3 دروس لتقبُّل عدم الارتياح في العمل

أجبرتنا الجائحة والحركات الاجتماعية المتزايدة على الخروج من منطقة الراحة. في الواقع، أصبح تقبُّل عدم الارتياح الناجم عن كوني قائداً شاباً ومعرفة أنَّ وجهة نظري قاصرة هما سلاحيَّ السريَّين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب زاك إيبروين (Zack Eberwein)، والذي يُحدِّثنا فيه عن أهمية تقبُّل عدم الارتياح في العمل.

اعتراف: بصفتي مديراً تنفيذياً حديث العهد، أشعر بعدم الارتياح كوني ما أزال شاباً بعمر السادسة والعشرين وخبرتي محدودة أيضاً؛ لذلك أجد حرجاً في قيادة منظمة يزيد فيها متوسط أعمار أعضاء مجلس الإدارة والفريق التنفيذي على عمري بعقد أو عقدين، ولكن لا بأس في ذلك.

1. عدم الارتياح هو مؤشر رئيسٌ على النمو:

نحن شركة ناشئة نحاول إثبات جدارتنا في مجال البيع بالتجزئة في مكان يعود عمره إلى نصف قرن؛ لذلك نحن بحاجة إلى المخاطرة والاستعداد للخروج عن التقاليد؛ حيث يتطلب تحدي الوضع الراهن التعامل مع عدم اليقين الذي قد يسبب الإجهاد، ولكن قد يغيِّر أيضاً كلاً من الفرد والمؤسسة إلى الأفضل، أطلق علماء النفس على هذا المفهوم اسم النمو بعد الصدمة، وهو مصطلح يصف التحسين الذاتي الذي يمر به المرء بعد مواجهة تحديات الحياة، فقد تشعر بالإرهاق عند العمل خارج منطقة الراحة، ولكن من خلال التفكير الصحيح، يُمَهَّد لك طريق النمو.

واحدة من أفضل الطرائق التي تعلمتها للتخفيف من عدم الارتياح، هي التقدير والإشادة عندما ندخل إلى منطقة مجهولة، فمن المساعي الكبيرة مثل الانتقال إلى شركة تصنيع عالمية إلى الأهداف اليومية، أحرصُ على معرفة الوقت الذي يخرج فيه فريق أو فرد من منطقة الراحة لتحقيق هدف معين، مع الإشادة بالشجاعة اللازمة للدخول إلى منطقة جديدة، فنفسح المجال أيضاً لارتكاب الأخطاء في أثناء تقدُّمنا.

في كثير من الأحيان نحاول إخفاء أخطائنا عند حدوثها أو تجنُّبها، لا سيما في مكان العمل، وبذلك، نفقد فرصاً هامة للنمو والتعلم، عندما نتقبل الأخطاء ونُشيد بعملية التعلم منها، نحن نخلق بيئة صحية، والتي ثبت أنَّها تُسرِّع عملية الابتكار، وتمنحنا فوائدَ متنوعة وتساعد المنظمات على التكيف مع التغيير تكيُّفاً أفضل.

إقرأ أيضاً: لماذا يمكن أن يكون نمو ما بعد الصدمة أساس ازدهارك في عام 2021؟

2. إظهار الضعف يزيد ثقة الموظفين:

أرتكبُ الكثير من الأخطاء، وعندما أقع في خطأ ما، أحب مشاركة تجربتي والدروس التي تعلمت منها مع فريقي، قد يبدو الكشف عن عدم مثاليتك نقطة ضعف، خاصة عندما تكون قائداً شاباً مثلي، ولكن قد يكون فهم الأمر على نحو خاطئ أحد أفضل الطرائق لإضفاء طابع إنساني على نفسك وبناء الثقة مع موظفيك، فعندما تُظهر الضعف بصفتك قائداً، فإنَّك ترسل رسالة تفيد بأنَّك تُقدِّر التغذية الراجعة الصادقة وتمنح فريقك الإذن لتقديمها والقيام بالشيء نفسه، كما أنَّه يساعد على تحويل التركيز عن الخطأ نفسه إلى ما يحدث بعده، مما يوفر المزيد من الفرص لبناء التفكير النقدي والمرونة.

تؤدي المحادثة الصريحة عن المعوقات والفرص إلى أداء أفضل ونتائج أعظم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالثقة؛ لهذا السبب يتعاون الموظفون في المؤسسات التي تقدِّر الثقة على نحو أفضل ويبقون لفترة أطول ويعملون بنشاط أكبر.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد إظهار الضعف أقوى سلاح بيد رائد الأعمال؟

3. المعرفة المجتمعية تعطي نتائج أفضل:

بالحديث عن الطاقة، كانت والدتي تذكرني بألا أكون الشخص الأعلى صوتاً؛ لأنَّ ذلك كان من شيمي؛ حيث لم يكن لدي مانع من مشاركة آرائي، لكن بصفتي قائداً، تعلمت حجب المعلومات في بعض الأحيان؛ حيث تدفعنا غرائزنا إلى التحدث أولاً، وإقناع الآخرين، والتعبير عن آرائنا، إذا كنت قائداً عنيداً وتشغل منصباً رفيعاً، فإنَّك بمجرد أن تتحدث، تتغير طريقة تفكير الآخرين في مشكلة ما؛ لهذا السبب يحيط بالرؤساء والمديرين التنفيذيين رفيعي المستوى أُناسٌ لا يرفضون لهم طلباً، إنَّهم يخلقون انطباعاً بأنَّ معرفتهم غير محدودة؛ ولذلك لا يتحداهم فريقهم الداعم ولا يساهم في أفكار بديلة قد تؤدي إلى نتائج أفضل.

نعم، هناك ميزة للتسلسل الهرمي عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، لكنَّني أؤمن أيضاً بتوظيف أشخاص موهوبين أكثر مني في مجالاتهم، لنكن صادقين، في عمر 26 عاماً، من الحماقة أن أعتقد أنَّني أعرف أكثر من زميلي الذي يتمتع بخبرة 26 عاماً، بصفتي قائداً شاباً، إحدى أثمن المهارات التي طوَّرتُها هي القدرة على تسهيل المحادثات المفيدة التي تعزز المعرفة المجتمعية لفريقنا؛ من خلال عدم فرض رأي، غالباً ما أغادر المحادثات دون إضافة الكثير إلى محتوى المحادثة، لكنَّني أشعر أنَّنا لم نغفل أية نقطة.

يعود فضل ذلك في جزء منه إلى الأشخاص الرائعين الذين وظفناهم، وفي جزء آخر إلى تبنِّي ثقافة عدم الشعور بالارتياح التي تُحترم فيها الآراء التي لا تعكس آراءَكَ، وتلقَى آذاناً صاغية.

لقد علمتنا جائحة كورونا (COVID-19) والحركات الاجتماعية أهمية تحدي معتقداتنا والبحث عن وجهات نظر متنوعة، وذكَّرتنا أيضاً أنَّه في بعض الأحيان ليس لدينا خيار سوى الخروج من منطقة الراحة وتقبُّل جهلنا، قد يكون تقبُّل عدم الارتياح أداة قوية للتكيف والنمو، أداة تثير التحدي والحماسة في نفوس موظفيك للارتقاء بمستواهم الفردي والجماعي، تقبَّل نصيحتي أو لا تتقبلها، ففي النهاية، أنا لست سوى مدير تنفيذي حديث العهد.

المصدر




مقالات مرتبطة