3 خطوات لتثبيط إفراز الأدرينالين والحفاظ على هدوئك

تخيَّل شخصاً خجولاً لا يحب التحدُّث بصوت عالٍ، لا سيَّما إذا كان كثير من الناس حوله؛ لذا إذا تحدث هذا الشخص أمام جمعٍ كبير من الناس فمن المحتمل أن يشعر بخوف شديد؛ مما يسبب له توتراً شديداً، وتسرُّعاً في ضربات قلبه وما إلى ذلك.



الأدرينالين (Adrenaline) هو الهرمون المسؤول عن استجابة الكر أو الفر، وهو ما يتسبب في حدوث هذه الأعراض الفيزيولوجية في أوقات التوتر، ويهيئ جسمك لمواجهة الخطر والمواقف المفاجئة، إضافة إلى ذلك فإنَّ الأدرينالين يعزز وعيك، ويزيد من مستويات الطاقة لديك إلى حدٍّ كبير؛ ممَّا يؤدي إلى القلق والتوتر.

ربما عشت هذا الشعور من قبل، وعندها ستعلم كم هو شعورٌ مزعج، وفي الواقع قد يُدمِّر الأدرينالين أداءك؛ لذلك يمكن القول نظرياً أنَّك إذا تعلمت كيفية التحكم بمستويات الأدرينالين لديك، فستتمكن من مواجهة هذه المواقف بسهولة أكبر، ومن ثمَّ تحقيق نتائج أفضل في أي مجال من مجالات حياتك.

على الرغم من أنَّ هذا كله قد يبدو صعباً إلا أنَّه في الواقع سهل جداً، فاطَّلع أدناه على 3 خطوات بسيطة تُمكِّنك من التحكم بمستويات الأدرينالين لديك، واجعلها جزءاً من نمط حياتك، وستصبح أكثر هدوءاً على الفو:

أولاً: ممارسة تقنيات الاسترخاء

توجد عدة تقنيات للاسترخاء طُوِّرت خصوصاً لتقليل مستويات التوتر، ويعتمد معظمُها علاجَ الأعراض الشائعة لارتفاع الأدرينالين، هذه التقنيات بسيطة وسهلة التعلم وفعالةٌ جداً، وإضافةً إلى ذلك فهي مصممة ليظهر تأثيرها فوراً، وعندما تتقن هذه التقنيات - وهو أمر سهل حقاً - يمكنك الوصول إلى حالة من الاسترخاء في أي موقف عصيب.

مع أخذ هذا كله في الحسبان ستجد أنَّ هذه التمرينات وسيلةٌ رائعة لتقليل التوتر، فتعرَّف إذاً إلى أفضل ثلاث تقنيات استرخاء وكيفية أدائها:

1. التنفس العميق:

في أوقات التوتر من الأفضل أن تأخذ استراحة قصيرة وأن تبدأ بالتنفس ببطء، تنفَّس من خلال أنفك ودع الهواء يملأ بطنك، وحاول أن تشعر بأنَّ الهواء يندفع عبر جسمك وحافظ على معدل تنفُّس ثابت، لكن لا تفكر كثيراً في المدة التي يجب أن يستغرقها الشهيق أو الزفير؛ لأنَّ هذا قد يشتت انتباهك، ركز فقط على التنفس بعمق، فإنَّ التنفس بهذه الطريقة يمنع الارتفاع المفاجئ للأدرينالين ويخفض ضغط الدم ويبطئ معدل ضربات القلب.

2. الحضور الذهني:

توقف لحظةً عما تفعله كي تركز على كل ما يحيط بك، وانتبه إلى تفاصيل محيطك، واتَّبع بدقةٍ جميع الحركات التي تلاحظها، بعد ذلك ركِّز على ما يشعر به جسمك من خلال الانتباه إلى جميع حواسك، واستمتع بكل شيء من حولك وتذكَّر أنَّك مجرد لَبِنة صغيرة من هذا الكون الهائل؛ فعندما تصل إلى هذه الحالة سيتراجع التوتر حتماً.

شاهد بالفيديو: 6 طرق يستخدمها الشخص الناجح للتخلّص من التوتر

3. استرخاء العضلات التدريجي:

تمهَّل للتركيز على الفرق بين الاسترخاء والتوتر، شد وأرخِ ببطء عدة مجموعات عضلية مراراً وتكراراً حتى تشعر أنَّ جسمك يتحرر من التوتر، وسيساعدك هذا على التركيز على الأحاسيس الجسدية ويشتت انتباهك عن الأفكار التي تسبب لك التوتر.

ثانياً: تحويل الانتباه

إنَّها طريقةٌ فريدةٌ لتقليل إفراز الأدرينالين، وهي مستوحاة من تقنيات التنويم المغناطيسي، إنَّها آلية معقدة بعض الشيء؛ لكنَّها تتصل بخداع عقلك الباطن حتى تظل هادئاً.

أول خطوةٍ هي العثور على شيء يُذكِّرك بذكريات طيبة؛ كشيء اعتدت اللعب به في طفولتك أو أداة تساعدك على التغلب على الأوقات الصعبة في الماضي، عندما تجد شيئاً مريحاً ويحرك عواطفك عليك ربطه بذكرياتك على نحوٍ صحيح، للقيام بذلك عليك اللعب به أو استخدامه تماماً كما استخدمته في الماضي.

بعد أن ربطت هذا الشيء بشعور معينٍ حان وقت التطبيق على أرض الواقع، فعليك أن تحمل هذا الشيء معك، وإذا حدث موقف مرهق فاقبض عليه بإحكام، بالطبع إذا كان الجسم الذي اخترته كبيراً جداً فلن تتمكن من حمله؛ ففي هذه الحالة يكفي أن تُفكِّر فيه فقط.

إذا نفَّذت ذلك على نحو صحيح ستشعر بهدوء أكبر في المواقف العصيبة كالعروض التقديمية أو مقابلات التوظيف.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من التوتر قبل إلقاء عرض تقديمي؟

ثالثاً: تناوُل المكملات الحاوية على المغنيسيوم

فوائد هذه الطريقة ليست فورية؛ لكنَّها أفضل طريقة لمنع الارتفاع المفاجئ في الأدرينالين؛ ممَّا يسمح لك بالحفاظ على هدوئك في أثناء المواقف العصيبة، وللأسف إنَّها أيضاً إحدى أكثر الأساليب التي نستخف بها.

لقد ثبت أنَّ المغنيسيوم يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول (Cortisol) إلى حدٍّ كبير، ولا يخفى على أحدٍ أنَّ الكورتيزول مُضِرٌّ جداً بالجسم، إلى جانب الأدرينالين نفسه؛ فإنَّ الكورتيزول أسوأ هرمون على الإطلاق إذا ارتفع مستواه كثيراً؛ لأنَّه يؤدي إلى توترٍ كبير، لذلك فإنَّ منع الإنتاج المفرط للكورتيزول سيعزز شعورك بالاسترخاء.

إقرأ أيضاً: 7 طرائق يستنزف بها القلق طاقتك

إضافةً إلى ذلك عندما ينتج جسمك كميات أقل من الكورتيزول في المواقف العصيبة، فإنَّ ذلك يُخفِّف أيضاً من الأعراض العصبية الشديدة الناجمة عن زيادة إفراز الأدرينالين؛ ممَّا يحافظ أيضاً على هدوئك.

لحسن الحظ يمكنك بسهولة العثور على المكملات الحاوية على المغنيسيوم عبر الإنترنت أو في أي صيدلية.




مقالات مرتبطة