعيد التفكير في ماهية النجاح والفشل، فهل كان هؤلاء الناس ناجحين حقاً؟ أم أنَّني وصفتهم بذلك بناء على تعريفي الخاص للنجاح؟

في الحقيقة النجاح هو مفهوم شخصي يختلف من شخص إلى آخر، فما قد يَعدُّه شخص ما نجاحاً قد يجده شخص آخر غير هام والنقيض صحيح؛ لذا يجب أن نفهم أنَّ الإحباط ومواجهة العقبات يعودان في المقام الأول إلى عامل واحد هام وهو: الاهتمام

من أهم الأشياء التي تعلمتها منذ بداية رحلتي هو أنَّه كلَّما زاد اهتمامي بالهدف أكثر، زاد خوفي من الفشل وعملت بجد أكثر، وكلما عملت بجد أكثر، زاد اهتمامي بالهدف، وهذا أوقعني في حلقة من القلق والإحباط المتزايد، وخشيت الفشل في تحقيق أهدافي لدرجة أنَّني سرعان ما شعرت بالإحباط حين لا أحرز تقدماً بالسرعة الكافية، ولقد علَّمني ذلك دروساً هامة وساعدني على فهم سبب نجاح الآخرين.

3 طرائق لفهم الفشل والنجاح:

إليك 3 طرائق لفهم الفشل والنجاح:

1. قانون اللامبالاة:

سرعان ما أدركت أنَّ الأشخاص الذين نجحوا في المجالات التي أحب لم يكونوا مكترثين للنتيجة النهائية وكانوا يمارسون نشاطاتهم بدافع المتعة، وأدركت أنَّ الطاقة والدافع للنجاح لا يأتيان من قوة الإرادة وحدها؛ إنَّما أيضاً من الشغف والمتعة اللتان لاحظتهما في حياة كلِّ شخص ناجحٍ التقيت به.

إقرأ أيضاً: فن اللامبالاة

2. بذل الجهد:

أيَّاً كان ما نفعله لن نشعر بأهميته ولن يكون مُرضياً تماماً بالنسبة إلينا ما لم نبذل الجهد اللازم لأجله، فبعض الأشخاص الناجحين الأكثر تعاسة في حياتهم نشؤوا في عائلات ناجحة جعلت الطريق أمامهم مُمهداً دون بذل أي مجهود شخصي، وجعلتني هذه الحقيقة أدرك أنَّ معظم الأشياء تفقد لذَّتها حين نحصل عليها بسهولة، وبعد أن فهمت ذلك جيداً، بدأت أنظر إلى الفشل والعقبات نظرة مختلفة تماماً.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات تضمن لك بداية رحلة النجاح.

3. الاستمتاع بالرحلة:

كنت شخصاً مختلفاً تماماً قبل تجربة الفشل والعقبات؛ فقد كنت هادئاً وخجولاً، وغالباً ما خشيت التحدث علناً خوفاً من انتقادات الآخرين وأحكامهم؛ لكنَّ مواجهة الفشل مراراً طوال السنوات الخمسة الماضية، منحني القوة للنمو والتحسُّن وتقديم أفضل ما لدي، وكلَّما خضت تجارب صعبة أكثر، أصبح الأمر أسهل بمرور الوقت، وأصبح الوصول إلى الهدف أقلَّ أهمية بالنسبة إلي مقارنة بالرحلة والنمو والتجارب التي خضتها في أثناء السعي إلى تحقيق هدفي.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات سحرية لتحقيق أهدافك

في الختام:

هل تعيش حياتك كما تريد؟ جميع النتائج التي ذكرتها سابقاً كانت خلاصة مقابلتي لأشخاص بدا أنَّهم يعيشون أسعد حياة، ليس لأنَّهم ناجحون؛ وإنَّما لأنَّهم يعيشون حياة تتماشى مباشرة مع مبادئهم وهويتهم، ولقد عانوا أيضاً العقبات؛ لكنَّهم لم يكترثوا لذلك على الإطلاق وعدُّوها جزءاً من الرحلة وجانباً طبيعياً من الحياة، وفي الحقيقة نحن من نحدِّد ما إن كانت العقبات تساعدنا أو تؤذينا، والأهم هو تحويل تركيزك بعيداً عنها من خلال النظر إلى حياتك نظرة مختلفة والبدء برؤيتها على أنَّها مغامرة.




مقالات مرتبطة