3 خطوات للتعامل مع المهام المملة

تنطوي كل وظيفة على درجة معيَّنة من المهام المتكرِّرة والرتيبة التي يمكن أن تكون مُملَّة ومُرهقة في كثير من الأحيان، ويخاف معظم الناس من القيام بمهام مثل ملء تقارير النفقات، ويفضِّلون عملاً أكثر إلهاماً وتحفيزاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "ماري كارلوماجنو" (Mary Carlomagno)، وتُحدِّثنا فيه عن 3 خطوات للتعامل مع المهام المُملَّة.

وبصفتي مُنظِّمة مهنية تُشجِّع الناس على إيجاد المتعة في ترتيب مكاتبهم وتقويماتهم وخزائن الملفات، فأنا على دراية كبيرة بالتفكير الكامن وراء العمل الرتيب، وغالباً ما يندرج عملي بصفتي مُنظِّمة ضمن هذه الفئة، لكنِّي لا أشعر بالإهانة، لأنَّني أعلم أنَّ 99% من هذا الأمر نفسي؛ أي نابع من استخفافك بهذه المهام بدلاً من إنجازها؛ إذ توجد ثلاث عقبات عاطفية رئيسة تقف في طريقنا من خلال القيام بالعمل المُمل، وهي:

  1. كيف نشعر حيال ما نقوم به، الأمر الذي يؤدي إلى تعكير مزاجنا.
  2. نحن ننتظر حتى تبدأ الظروف المثالية، مثل أن تكون في حالة مزاجية جيدة أو الوقت المناسب من اليوم للمشاركة في مهام معيَّنة.
  3. أكبر عقبة نواجهها هي المُماطلة، والتي بحكم تعريفها هي اختيار مهمة أكثر إمتاعاً بدلاً من المهمة التي لدينا.

إليك 3 خطوات للتعامل مع المهام المملة:

1. تغيير طريقة تفكيرك:

يجب علينا التخلُّص من التفكير عاطفياً بهذه المهام من خلال تغيير تسميتها من مهام رتيبة إلى مهام ضرورية، فهذه الوظائف الصغيرة هي وظائف ضرورية في مجموعة عملك، وكما قال المُمثِّل والكاتب المسرحي الشهير "كونستانتين ستانيسلافسكي" (Constantin Stanislavski) ذات مرة: "لا توجد أدوار صغيرة، بل ممثلون صغار"، وكان يقصد تشجيع مُمثِّليه على الاستثمار في الدور الذي حصلوا عليه، بصرف النظر عن مقدار السطور أو الوقت على المسرح.

نظراً لأنَّ تصوُّرنا هو أنَّ هذه الوظائف صغيرة أو سيئة في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال مُهينة أو مُملَّة، نكره هذه النوعية من المهام، فعندما تقلِّل من أهمية العمل منذ البداية، تسيطر هذه الأفكار على عواطفك.

قد تتمثَّل الخطوة الأولى في التخلُّص من هذه العواطف في الاندماج فيها؛ لقد غيرنا ديكور المطبخ في الفترة الأخيرة، وركَّبنا خزائن جديدة، وكان النجار يأتي يومياً لتركيبها يدوياً، ولقد تعجبت ليس من براعته الحرفية فحسب، بل من قدرته على أداء المهام المتكررة؛ إذ لم يشكِّك فيما كان يفعله ولم يُعطه بعداً عاطفياً، لقد صنع خزانات جميلة تدريجياً، وبفضل هذه الخطوات اليومية البسيطة حصلنا على خزائن في غاية الروعة، فلقد فهم أنَّ كل مهمة مبنية على التالية، وكلها تساهم بالتساوي في المنتج النهائي.

شاهد بالفديو: 6 خطوات لإنجاز أيّ شيء تريده

 

2. التوقف عن الانتظار:

العقبة الثانية التي يواجهها الناس هي أنَّهم ينتظرون الحالة المثالية للبدء بهذه الوظائف، وخداع أنفسهم في التفكير في أنَّ ثمة وقتاً مناسباً من اليوم، أو مزاجاً معيَّناً يحتاجون إليه قبل أن يتمكَّنوا من البدء.

لذا أعِدَّ جدولك اليومي بأفضل الأوقات للبدء بإنجاز هذا النوع من العمل، فإذا كنت تعمل بصورة جيدة في الصباح، فخذ الجزء الأول من اليوم للقيام بهذه المهام غير المرغوب فيها، وسيعطيك هذا أيضاً إحساساً مبكِّراً بالإنجاز، والذي يستمر طوال اليوم.

ضع في الحسبان ضبط عدَّاد الوقت لمدة 15 دقيقة بدايةً، وكلما تحسَّنت في التركيز، يمكنك تمديد الوقت، وسيعطيك هذا فكرة عن المدة التي ستستغرقها لإنجاز هذه المهام، وقد تجد أنَّ 15 دقيقة يومياً تساعدك على إنجاز كل ما تحتاج إليه في أسبوع واحد.

إقرأ أيضاً: 5 ممارسات لوضع جدول أعمال ينظم أنشطة اليوم

3. الالتزام:

لا يتطلَّب الأمر الكثير لتشتيتنا عن عملنا؛ إذ يمكن لشيء بسيط، مثل رسالة نصية، أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن يتسبَّب في تأجيل العمل، وهنا يحلُّ التسويف فجأة محل التفكير العاطفي.

يقول الخبراء في المماطلة إنَّ هذا التأخير في المهام لا يساعدك كثيراً، فإنَّه يؤجل فقط ما لا مفرَّ منه؛ لذا أليس من الأفضل إنجاز المهمة التي لا تحبها لتتخلَّص منها؟ يمكن حل عادات التسويف من خلال نظام المكافأة البسيط، فإذا أعددتَ خطة لترتيب الملفات في مكتبك على مدار أسبوع، فكافئ نفسك بحلول نهاية الأسبوع بشيء يتناسب مع الهدف الذي حُقِّق، ولا أقصد حجز رحلة ذات تكلفة باهظة، فبدلاً من ذلك كافئ نفسك بوجبة طعام تحبها، سيؤدي نظام العمل والمكافأة هذا إلى الوصول إلى هدفك بسرعة، وسيجعل العمل أيضاً أكثر إمتاعاً.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات تساعدك على الالتزام بتنفيذ أعمالك ومهامك

في الختام:

من خلال هذه التحولات البسيطة في طريقة تفكيرنا وشعورنا بما هو ضروري، يمكننا أن نكون أكثر إنتاجية.

المصدر




مقالات مرتبطة