3 خطواتٍ لمواصلة التعلم مدى الحياة

إنَّ تعلُّم شيء جديد ليس بالأمر السهل، فنحن غالباً ما نقنع بما نعرفه سابقاً، ونشعر بالخوف من الغوص في المجهول، سواء كنا نتعلَّم لغةً جديدة، أم نمارس رياضة جديدة، أم نتعرَّف إلى شريكٍ جديد.

لكن عند الاستعانة بالمصادر المناسبة يمكن لأيٍّ منَّا أن يتعلم شيئاً جديداً وألَّا يستسلم مرةً أخرى؛ وهذا ما يُسمَّى بالتغلب على "مرحلة انخفاض الدافع".



التغلب على "انخفاض الدافع":

يخبرنا المؤلف ورائد الأعمال ذائع الصيت "سيث غودين" (Seth Godin) في كتابه انخفاض الدافع (The Dip) متى يجب علينا أن نتخلى عن شيءٍ ما، ومتى علينا أن نواصل المحاولة، في كتابه عن الأسباب الأكثر شيوعاً التي تجعل معظم الناس يستسلمون قبل أن يبلغوا إمكاناتهم القصوى التي عليك التعرف إليها قبل أن تحدث لك أيضاً.

وفقاً لغودين هذه هي الأسباب الخمسة التي تمنعك من تعلم شيءٍ جديد:

  1. نفاد الوقت.
  2. نفاد المال.
  3. الشعور بالخوف.
  4. عدم الجدية.
  5. فقدان الاهتمام.

يمكنك تطبيق هذه الأسباب على بعض المواقف الشائعة، مثل تعلم لغة جديدة، أو مشروعك الخاص، أو الحفاظ على لياقتك، ففي أثناء تعلم المرء لشيء جديد فإنَّه يمر ببعض الأطوار، أهمها طور "الأزمة"، ويمكن أن تؤدي إلى واحدة من 3 نتائج:

  • الانسحاب.
  • تقبُّل الأزمة والتعايش معها مدة طويلة.
  • التعافي وإعادة بناء نفسك وإجراء بعض التغييرات، حتى تصل في النهاية إلى مستوى أعلى من المستوى الذي بدأت منه.

في أثناء رحلتنا التعليمية فإنَّ انخفاض الدافع هو مشكلةٌ سنواجهها باستمرار، ولكن كلما أسرعنا في الخروج من طور "الأزمة" إلى طور "التحول" تمكَّنا من صقل مهاراتنا وبلوغ إمكاناتٍ أعلى.

شاهد بالفيديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم

3 خطواتٍ للاحتفاظ بالمعلومات الجديدة التي تعلمتها:

1. إدراك أهمية العقلية الصحيحة:

إنَّ جميع المصادر والمهارات في العالم لا تكفي وحدها دون العقلية الصحيحة، فتتحدث "كارول دويك" (Carol Dweck) مؤلفة كتاب "العقلية" (Mindset) الأكثر مبيعاً عمَّا يُعرَف باسم عقلية النمو، ووفقاً لها يتحلى البشر عادةً بواحدة من عقليتين: عقلية النمو، أو العقلية الثابتة، وتميِّز الاثنين من بعضهما كما يأتي:

  • تفترض "العقلية الثابتة" أنَّ شخصيتنا وذكاءنا وقدرتنا الإبداعية هي معطيات ثابتة لا يمكننا تغييرها جذرياً على الإطلاق، والنجاح هو نتاج الذكاء المتأصل فينا، وهو تقييم لهذه المعطيات مقابل معيارٍ ثابت أيضاً، بحيث يصبح السعي إلى تحقيق النجاح وتجنُّب الفشل بأي ثمن مجرد وسيلة لتأكيد ذكائنا ومهارتنا.
  • بالمقابل فإنَّ عقلية النمو تقبل التحديات ولا تُعِدُّ الفشلَ دليلاً على قلة الذكاء؛ بل هو نقطة انطلاق وحافز للنمو وتعزيز قدراتنا الحالية.

