3 استراتيجيات للحفاظ على الدافع عند العمل عن بُعد

إن كنَّا قد تعلَّمنا شيئاً من الجائحة فهو أنَّ العمل عن بُعد تحوَّل من وضع مؤقت فرضته ظروف الإغلاق إلى وضع دائم يحاول الجميع التأقلم معه، للعمل عن بُعد مكاسب كبيرة ومن ذلك المرونة وزيادة الإنتاجية، إلا أنَّه يأتي مع تحدياته الخاصة؛ إذ يتمثَّل أحدها بكيفية إيجاد العمال الحافز الذي يدفعهم إلى العمل.



يأتي هذا التحدي بسبب عدم وجود زملاء عمل يعملون جنباً إلى جنب أو العمل في بيئة بها مشتتات لا تنتهي؛ إذ يحتاج العاملون عن بُعد إلى استراتيجية للحفاظ على حافزهم عند مستوى الذروة من أجل تقديم نتائج عالية الجودة.

إليك 3 استراتيجيات للحفاظ على الدافع عند العمل عن بُعد:

1. تأسيس بيئة عمل منظمة:

لا أحد يستطيع العمل بفاعلية في نظام المنزل المعتاد، وهذا هو السبب وراء فكرة المكاتب في المقام الأول؛ إذ يكاد يكون من المستحيل الحفاظ على التركيز عند العمل من سريرك أو الأريكة مع تلفزيون أمامك وثلاجة مليئة بالوجبات الخفيفة على بعد خطوات قليلة.

إنَّ الراحة الكبيرة التي تحصل عليها من مثل هذه البيئة هي نقيض للحافز الذي تحتاج إليه للعمل، ناهيك عن حقيقة أنَّها غير صحية أيضاً؛ لذا ابذل جهداً لإنشاء نظام أو بيئة شبيهة للمكتب في منزلك، واحصل على جميع الأدوات والمعدات اللازمة، ومن ذلك الأثاث المريح الذي يعزز صحتك، كما يمكنك أيضاً تزيين مساحتك الخاصة بالعمل بعبارات وتصميمات تحفيزية لإثارة حماستك.

ينبغي ألا يقتصر هذا النظام على مكان العمل؛ بل يجب أن يشمل الوقت أيضاً؛ لذا خصص فترات زمنية للعمل المركَّز؛ فالبشر مخلوقات تتبع العادات، وأنشئ روتيناً وستجد قريباً أنَّ عقلك يتبعه تماماً، وإذا كان لديك عائلة أو زملاء في السكن فأبلغهم بجدولك الزمني كي لا يشتتوا انتباهك في أثناء العمل.

إضافة إلى ذلك فأنت لست مضطراً إلى العمل من المنزل خاصة إذا كان لديك مشتتات لا يمكنك التعامل معها، ويمكنك دائماً استخدام مساحة عمل مشتركة.

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

2. التخطيط للعمل:

يُحفَّز البشر من خلال التقدم الذي يحرزونه، فمع كل هدف نحققه نشعر بالدافع لتحقيق أهداف أكثر وأصعب؛ إذ يمكنك الاستفادة من هذا لتكون منتجاً من خلال التخطيط لعملك وتحديد أهداف صغيرة تدفعك نحو أهداف أكبر.

بالنسبة إلى المشاريع الكبيرة فمن المفيد تقسيمها إلى أجزاء أصغر حتى لا تشعر بالإرهاق في أثناء إنجازها، وإنَّ الشعور بأنَّك تحرز تقدماً بالفعل يعزز مزاجك ويدفعك إلى فعل المزيد.

لا يهم حقاً متى تقوم بالتخطيط ليومك، سواء في الصباح أم في الليلة السابقة، فإنَّ وضع مخططك اليومي في الصباح يضعك في المزاج المناسب للعمل، وبالمثل، يساعدك التخطيط في الليلة السابقة على بدء اليوم التالي بوضوح تام.

يمكنك إضافةً إلى تحديد أهدافك، بناء نظام قائم على المكافأة يجعل العمل أكثر حماسة وليس مجرد عمل روتيني، على سبيل المثال: كافئ نفسك بمشاهدة برنامجك المفضل عندما تكمل مشروعاً كبيراً، وإنَّ توقع الحصول على جائزة لإكمال المهام يسهم كثيراً في تحفيزك.

3. جدولة فترات استراحة في برنامجك اليومي:

أحد التحديات الرئيسة التي يواجهها العاملون عن بُعد هو العمل أكثر من اللازم، وربما تتساءل عما إذا كان هذا دليلاً على التحفيز والإنتاجية، في الحقيقة إنَّه ليس كذلك.

أظهرت دراسة أُجريت عام 2014 أنَّ الأشخاص الذين عملوا 70 ساعة في الأسبوع، لم يكونوا أكثر إنتاجية من زملائهم الذين يعملون 56 ساعة فقط في الأسبوع، ويمكن أن يؤدي الإفراط في العمل أيضاً إلى الاكتئاب والقلق ومشكلات صحية عديدة.

عندما تفرط في العمل، فأنت لا تساعد نفسك بأيِّ شكل من الأشكال؛ لكنَّك تساعد نفسك عن طريق تحديد فترات راحة منتظمة بين فترات العمل؛ فالتركيز على مهمة لفترة طويلة يقلل من تركيزك وإنتاجيتك، بينما تساعد فترات الراحة على استعادة تركيزك، وإذا تعثرت في مهمة ما، فإنَّ أخذ قسط من الراحة يمكن أن يساعدك على تصفية ذهنك واستعادة الدافع.

إقرأ أيضاً: 17 أمراً تحتاج إلى معرفتها إذا أردت أن تعمل عن بعد

هذه الفكرة وراء تقنيات إدارة الوقت الشهيرة مثل قاعدة 52:17 التي تقترح 17 دقيقة من الراحة بعد كل 52 دقيقة من العمل، وبصرف النظر عن التقنية التي تفضلها (أو إذا كنت تستخدم أيَّاً منها على الإطلاق)، عُدَّ فترات الراحة من العمل مقدسة.

إقرأ أيضاً: تشجيع العاملين عن بعد باستخدام استراتيجية الأهداف والنتائج الرئيسية

في الختام:

إذا كنت تعمل عن بُعد وتكافح من أجل إيجاد الدافع للعمل، فأنت لست وحدك، ضع في حسبانك أنَّ الدافع ليس ثابتاً، وعليك تنميته باستمرار.

لذلك، لا تستخدم هذه الاستراتيجيات بوصفها حلولاً لمرة واحدة، فالاستمرارية هي المفتاح، فأنت تقوم بأفضل ما لديك عندما تكون مُلهَماً لأقصى درجة، ويُعدُّ الحفاظ على دافعك من أجل الأداء الجيد في العمل مسؤولية تقع على عاتقك أنت.




مقالات مرتبطة