3 خطوات للحد من شعور الوهم

هل ساورك الشك يوماً فيما إذا كان شخصٌ ما يحبِّك أم لا، أنت تظن بوجود صلة بينكما، ولكن ليس لديك معلومات كافية تثبت ذلك؛ فينتهي بك الأمر بالتحدث إليه ساعات طويلة وأنت تحاول تفسير ما تقوله عيناه وقصده من وراء كل سؤال، وعلى الرغم من أنَّك تُحسن الظن به فإنَّك لا تعرف ظنه بك، بصرف النظر عن تفسيرك للأمر فإنَّ احتمالية التوهم ما تزال قائمة.



إن انتابك مثل هذا الشعور فأنت لست وحدك؛ فنحن في كثير من الأحيان نفتقر إلى المعلومات الكافية للبت في أمر معين، من الطالب الذي يظن أنَّه مجتهد ثمَّ يكتشف أنَّ زملاءه قد تفوقوا عليه، إلى الموظف الذي يحسب أنَّه مثالي ثمَّ يكتشف أنَّ موظفاً آخر قد حصل على الترقية التي كان يظن بأحقيته بها؛ يبقى الوهم جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، غالباً ما يكون هذا الوهم مؤلماً ومن الأفضل معرفة الحقيقة.

إليك 3 خطوات للحد من شعور الوهم:

1. الحصول على مزيد من المعلومات:

في معظم الأوقات ينشأ الوهم لأنَّنا لا نملك المعلومات الكافية لمعرفة حقيقة الموقف، ويستحيل ألا تعرف نية الطرف الآخر إذا سألته صراحة عما إذا كان يحبك أم لا، ويستحيل كذلك أن تنخدع بمستواك في المدرسة إذا أجريت امتحاناً تدريبياً وبالكاد نجحت فيه، ولكن إذا لم تطرح ذاك السؤال الاستيضاحي أو لم تختبر مستواك الدراسي فلن تتخلص من حيرتك أبداً.

عندما يفكر علماء النفس في إجراء تجربة ما، فإنَّهم يحاولون عادةً ضم أكبر عدد ممكن من المشاركين؛ فكلما ازداد عدد المشاركين تضاءلت فرصة تأثير عامل الحظ في النتيجة؛ بمعنى آخر كلما ازدادت المعلومات المتوافرة لديك، ازدادت ثقتك في نتائجك.

فكر في المعلومات الجديدة التي ستفيدك، أو أجرِ اختباراً يحسم لك الأمر، أو انظر إلى المسألة بطريقة أخرى تكشف لك أشياء لم تكن تراها.

2. تغيير معتقداتك:

لنفترض أنَّك جمعت بعض المعلومات الإضافية، الخطوة التالية هي تفسيرها واتخاذ قرار بتغيير معتقداتك بناءً على تفسيرك.

لنفترض أنَّك جاليليو (Galileo) في القرن السابع عشر تنظر عبر المنظار نحو أقمار كوكب المشتري، حتى تلك اللحظة كل المعلومات المتوافرة لديك تجعلك تؤمن بأنَّ جميع الكواكب تدور حول الأرض؛ لكنَّك ترى أربعة كواكب تدور حول المشتري، يبدو أنَّ لديه أقمار؛ بناءً على هذه المعلومات الجديدة أنت مُجبَر على مواجهة معتقداتك القديمة، ربما القوة التي تجبر الأقمار على الدوران حول المشتري هي نفسها التي تجبر الأرض على الدوران حول الشمس.

مع أنَّ جاليليو كان لديه الشجاعة للثقة في المعلومات الجديدة التي اكتشفها ولتغيير معتقداته بناءً عليها، لا يبدو أنَّ هذا هو السلوك الطبيعي لمعظمنا، فنحن نحب التمسك بمعتقداتنا القديمة؛ فهي جزء منا، ويطلق علماء النفس على هذه الظاهرة اسم الانحياز التأكيدي (confirmation bias)؛ لهذا السبب من الضروري أن تفكر ملياً في تأثير المعلومات الجديدة التي اكتشفتها في معتقداتك.

إذا تضاربت المعلومات الجديدة مع معتقداتك السابقة؛ فكن صريحاً مع نفسك بشأن ما تعنيه المعلومات الجديدة بالنسبة إليك؟

إقرأ أيضاً: 3 طرق سهلة لتنمية الشجاعة

3. التكرار عند الضرورة:

في كل مرة تطبِّق هاتين الخطوتين أنت تقلِّل من فرص وقوعك في الوهم؛ لأنَّ درجة عدم اليقين تنخفض، والهدف هو الاستمرار في تكرار هاتين الخطوتين حتى تجمع بيانات كافية لتقليل مخاطر الوهم.

شاهد بالفيديو: 3 خطوات للحد من شعور الوهم

في الختام

رغم استحالة التخلص من عدم اليقين تماماً، لكن يمكننا الحد من شدته، فقد يكون من الصعب أحياناً تقبُّل الحقيقة، ولكن على الأمد الطويل يفسح لك التخلص من الوهم قدر الإمكان المجال للتطور والنمو.




مقالات مرتبطة