3 أساليب تساعدك على الحفاظ على التركيز والإنتاجية في ظل الأزمات

يُعَدُّ فيروس كورونا أزمةً صحيةً قبل أي شيء؛ فإذا مرضتَ أنت أو أحد أفراد أسرتك، فسيكون الشفاء أهم من أي شيء. ومع ذلك، تسبَّبَت هذه الجائحة في العديد من المشكلات الأخرى لكثيرٍ من الناس؛ إذ عانى الكثير من الأشخاص من الضوائق المالية نتيجة فقدان وظائفهم أو خسارة أموالهم.



بالإضافة إلى ذلك، يُسبِّب التباعد الاجتماعي والقلق المتزايد تحدياً للعديد من الأشخاص، وقد يتسبَّب في انتشار القلق والاكتئاب، حتى العمل من المنزل يمثِّل تحدياً بالنسبةِ إلى بعض الناس؛ نظراً لعدم توافر الوسائل التكنولوجية المناسبة، أو الضيق الناتج عن عدم الحركة، أو تداخُل الحياة المهنية مع الحياة الشخصية ورعاية الأطفال، أو عدم توافر البيئة المناسبة للعمل، والعديد من الأسباب الأخرى.

هذه الأمور كلها ليست يسيرةً على الإطلاق، ولكن في إمكانك أن تتعلم كيفية التأقلم وتسيير الأمور في ظل أزمة صحية ومالية طال أمدها.

يتَّفق العديد من الأشخاص الذين مرُّوا بهذه الأزمات من قبل على ما يلي: إذا كنتَ تعمل، فكُن منتجاً لأبعد حد؛ إذ يجب أن تنجز كل ما لديك في وقت عملك، حتى يبقى لديك وقتٌ تقضيه لأداء ما تبقَّى من أعمال ومقابلة الآخرين؛ لذا ينبغي عليك تطبيق الآتي:

  • حدِّد الأولويات: إذا كنتَ تعمل، فيجب عليك تحديد الأولويات وإنجاز الأمور الضرورية.
  • ركِّز: وجِّه تركيزك إلى المهمة التي تؤديها، وأنجِزها بأسرع ما يمكِن دون تشتُّت.
  • لا تُجهِد نفسك: ابذل الجهد اللازم لإنهاء المهام، ثمَّ توقَّف عن العمل وعِش حياتك لتعيد شحن طاقتك وتتمكَّن من إعادة ترتيب أهم أولوياتك.

هذا ما يجب على الجميع فعله، ولكن ما يفعله الناس هو تصفُّح هواتفهم فور الاستيقاظ وقضاء ساعاتٍ في استخدامها، ثمَّ الاهتمام بأطفالهم وفطورهم وتصفُّح البريد الإلكتروني لأكثر من مرَّة، والعودة إلى تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي مرَّةً أخرى حتى بعد بدء العمل، حتى تمرُّ ساعات عديدة دون إنجاز أي شيء.

الفكرة أنَّك كلما حاولتَ التركيز في العمل، سرقَت مصادر تشتيت الانتباه تركيزك مرَّة أخرى؛ وبالتالي، تشعر بالتأخُّر والقلق بعد مدَّة من الزمن، وتبدأ في لوم نفسك على الأمور التي كان يجب إنجازها في وقت مبكِّر، ومن ثمَّ تشعر بالفشل.

شاهد بالفيديو: 13 تقنية فعّالة لتحديد الأولويات

كيف تُحافظ على تركيزك في ظل الأزمات؟

إذا كنتَ تفعل أيَّاً من هذه السلوكات، فإليك ما يمكِنك فعله: يجب قبل أي شيء أن تُصفِّي ذهنك تماماً، وإلَّا لن تساعدك أيَّة طرائق أو تكتيكات، بعد ذلك، اتَّبِع الخطوتين الآتيتَين:

أولاً: سامِح نفسك الآن، ولا تجلِد ذاتك في التفكير بأنَّك فاشل، وخاطِب نفسك بعباراتٍ إيجابية؛ إذ تُعَدُّ هذه الأزمة واحدةً من أصعب الأزمات التي واجهها أي منَّا على الإطلاق؛ لذا من الطبيعي أن نشهد نجاحات وإخفاقات على حدٍّ سواء.

ثانياً: ركِّز على الحاضر، وانسَ ما حدث في الماضي؛ إذ قد يسبِّب التفكير الزائد في الماضي أو انشغال التفكير بالمستقبل شعوراً بالاكتئاب.

