3 أنواع من الراحة الذهنية يحتاج إليها عقلك

على مدى العقد الماضي، أصبح من الواضح للكثيرين أنَّ العمل لمدة 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع وكل يوم في السنة ليس سر النجاح؛ حيث تشير المناقشات التي نخوضها حول إيجاد التوازن بين العمل والحياة والحاجة إلى أخذ إجازات، إلى أنَّنا نفهم أنَّ الابتعاد عن العمل هام للصحة العقلية والجسدية.



من المفيد أن تتعمق أكثر في التفكير فيما تحاول تحقيقه في وقت فراغك، فكلَّما فهمت ما تحاول تحقيقه أكثر، أصبح من الأسهل عليك أن تعرف متى تحتاج إلى قضاء بعض الوقت بعيداً عن العمل، بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تعديل نشاطاتك تعديلاً يلائم ما يحتاج إليه عقلك للعودة إلى العمل مرة أخرى بحماسة ونشاط:

1. انتهاز الفرص لتصفية ذهنك:

تتمثل إحدى مشكلات التركيز المستمر على العمل في أنَّك غالباً ما ينتهي بك الأمر إلى التفكير في المشكلات الحرجة التي تواجهها بالطريقة نفسها، مما قد يؤدي بك إلى الوصول إلى الطرق المغلقة نفسها، وهناك عوامل كثيرة معقدة تؤدي إلى هذا التشابه في التركيز.

أولاً، عندما تظل منشغلاً بالتفكير في مشكلة ما باستمرار، يظلُّ وصفك للمشكلة كما هو، وتؤثر الطريقة التي تصف فيها مشكلةً ما في الطريقة التي تُستخدَم لعلاجها، فبدون الحصول على منظور جديد للمشكلة، من غير المحتمل أن تسترجع أشياء أخرى تعرفها عنها قد تساعدك على التفكير تفكيراً مختلفاً.

ولكن من خلال الابتعاد عن العمل لفترة، تحدث ثلاثة أشياء يمكن أن تحسن من قدرتك على التفكير تفكيراً مختلفاً في المشكلات التي تواجهها، أولاً، تتغير ذكرياتك المرتبطة بالمشكلة عندما تبتعد عنها، فنحن نميل إلى التفكير في الأشياء تفكيراً أكثر تجرُّداً عند الابتعاد عنها؛ حيث تصبح التفاصيل المحددة التي كانت محور تركيزنا السابق أقل وضوحاً، ويمكن أن يغير ذلك ما نتذكره، ثانياً، عندما تبتعد عن المشكلة، فإنَّ معلومات الذاكرة التي كان من السهل الوصول إليها يصبح لديها فرصة للتلاشي، ومن ثمَّ تحصل على فرصة جديدة لاسترداد معلومات جديدة، مما قد يؤدي أيضاً إلى وصول بعض المعرفة الإضافية إليك، وأخيراً، النشاطات التي تشارك فيها في أثناء ابتعادك عن عملك على مشكلة ما، قد تذكرك فجأةً أيضاً بالأشياء التي واجهتها والتي قد تسمح لك بمواجهة المشكلة من جديد عند العودة إلى العمل.

شاهد بالفديو: 7 طرق تساعد على تصفية الذهن

2. الرقابة التنفيذية:

يتطلب الكثير من العمل الذي تقوم به المبادرة إلى تنفيذ مهام أساسية؛ إذ عليك أن تحافظ على تركيزك على الأجزاء الأساسية من المعلومات وتجنب التشتيت، وأن تقود تفكيرك بدلاً من السماح له بالتأثر بالمعلومات المتوفرة في البيئة من حولك، وتسمى هذه القدرة على الاستمرار في التركيز على المهام التي تريد إكمالها بالرقابة التنفيذية.

من الصعب الحفاظ على هذا التركيز، ومن الواضح أنَّه يمكنك أن تتعب من القيام بذلك، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلك غالباً ما تكون متعباً عقلياً بحلول نهاية الأسبوع؛ حيث تؤدي الحاجة إلى إكمال المهام الرئيسة واتخاذ القرارات الهامة إلى إرهاق ذهني.

عندما تبتعد عن العمل وتشعر بهذا النوع من الإرهاق، قد ترغب في استعادة طاقتك من خلال المشاركة في نشاطات تسمح للعالم بتوجيه تفكيرك بدلاً من الاضطرار إلى الانشغال داخلياً بما تفعله، والسبب في أنَّ نشاطات مثل مشاهدة فيلم أو حفلة موسيقية يمكن أن تكون مفيدة للغاية، هو أنَّها تسمح للآخرين بتحديد ما ستفكر فيه لفترة من الوقت، حتى الاستماع لكتاب صوتي أو بودكاست في نهاية يوم العمل أو في أثناء استراحة العمل يمكن أن يمنح مراكز التحكم التنفيذي لديك فرصة للراحة.

3. استعادة الهدوء:

يعدُّ القلق مصدراً ثالثاً كبيراً للإرهاق العقلي، فهو استجابتك العاطفية للتهديدات المحتملة في عالمك، ولسوء الحظ، إنَّ ما يحرك معظم أعمالنا اليوم الرغبة في التخلص من المشكلات المحتملة؛ حيث قد تحتاج إلى إكمال المهام للتأكد من عدم انزعاج العملاء أو المشرفين، وقد تركز على التأكد من أنَّ المنافسين لا يقوضون عملك.

غالباً ما تفكر في مسؤولياتك في العمل، والمسؤولية عموماً هي شيء تفعله لضمان عدم حدوث بعض النتائج السيئة؛ لذا فإنَّ الكثير من حياتك العملية تنطوي على الشعور بأنَّه إذا لم تتصرف بكفاءة، فقد ينتج عن ذلك كارثة؛ حيث إنَّ دورة التوتر هذه مرهقة، وهي أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الناس ينهون يوم عملهم بعلاجاتٍ ذاتيَّةٍ بسيطة مثل المشروبات المهدئة أو العصائر، لكنَّ هذا العلاج يخدر التوتر، ولا يقضي عليه.

إذا كان التوتر يجعل إنجاز العمل صعباً، فطور بعض النشاطات لمساعدتك على تهدئة نفسك، ومن فوائد التأمل اليقظ أنَّه يمكن أن يكون فعالاً جداً في تقليل التوتر؛ لذلك يمكن أن تساعدك إضافة تمرينات اليقظة إلى روتينك المعتاد، كما يمكن أن تساعدك أيضاً النشاطات المهدئة الأخرى، مثل التدليك أو الحمام الهادئ أو المشي لمسافات طويلة، وأضف تمريناً واحداً أو أكثر من هذه التجارب المهدئة إلى روتينك اليومي.

المصدر




مقالات مرتبطة