3 أشياء ضرورية لعيش حياة سعيدة

أكبر كذبة في الحياة هي إيهام المرء بأنَّه يجب أن يعمل بجدٍّ ليكون سعيداً ويحصل على ما يريده، وأنَّ عليه تقديم تضحيات مثل: تقليص عدد ساعات النوم للقيام بمزيدٍ من الأعمال واختزال وقت الفراغ، والقيام بأشياء لا يرغب في القيام بها، واتباع القواعد التي أُمليت عليه بصرف النظر عن شعوره تجاهها، كل هذا بحجة أنَّ هذه هي الحياة الواقعية، فقد غدا الحلم مجرد وظيفة براتب عالٍ وبعض المزايا الكبيرة التي من شأنها ضمان الاستقرار والأمن.



هل لنا رأي في هذا؟

مهما كان شعورنا، هل سألنا أحد عن رأينا في هذه المحنة برمتها؟ بالطبع لا، لقد زرع المجتمع في أذهاننا منذ الصغر أنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة للحياة؛ لكنَّها ليست كذلك.

الحقيقة مرَّة

علينا جميعاً تحدي هذه العقلية؛ فنحن نعمل عملاً مضنياً، يصل أحياناً إلى 70 ساعة في الأسبوع، ونتعامل مع الأنا في البيئات السامة التي تتعارض مع وجودنا، ونضغط على أنفسنا مقابل رواتب نحسب أنَّها ستحررنا في النهاية، الوهم هنا هو الاعتقاد بوجود نهاية سعيدة لكل ذلك؛ فالحقيقة هي، إذا لم تكن سعيداً الآن، فما من شيء يضمن لك السعادة لاحقاً.

3 أشياء تضمن لك السعادة:

إليك فيما يأتي 3 أشياء تضمن لك السعادة إن التزمت بها وعشت وفقاً لها:

1. النوم ضروري للصحة والعافية:

ترتبط قلة النوم ارتباطاً وثيقاً بالاكتئاب والأمراض النفسية؛ إذ تؤثِّر في فترة انتباهنا وقدراتنا المعرفية؛ ومن ثَمَّ تؤخر تقدمنا، وفي المقابل يساعدك النوم الهانئ 7-9 ساعات يومياً على تعزيز تركيزك ووعيك وطاقتك؛ فالنوم ضروري مثله مثل ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي؛ فالفكرة هنا هي أنَّك تستطيع أن تعمل 6 ساعات مع الراحة المناسبة والتغذية والتمرينات الرياضية، وتكون أكثر كفاءة مما لو عملت 12 ساعة بلا توقف على المهمة نفسها، فكِّر في الأمر: سوف تنجز كثيراً في نصف الوقت وعلى الأرجح ستستمتع بالعملية لأنَّك تشعر بارتياح.

شاهد بالفيديو: السعادة الغاية التي ينشدها الجميع كيف نصل إليها

2. وقت الفراغ ضروري لاستعادة النشاط:

يؤدي وقت الفراغ الذي نقضيه في ممارسة النشاطات الترفيهية إلى تدفُّق إيجابي للطاقة في حياتنا، وتساعدنا رعاية اهتماماتنا على تحقيق توازن بين حياتنا العملية والشخصية، وتساهم في استقرارنا على الصعيد النفسي؛ فنحن جميعاً بحاجة إلى التنوع في حياتنا، وإلى منفذ للتعبير عن أنفسنا من خلال الفن أو النشاطات الترفيهية، فهذا مفتاح آخر للسعادة يتخلى عنه كثير من الناس لأنَّهم لا يملكون الوقت الكافي، لا أحد لديه الوقت الكافي، نحن نوفر الوقت، وكل ما نفعله هو بفضل توفيرنا للوقت؛ فتذكر ذلك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لطرد الكسل واستعادة النشاط

3. فعل ما تراه صواباً:

القيام بأشياء لا تشعر بالرضى عنها هو أحد أشكال التعذيب؛ إذ يؤدي إلى تعكير مزاجك؛ ومن ثَمَّ التأثير فيمن حولك؛ لذلك عليك مقاومة هذا الأمر مهما كانت المغريات، بالطبع في الحياة أشياء عليك القيام بها حتى لو كنت لا ترغب في القيام بها، لكن اختزل هذه الأشياء إلى الحد الأدنى، أو فوِّض شخصاً آخر للقيام بها، أو لا تضع نفسك في مواقف كهذه مرة أخرى.

الفكرة هنا هي أنَّك لا تشعر بهذه الطريقة دون سبب، ففي داخلك شيء ما يخبرك بوجود خطب ما؛ أصغِ إلى هذا الشعور وافعل ما تراه صحيحاً وما يُشعرك بالرضى، وتدريجياً ستحقق كل رغباتك وتصل إلى مبتغاك.

الفكرة هنا هي التزام مبادئك، فلدى كل منا قيمه الخاصة وأسلوب حياته الخاص؛ لذا أخلص إلى قيمك وتصرَّف على طبيعتك، وبمجرد أن تسمح للآخرين بالعبث في مبادئك والمساومة عليها، فإنَّك تفقد جوهر روحك، بصرف النظر عن وظيفتك أو مجال عملك، لا تتنازل عن مبادئك أبداً.

إقرأ أيضاً: 101 مبدأ يجب عليك تطبيقه في حياتك اليومية

في الختام:

إذاً، عِش وفقاً لشروطك الخاصة، وليس شروط أي شخص آخر، فإنَّ اتباع القواعد التي يُمليها عليك المجتمع لن ينفعك، وربما لا ترى تأثيرها الآن، لكن بمرور الوقت عندما تنظر إلى الوراء، يمكنك رؤية تأثيرها السلبي بوضوح، فلا تنتظر حتى فوات الأوان، إذا لم تغير شيئاً الآن، فلن يتغير أي شيء، القوة بين يديك والخيار لك: أن تعيش وفق المبادئ والمعايير التي تناسبك أو أن تعيش وفق الأعراف المجتمعية.




مقالات مرتبطة