3 افتراضات تساعد في تربية الأبناء

تُعَدُّ تربية الأبناء في مختلف المراحل العمرية من أكبر التحديات العاطفية التي يمر بها معظم الناس، ويغلب عليها كفاح يومي لتحفيز نفسك وأطفالك، وأحياناً تحفيز شريكك أيضاً؛ وذلك بسبب محاولاتك لجعل أطفالك يخلدون إلى النوم في الموعد المحدد، والاستيقاظ في الوقت المحدد، والاستعداد للمدرسة، وتناول الخضراوات، وارتداء ملابسهم، والاستحمام، وتأدية واجباتهم المدرسية، وركوب الحافلة، وترك الهاتف المحمول جانباً، وأمور أخرى لا حصر لها.



أضِف إلى ذلك ميل الطفل إلى العناد والرفض وتحدي صبر الوالدين، الذي يُعَدُّ سبباً قوياً لحدوث اضطرابات ذهنية مزمنة لأحد الأبوين، وكونك أباً أو أماً؛ يعني ذلك أن تحظى بمكافآتٍ كمعانقة أطفالك، والاستماع لضحكاتهم ولعبارات مثل "أحبك أمي" أو "أحبك أبي" تخرج منهم بعفويةٍ من وقتٍ إلى آخر، وكلها أمور تجعل يومك مرهقاً للغاية عاطفياً وعقلياً وجسدياً.

يقع الكثير من الآباء في هذه المرحلة في الفخ، ويبنون سلسلة من الافتراضات تقلل من كفاءَتهم بصفتهم آباء، وتتضمن بعض هذه الافتراضات شيئاً من قبيل: "يجب أن تكون وطفلك على نفس الدرجة من المعرفة"، و"يجب أن يحترمك وينفذ ما تقوله"، و"من الخطأ أن يتساءل الطفل عن ماهية الأشياء"، وأكثرها شيوعاً "لقد منحتهم الحياة وربَّيتهم؛ لذا عليهم احترامك وتقديرك والالتزام بأوامرك".

غالباً ما تؤدي هذه الافتراضات إلى ضعف في مهارات التواصل وبناء آمال غير واقعية وتفاقم في حالة الصراع، في حين توجد عدة طرائق لإعادة صياغة أفكارك ووضع افتراضات أكثر فاعلية؛ وهذه ثلاثة افتراضات جديرة بالاهتمام ووليدة تجربة في مجال العلاج الأُسَري:

الافتراض الأول: "ما من طفلٍ أبداً - ومنهم طفلك - له حرية اختيار حياته"

مهما كانت حياة الطفل مليئة بالنِّعم أو التحديات، فإنَّ افتقاره إلى حرية اختيار وجوده في هذه الحياة أمر لا يجب تجاهله، وفي الحالات التي تتضمَّن وجود شخصين راشدين ومثقفين قرَّرا أن يصبحا والدين برضى الطرفين، فإنَّ هذا كان خيارهما بتهيئة الظروف لقدومه للحياة؛ لذلك، فإنَّ كل ما يصاحب تربية الطفل حتى مرحلة البلوغ، اختيرَ بكامل رضى الوالدين البالغين وليس للطفل خيار فيه.

شاهد بالفديو: 18 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة

الافتراض الثاني: "أطفالك لا يدينون لك بالاحترام أو بعلاقة ناجحة"

العلاقة الناجحة مع أطفالك والنابعة عن الاحترام المُتبادل ليست من المسلمات يلاحظ الأطفال جيداً وفي سنٍّ مبكرة ما إذا كان آباؤهم ثابتين على مبادئهم أم لا، كما يبدؤون بتنمية قدراتهم على تقييم الجانب الأخلاقي لأفعالك؛ إذ إنَّ امتلاك القدرة على ملاحظة مقدار ثباتك على مبادئك وحسن أخلاقك بصفتك منتوراً لهم، مسألة جوهرية لبناء علاقة أساسها الاحترام، وإذا طلبتَ من أطفالك ضبط تقلبات مزاجهم والضغوطات اليومية التي يواجهونها بحكمة، فهو أمر عليك القيام به أنت أيضاً؛ إذ لا يتم تنشئة جميع الآباء ليكونوا مقرَّبين من أطفالهم، إلَّا أنَّ العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل تتطلَّب هذا بالأساس، مع بذل مجهود كبير للحفاظ عليها.

إقرأ أيضاً: 23 قول وحكمة عن أهمية الاحترام

الافتراض الثالث: "أنا بشر وأولادي بشر أيضاً؛ لذا إنَّ تربية الأبناء هي مسعى مشترك بين البشر وليس بين الوالدين والطفل"

وهذا يعني أنَّ نفس المهارات والغرائز التي تساعدك على إدارة علاقاتك الوثيقة مع أصدقائك وعائلتك وغيرهم من الأشخاص الهامين في حياتك، لها نفس الفائدة مع طفلك كذلك.

وسواء كان لديك طفل بعمر الـ 5 سنوات أم كان شاباً؛ انظر إلى الصعوبات التي يمر بها على أنَّها تشابه تلك التي يواجهها معظم البشر، تماماً كما لو جاء إليك صديقك المقرَّب يشكو ضغوطات حياته، ثم حاول التعامل معها كما تفعل عادةً بتقديم التعاطف والدعم، وبالصبر والتوجيه المتَّسم بالاحترام "إذا لزم الأمر"، وغالباً ما يكون هذا أكثر قيمة وفاعلية عندما يكون نابعاً عن دورك بصفتك أحد الأبوين، وأكثر من كونه نابعاً عن دور سلطوي.

توجد العديد من الفروقات الدقيقة الأخرى المرتبطة بالافتراضات المذكورة، وغيرها من الافتراضات المتعلقة بتربية الأبناء؛ وذلك نظراً لأنَّ تربية أفراد فاعلين مهمة معقدة للغاية، وقد تم التطرُّق إلى هذه الافتراضات؛ وذلك لأنَّها ذات صلة وثيقة بتجارب العديد من العائلات، ولها تأثير كبير في أولئك الذين يكافحون من أجل تحقيق تواصل ناجح وتأدية دورهم مع أطفالهم أو آبائهم على أكمل وجه.

المصدر




مقالات مرتبطة