3 خطوات لمعرفة الخطوة التالية التي يجب اتخاذها

إنَّ البدء بأي شيء أمر سهل فعلاً؛ إذ يمكن لأيِّ شخص أن يصبح كاتباً، أو مصمماً، أو رساماً، أو رائدَ أعمالٍ، أو ما يريد، لكن لا يستمر إلَّا قليلٌ من الأشخاص فقط؛ على سبيل المثال يرغب معظم الأشخاص في بدء عمل تجاري، لكن ينصب التركيز كلُّه على البدء وتفشل معظم الأعمال التجارية بعد 5 سنوات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويقدم لنا فيه 3 خطوات لمعرفة الخطوة التالية التي يجب اتخاذها.

ينطبق الشيء نفسه على المهن الإبداعية؛ على سبيل المثال يبدأ الكُتَّاب الطموحون بقوة ويكتبون لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر، ثمَّ ينتقلون إلى مجال آخر يلفت انتباههم، ويقول معظم الخبراء والكُتَّاب في مجال التنمية الشخصية إنَّ أهم خطوة هي البدء، لكن بناءً على تجربتي وتجربة قرَّائي فإنَّ أهمَّ خطوة هي الاستمرار، وإليك رسالة بريد إلكتروني تلقيتها منذ فترة من أحد قرَّائي:

"مرحباً "داريوس" إنَّني أحب قراءة مدونتك؛ فقد قرأتها عندما كنت مصاباً بالاكتئاب وغَيَّرَت أفكاري ووجهةَ نظري بشأن حياتي والعالم، والآن أريد أن أصنع شيئاً للآخرين، لقد بدأت بخطوة صغيرة وكان الأمر سهلاً في البداية، لكن بعد ذلك شعرت أنَّني أفتقر إلى الإلهام، فكيف يمكنك الاستمرار إذا كنت لا تعرف ما هي الخطوة التالية التي يجب أن تتخذها؟".

إنَّه سؤال هام؛ فعدم معرفة الخطوة التالية هو تحدٍّ لا بد من أن يواجهه كلُّ شخص يرغب في الاستفادة من حياته، إليك 3 خطوات أقوم بها لمواجهة هذا التحدي:

1. التركيز على اليوم:

ينبع معظم القلق الذي نشعر به من عدم اليقين بشأن المستقبل، فقد تراودنا بعض الأسئلة مثل: "ماذا سيحدث غداً أو بعد عام من الآن؟"، وقد يكون من المخيف التفكير في ذلك إذا كانت أفكارك سلبية، وإنَّ الحالة الذهنية لها تأثير كبير فعلاً؛ على سبيل المثال يمكنني أن أخبرك لساعاتٍ أنَّ العالم لن ينتهي غداً، لكن إذا كنت في حالة ذهنية خاطئة فلن تصغي إلى الكلام الذي أقوله.

أفضل شيء يمكنك القيام به هو التركيز على خطوتك التالية، ولا أعني خطوتك الكبيرة التالية؛ بل ماذا ستفعل بعد أن تقرأ هذا الكلام؟

استفد من يومك، وانسَ الماضي والمستقبل، ربَّما أنت محق، وربَّما سينتهي العالم غداً، لكن هل تجد أنَّه لا بأس في إضاعة يومك على تفاهات لا يمكنك التحكم بها؟ بالطبع لا؛ لذلك افعل شيئاً في يومك، وانسَ ما تبقَّى.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهمية التخطيط في الحياة العملية

2. تحديد أهداف يمكنك التحكم بها:

عند تحديد أهداف لا يمكنك التحكم بها ستحسب أنَّها مستحيلة، إضافة إلى أنَّك ستتَّكل  على الآخرين دائماً لتحقيق نجاحك، لكن تذكر ألَّا تدع أحداً آخر يتحكم بما تفعله؛ فأنت حاكم نفسك؛ ولهذا السبب يجب أن تركز على الأشياء التي يمكنك التحكم بها؛ على سبيل المثال لا يمكنك التحكم بالمكافآت والفرص التي تحصل عليها، وعلى فَرَض أنَّ الناس لا يريدون توظيفك، فماذا في ذلك أيضاً؟

لا يمكنك التحكم بهم على أيَّة حال، وهذا ليس من شأنك؛ لذلك كل ما ينبغي لك فعله هو تحسين نفسك، وتحقيق أقصى استفادة من يومك، وأن تكون شخصاً صالحاً، وتفعل ما هو في مصلحتك.

فكر فيما يمكنك التحكم به؛ إنَّها أشياء قليلة جداً، أليس كذلك؟ إذاً فهذه الخطوة سهلة؛ فكل ما عليك فعله هو إحضار ورقة وكتابة أهدافك عليها، ثمَّ العمل عليها.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات لتكون حازماً في اتخاذ القرارات

3. التعديل عند الضرورة:

منذ فترة حاول "تيم فيريس" (Tim Ferriss) مؤلف كتاب "أربع ساعات عمل أسبوعياً" (The 4-Hour Workweek) تغيير أنموذج عمل مدونته الصوتية؛ فقد انتقل من التمويل القائم على الإعلانات إلى التمويل المعتمِد على المعجبين، وطلب من المستمعين المساهمة بمبلغ 10 دولارات شهرياً أو أكثر إذا أرادوا.

أعلن أنَّ مدة هذه التجربة هي ستة أشهر؛ لكنَّه لم يكملها إلى هذا الحد، وانسحب بعد ثلاثة أسابيع أو أربعة، وردَّ المساهمات إلى أصحابها، وعاد إلى الإعلانات على الفور، وقال: "يمكن للتجارب أن تسفر عن نتائج أسرع بكثير ممَّا كان متوقعاً في بعض الأحيان".

في بعض الأحيان قد نجرب شيئاً جديداً ثمَّ نكتشف على الفور أنَّ الأمر لم يسر وفقاً للخطة التي وضعناها؛ لذلك في هذه الحالات يجب ألَّا نخاف من اتخاذ قرارات جريئة.

يملك تيم الملايين من المستمعين ومع ذلك لم يكن خائفاً من تغيير أنموذج عمله أو من العودة إلى النظام القديم عندما علم أنَّ التغيير لم ينجح - فهذه هي الحياة - فلم يتوقف تيم عن إطلاق تدوينات صوتية؛ بل قام بالتعديل ببساطة، وفي كثير من الأحيان نحن نشعر أنَّنا في مأزق ونتدمر عند حدوث أمر كهذا، لكن لا ضير في إجراء بعض التعديلات.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب تجعل قوة الإرادة ضرورية لاتخاذ القرارات

في الختام:

استمر في التعديل حتَّى تجد ما يناسب حياتك المهنية وحياتك الخاصة؛ فالحياة والعمل مثل إنتاج أغنية، أخبرني منتجٌ موسيقيٌّ أعرفه بهذا الكلام عندما سألته عن عمليته الإبداعية: "إنَّني أبتكر لحناً، وأحوله إلى أغنية، وأستمر في التعديل حتَّى تصبح الأغنية أفضل"؛ لذلك استمر في التعديل، وعندما يبدو الأمر مناسباً، ستعرف ذلك على الفور.

المصدر




مقالات مرتبطة