إذا كنت تفكر في الانسحاب أو الاستسلام، فتذكر أنَّك تمر بعملية نمو، وأنَّ المصاعب هي جزءٌ من دربك نحو التفوق.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية عقلية النمو لتطوير الذات

2. اكتشاف طريقة التعلم المثلى:

كما لا يمكننا أن نتوقع من لاعب كرة سلة أن يكون بهلوانياً محترفاً، لا ينبغي أن نتوقع من الجميع أن يتعلموا بالطريقة نفسها، على سبيل المثال يتعلم بعضُنا بصورة أفضل من خلال الاستماع إلى التسجيلات الصوتية، في حين يشعر آخرون بمللٍ شديد إذا حاولوا التعلم بهذه الطريقة.

لقد أظهرت الدراسات أنَّ للتعلم سبعة أساليب أساسية:

  • التعلم البصري: إذ تفضل استخدام الصور والمعلومات المكانية.
  • التعلم السمعي: إذ تفضل استخدام الصوت والموسيقى.
  • التعلم اللفظي (اللغوي): إذ تفضل استخدام الكلمات، سواء من خلال الكلام أم الكتابة.
  • التعلم الجسدي (الحركي): إذ تفضل استخدام جسدك ويديك وإحساس اللمس.
  • التعلم المنطقي (الرياضي): إذ تفضل استخدام الحجة والمنطق واتباع نظم معينة.
  • الاجتماعي: إذ تفضل التعلم ضمن مجموعة أو مع أشخاص آخرين.
  • الانفرادي: إذ تفضل العمل وحدك وباستخدام أساليب الدراسة الذاتية.

قد لا تكون الطريقة التي تتعلم بها اليوم هي طريقتك المثالية للتعلم؛ لذا يجب عليك تجربة الأساليب المختلفة حتى تكتشف بنفسك، على سبيل المثال إذا كنت شخصاً بالغاً فقد أظهر بحثٌ شائقٌ أنَّ البالغين قد يكونون قادرين على تعلم اللغات مثل الأطفال، أو حتى أفضل، ويعتمد ذلك استخدامَ البالغ لطريقة التعلم المناسبة له، سواء اعتمد الحفظَ فقط أم حاول الانغماس في اللغة، إضافةً إلى قدرته على مواصلة التعلم.

إحدى التفسيرات الرئيسة لذلك هو أنَّ البالغين لديهم خبرة أكثر من الأطفال في فهم الطرائق الأفضل لتعلم شيء جديد، أما الأطفال فما زالوا يكتشفون ذلك فقط؛ لذا اكتشف طريقة التعلم الأفضل من خلال تذكُّر اللحظات التي حفظت فيها أكبر قدر من المعلومات في جلسة التعلم، إضافةً إلى تجربة أنماط تعلم جديدة.

إقرأ أيضاً: التعلم السلبي والتعلم النشط: أيهما أفضل؟

3. التعلم بالممارسة:

تذكَّر كيف تعلمت ركوب الدراجة أو السباحة أو لغتك الأولى، لقد تعلمت ذلك من خلال الممارسة، فكشفت دراسة أجراها المعهد الوطني لمختبرات التدريب (National Training Laboratories Institute) أنَّ الناس يتذكرون:

  • 5% المعلومات التي يتلقونها في أثناء المحاضرات (على سبيل المثال: المحاضرات الجامعية).
  • 10% من المعلومات التي يقرؤونها في الكتب والمقالات.
  • 20% من المعلومات الصوتية والمرئية (مثل التطبيقات ومقاطع الفيديو).
  • 30% من المعلومات التي يتلقونها في العروض التقديمية.
  • 50% من المعلومات التي يتعلمونها في المناقشات الجماعية.
  • 75% من المعلومات التي يتعلمونها بالممارسة.
  • 90% من المعلومات التي يطبقونها على الفور أو يعلموها للآخرين.

لذا امنح نفسك فرصةً للتعلم بسرعةٍ أكبر وتذكُّر مزيدٍ من المعلومات والمهارات من خلال الانغماس الكامل في النشاط الذي تتعلمه، بدلاً من اعتماد المعلومات النظرية فقط (مثل الكتب ومقاطع الفيديو والدورات التدريبية).

إذا كنت ترغب في تعلم اللغة الفرنسية فتحدث مع أشخاص فرنسيين آخرين أو ابحث عن مُدرِّس فرنسي، وإذا كنت تتعلم البرمجة فتعلمها من خلال إنشاء موقعك الإلكتروني الخاص، وهكذا دواليك.




مقالات مرتبطة