والآن، إليك الطرائق التي ستساعدك على تحديد الأولويات والتركيز وتجنُّب الإرهاق:

1. إنشاء روتين صباحي:

قد يتسبَّب بدء يومك بدايةً خاطئة في الوقوع في مأزقٍ قد يستمر طوال اليوم؛ لذا ينبغي عليك بدء يومك بدايةً صحيحة من أجل تعزيز إنتاجيتك من خلال تطبيق النصائح الآتية:

  • اقرأ أهدافك: احرِص على معرفة ما تريد القيام به في هذا اليوم واقرأه بصوت عالٍ؛ إذ سيساعدك هذا على معرفة واجباتك بوضوح، وتعزيز نيتك للقيام بها.
  • تفقَّد حالتك النفسية: إذا لم تجد أنَّك نفسياً على ما يرام، فركِّز على هذه النقطة قبل أي شيء؛ لأنَّها قد تمنعك من تحقيق أهداف اليوم، وفي حال لم تستطِع تحسين مزاجك بصورة كبيرة، فحاوِل أن تساعد عقلك على الشعور بارتياحٍ يكفي لبدء العمل ونسيان الأمور المزعجة لفترة قصيرة.
  • اسأل نفسك "هل سأنهي المهام الصعبة؟": لقد أثبتَت البحوث أنَّه إذا سألتَ نفسك إِن كنتَ ستُنفِّذ مهامك، وأجبتَ بـ "نعم"، فمن المرجح أن تُنفِّذها، على سبيل المثال: اسأل نفسك "هل سأنتهي من إعداد العرض التقديمي اليوم؟" وأجِب بـ "نعم".
  • اسأل نفسك كيف سيكون اليوم أفضل من الأمس: اختر شيئاً واحداً فقط واعمل على تحسينه.
  • ابدأ بالمهام الأكثر تأثيراً: تعرَّف إلى أهم مهمة يجب أن تنجزها في اليوم وابدأ تنفيذها قبل أي شيء.
إقرأ أيضاً: أنواع الأزمات وكيفية إدارتها

2. تنظيم الوقت:

يجب أن تضع مدَّةً زمنيةً معيَّنةً تساعدك في التركيز على النشاطات واحداً تلو الآخر مع استبعاد الأنشطة الأخرى، ويمكِنك القيام بذلك من خلال تطبيق النصائح الثلاث التالية:

  • اعمل بجدٍّ على مهمة واحدة لمدة 20 إلى 90 دقيقة فقط، وعندما تصل إلى 90 دقيقة من العمل، خُذ قسطاً من الراحة.
  • نفِّذ الخطوة السابقة أربع مراتٍ متتابعة، واسترِح مدة 6 دقائق بين الفترات، واحسِب كل أربع مرات مكتملة بِعَدِّها مرحلة.
  • تخلَّص من عوامل التشتيت من خلال إعداد قائمة للمُشتِّتات، وكلما شعرتَ بأنَّ ثمَّة ما يُشتِّت تركيزك، دوِّنه في القائمة وواصِل العمل؛ لأنَّ المشتِّتات مثل الرياح الهادئة التي تسبق العاصفة؛ لذا تهرَّب منها قدر الإمكان من أجل القدرة على التركيز وتحقيق الإنتاجية من خلال الالتزام بالوقت وعدم تبديل المهام.

3. عدم إجهاد نفسك بشدَّة:

قد يجهد بعض الناس أنفسهم لدرجة تستنفد طاقتهم بالكامل، ولكن لا تفعل ذلك؛ إذ ليس من الضروري أن تُصلِح الأمور جميعها دفعةً واحدة، وتتغلَّب على الجائحة، وتُحسِّن وضعك الاقتصادي إلى حدٍّ كبير.

في حين أنَّ كل هذا جيد إلى حدٍّ معيَّن، ونحتاج جميعاً إلى الحفاظ على طاقتنا للقدرة على المواصلة على الأمد الطويل، ويَحدث هذا من خلال التوقُّف عن العمل في الوقت المناسب، وممارسة الأنشطة الممتعة كالقراءة واللعب ومشاهدة التلفاز؛ لأنَّ هذا ليس الوقت الذي يجب أن نعمل فيه بأكثر من طاقتنا؛ بل نحتاج جميعاً قضاء بعض الوقت الممتع للاستمرار في المضي قدماً.

إقرأ أيضاً: تطوير استراتيجيات المرونة في التعامل مع الأزمات

ما قد يساعد الكثير من الناس هنا هو إدراك أنَّ ثمَّة فارق بين الأوقات التي يجب أن نستريح فيها وتلك التي نعمل فيها بأكبر جهد ممكن؛ فإذا كنتَ تعمل في الرعاية الصحيَّة على سبيل المثال، فهذا وقتك للعمل بجد، لأنَّك تنقذ الأرواح حرفياً في كل لحظة، أمَّا بالنسبة إلى أولئك الذين يحاولون الاستمرار في العمل بمزيدٍ من الجهد، ويحاولون تحقيق التوازن وإصلاح كل الأمور في آنٍ واحد، فيجب أن يعلموا أنَّه عندما تُستَنفَد طاقاتهم، لن يتمكَّنوا من متابعة إصلاح الأمور أو مساعدة أي شخص؛ لذا خصِّص بعض الوقت لنفسك، وضَع حدوداً شخصية حتى تتمكن من توفير ما هو مطلوب للآخرين ولنفسك أيضاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة