3 تحيزات معرفية تؤثر في قراراتنا اليومية

يتساءل الكثير من الناس كيف اتخذت حياتهم منحىً نحو الأفضل أو الأسوأ رغم تجاهلهم عقليتهم الخاصة؛ إلا أنَّ هناك العديد من المفاهيم التي تُجيب عن ذلك، والتي غالباً ما يعدُّها الناس مجرد وهم، بما فيها: قا3نون الجذب.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدَوِّنَة "كالين ديجز" (Kallen Diggs)، والتي تحدثنا فيه عن تجربتها الشخصية في استخدام التحيزات المعرفية للقرارات اليومية.

إنَّنا نواجه كمجتمعٍ تحدياتٍ تشكل تحيزاتنا المعرفية، والتي تؤثِّر بدورها في قراراتنا اليومية؛ لكنَّنا بدأنا -بعد سنواتٍ من اتخاذ القرارات- نفهمُ بشكلٍ أفضل كيف أصبحت حياتنا على ما هي عليه اليوم.

فيما يأتي ثلاثة تحيزات معرفية تؤثر في قراراتنا اليومية:

1. لا أستطيعُ فعل ذلك:

لقد أمضيت الثلاثين عاماً الأخيرة من حياتي في القيام بأشياءَ لا يستطيعُ الآخرون القيامُ بها، أو حتَّى لا يريدون القيام بها؛ وغالباً ما اعتمدت نجاحاتي على آراءِ الأشخاص الذين أخبروني أنَّه لا يمكنني القيام بذلك.

يقول "شاك بلاكمان" (Chuck Black Man)، وهو رائدُ أعمالٍ ومؤلِّف كتاب "كسب المال يقتُل عملك" (Making Money Is Killing Your Business): "قيلَ لي أنَّني لن أستطيع بناء شركة تطوير مواقع الإلكترونية التي أطمحُ لها؛ وها أنا قد أنشأت وصمَّمت مواقع شركات مثل مايكروسوفت (Microsoft) وصَن مايكروسيستيمز (Sun Microsystems)".

لسوءِ الحظ، يقع الكثير من الناس ضحية الاعتقاد بأنَّهم لا يستطيعون فعل شيء، وذلك بناءً على ما يُخبرهم به أناسٌ يقدرونهم ويجلونهم؛ لكن هناك أمثلةٌ لا حصرَ لها لأشخاص -مثل بلاكمان- استثمروا هذه الأفكار وحولوها إلى قصص نجاحٍ متميزة، على الرغم من معارضة الآخرين لهم.

يجب ألَّا تستلم لهذه الآراء، وتسعى إلى إثبات أنَّها خاطئة؛ فالنجاحُ رحلةٌ من ألف ميل تبدأ بخطوة.

لطالما أردتُ في سنوات شبابي أن أكونَ مؤلِّفةً عالميةً مشهورةً، وقد استغرقَ الأمرُ منِّي عدة سنواتٍ حتى أدركتُ أنَّه يجب عليَّ الإيمان بالشيء أولاً إذا أردتُ الاستفادة منه؛ فقد كان عليَّ الإيمان أولاً بأنَّني يمكن أن أصبحَ مؤلِّفةً عالمية، قبل أن أصبح مؤلِّفةً حتى؛ وها أنا ذا مؤلِّفة الكتبِ الأكثرَ مبيعاً في ثلاثة بلدانٍ هذا العام، ويعدُّ هذا علامةً فارقةً في حياتي.

إقرأ أيضاً: الخطوات الخمس الأولى على طريق النجاح

2. لا أحتاجُ مساعدة أحد:

"تتوقفُ سعادتنا أو تعاستنا على نوعية علاقاتنا" - سكوت كرابتري ( Scott Crabtree)، مؤسِّس ورئيس قسم السعادة في علم الدماغ السعيد (Happy Brain Science).

هناك الكثيرُ من الناس الذين يؤكدون على استقلاليتهم، وأنا معجبةٌ شخصياً بالشخص المستقل؛ ولكن، تكمنُ المشكلةُ في استخدامِ الاستقلالية في كونها وهمٌ لغرور الشخص؛ فصحيحٌ أنَّها أفضل بالتأكيد من الاتكالية والاعتماد على الآخرين، إلَّا أنَّ التعاون المتبادل أفضلُ من كليهما.

لا يوجد أيُّ مشكلةٍ في طلبِ المساعدة، فعادةً ما يؤدِّي طلبُ المساعدة من الآخرين إلى تعلُّمِ شيءٍ تسعى إليه في الحياة، دونَ أن يجعلك ذلك أقل استقلالية.

يؤكدُ "ستيفن كوفي" (Stephen Covey) -مؤلِّفُ كتاب نيويورك تايمز الأكثر مبيعاً "7 عاداتٍ للأشخاص الأكثر فعالية" (Author of the NY Times Bestseller, 7 Habits of Highly Effective People)- أنَّنا نعملُ بشكلٍ أفضلَ عندما ندركُ أهميةَ التعاون ونسعى إلى العمل من خلاله.

ليس هنالك شخصٌ كامل، ويمتلك جميعنا نقاط ضعف؛ لذا، لِمَ لا نسمحُ لشخصٍ قويٍّ بمساعدتنا في تقوية مواطن ضعفنا؟

إقرأ أيضاً: هل تملك عقلية الندرة أم الوفرة أم النفرة؟!

3. ليس لديَّ أيُّ هدف:

يقول "أوبري ماركوس" (Aubrey Marcus)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أونيت (Onnit): "عليك أن تقرِّرَ مَهمَّتك في الحياة، فذلك بمثابة خارطة طريقٍ لك. اسأل نفسكَ عن نوع التأثير الذي تريد أن تُحدِثَه في هذا العالم، وكن واضحاً بشأنِ هذا الأمرِ؛ فإذا كانت مَهمَّتك غامضة، فسيكونُ الأمرُ صعباً للغاية".

يمكنُ للناس تقديمُ حججٍ مختلفةٍ حولَ نشأة الحياة على كوكبنا؛ ومع ذلك، أعتقدُ أنَّ أغلبَ الناس يشتركون بفكرةِ أنَّنا سنعيشُ مرةً واحدةً فقط؛ لذلك آملُ أن تواكبَ الحياة، لأنَّها ستستمرُّ في المضيِّ قدماً، بكَ أو بدونك.

يعدُّ كلٌّ من "واين داير" (Wayne Dyer) و"ستيفن كوفي" (Stephen Covey) مثالاً للقدوةِ المُلهمةِ التي تركت لنا إرثاً عظيماً، وهدفي هو تركُ مثل هذا الإرث؛ لذا ساعدتُ أكثرَ من 2000 شخصٍ على تحقيق آمالهم منذ الركود الاقتصادي في سنة 2007-2008، ولا تزال رسالتي هي نفسها.

بإمكانك أنت أيضاً ترك إرثٍ عظيمٍ، وبلوغ أهدافك، وتحقيق النجاح؛ لكن تذكَّر أولاً: "النجاحُ ليس متاحاً للأغلبية؛ ذلك لأنَّ الأغلبية لا يسعونَ إليه"؛ لذا اسعَ إليه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة