3 أمور أدَّى فشلُنا فيها إلى إيجاد طريقنا للسعادة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 3 أمور فاشلة أدَّت إلى إيجاده السَّعادة.



1. لقد رفضتني سبع جامعات:

عندما كنت في الثامنة عشر من عمري كنت أرغب في أن أصبح عالم حاسوب؛ لذا تقدَّمتُ إلى سبع جامعات أمريكيَّة مختصة بعلوم الحاسوب؛ كمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وجامعة كال بيركلي (Cal Berkley)، وجامعة جورجيا تيك (Georgia Tech) وغيرها؛ لكنَّها رفضتني جميعاً.

بعد ذلك بفترة قصيرة أخبرني مُستشار التَّوجيه في الثَّانويَّة أن أتقدَّم إلى جامعة سنترال فلورايدا (University of Central Florida) في أورلاندو التي لديها برامج علوم وهندسة كمبيوتر سريعة التطوُّر، وقد فعلتُ ذلك بدافع اليأس، وقد قُبِلتُ وحصلتُ على منحة دراسيَّة، وعندما استقرَّيتُ في أورلاندو، غيَّرَت هذه الخطوة حياتي.

لقد التقيتُ بآنجل (Angel) هناك، زوجتي وحُب حياتي، وقد قابلتُ البروفيسور د.إيجلان (Eaglan) الذي أقنعني بالانتقال من كلية علوم الكمبيوتر إلى هندسة الكمبيوتر مع التركيز بشدَّة على تصميم الويب والكتابة التقنيَّة، وهما مهارتان أستخدمهما اليوم للعمل في مدوَّنتي، وهو موقع إلكتروني يُسعدني العمل عليه، كما يدعم عائلتي مادِّيَّاً، فلو لم أُرفَض في جامعات علوم الكمبيوتر السَّبع تلك لما حدثت هذه المصادفات التي لا تُقدَّر بثمن.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

2. كتابتي لم تكن جيِّدة بما يكفي:

عندما كنتُ في الكليَّة بدأتُ أستمتع بدروس الكتابة التقنيَّة كثيراً؛ لذا قررت أخذ عدَّة دروس من اختياري بالكتابة الإبداعيَّة؛ فقد أحببت كتابة القصص المُلهمة والتعبير عن نفسي بالنثر؛ لذلك تقدَّمت إلى عمل جزئيٍّ بصفتي مُحرِّراً في صحيفة الكليَّة، وأرسلت إليهم خمسة مقالاتٍ، وتلقَّيت بعد يومين بريداً إلكترونيَّاً أوضحوا لي فيه ودِّيَّاً بأنَّ كتابتي لم تكُن جيِّدة بما يكفي.

بعد ظهر ذلك اليوم عدتُ إلى المنزل مكسور الخاطر وأخبرت آنجل بما حدث، عانقتني وقالت: "بصرف النظر عمَّا يقوله أيُّ شخص، إن كانت الكتابة تجعلك سعيداً عليكَ أن تستمر بها؛ لأنَّ هذا ما يفعله الكُتَّاب السعداء؛ إنَّهم يكتبون فحسب"، وبعد القليل من النقاش، أضافت: "أنا أحِبُّ الكتابة أيضاً؛ لذا يجب علينا أن نبدأ نادي الكتابة الصغير الخاص بنا ونكتب معاً"، وبعد عدَّة دقائق شغَّلنا أنا وآنجل جهاز الكمبيوتر وأطلقنا موقعاً باسمينا (www.marcandangel.com)، وأنشأنا مدونتنا؛ بمعنى آخر لو لم ترفض صحيفة الكلية مقالاتي الخمسة لما كتبت المقال الذي تقرأه الآن أبداً.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

3. طرد زوجتي من العمل لقيامها بالأمر الصحيح:

بعد التخرُّج من الكليَّة استخدمت آنجل شهادة الأعمال التي حصلت عليها لتصبح مديرة متجر رئيسة في متجر ضخم للبيع بالتجزئة، لقد كانت في العشرينيات من عمرها، وكانت تدير متجراً بقيمة أربعين مليون دولاراً وحدها، على الرَّغم من أنَّ بعض المديرين التنفيذيين المحليين ظنُّوا أنَّها صغيرة جداً، فقد كانت تقوم بعمل جيِّدٍ جدَّاً بحيث لم يستطيعوا فعل شيء حيال ذلك.

ثمَّ في أحد الأيام في عام 2009 عندما حصل أحد مديري الطوابق على مخالفة للقيادة تحت تأثير الكحول في مساء الجمعة وسُجن، ولم يكن يملك المال الكافي لدفع الكفالة التي تُقدَّر بستمئة دولار، اتصل بآنجل وأعلمها بأنَّه لن يستطيع القدوم إلى العمل في اليوم التَّالي، وقرَّرت أن تقرضه المبلغ الذي يحتاجه، اكتشف المسؤولون التنفيذيون المحليون هذا الأمر وطردوا آنجل في صباح اليوم التالي من دون أيِّ سبب مُقنع.

فجأة أصبحت آنجل تملك كثيراً من وقت الفراغ؛ ففي حين كانت تبحث عن عمل آخر كانت تمضي الظهيرة تُروِّج لمدوِّنتنا؛ فقد تعلَّمت كلَّ شيء عن التَّرويج على وسائل التواصل الاجتماعي، وافتتحت حسابات لنا على موقعَي فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter)، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وهي المصدر الأول لزوار مدونتنا اليوم.

لم نكن نعلم ذلك حينها، ولكن حركة المرور في المدونة كانت آخذة في النمو إلى حدٍّ كبيرٍ خلال السنوات الثلاث المقبلة، وبحلول شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2012 أصبحت المدوَّنة تجلب ما يكفي من المال لتعوُّض تماماً عن راتب آنجل المفقود؛ ممَّا أتاح لها العمل عليها طوال الوقت، وتلقِّي أجراً لقاء العمل على شيء يسعدها ويثير شغفها، فلو لم تُطرد انجل لما حصل هذا كله.

إقرأ أيضاً: مفهوم السعادة وطرق الوصول لها

في الختام:

كما قال رائد الأعمال الراحل ستيف جوبز (Steve Jobs) ذات مرَّة: "لا يُمكنك ربط أمور حياتك ببعضها وأنت تنظر إلى الأمام؛ إذ بإمكانك ربطها فقط من خلال النظر إلى الوراء، وعليك الوثوق بأنَّ هذه الأمور سترتبط ببعضها في المستقبل؛ لذا عليك الوثوق في إحساسك الدَّاخلي، أو مصيرك، أو حياتك، أو قدرك، أو أيَّاً كان، وتلك الطريقة لم تخذلني أبداً؛ بل هي السبب في أنَّ حياتي أصبحت مختلفة".

في الحقيقة الأمر يحصل هكذا دوماً؛ فما قد يبدو أنَّه نهاية الطَّريق قد يكون طريقاً مسدوداً فقط، وتشعر بالرفض، والفشل، في حين أنَّ الأمور لا تكون كذلك.

ببساطة لم يعد هذا الطريق لك؛ لذا حان الوقت لتحزم أمتعتك وتستدير وتبحث عن طريق جديد لتصل إلى المكان الذي تريده، وطالما أنَّك تستمر بالابتسام والتقدُّم سيكون الطريق الذي أمامك أفضل بكثير ممَّا تتخيَّل؛ لأنَّه في النهاية على الرَّغم من المنعطفات كلها سيقودك إلى السَّعادة؛ لذا إن كنتَ تعاني في الوقت الحالي، فاصمد، وتذكَّر؛ أحياناً أفضل ما قد يحدث لك على الأمد الطويل هو عدم حصولك على ما تُريد الآن.




مقالات مرتبطة