3 أسئلة يجب عليك الإجابة عنها قبل الحصول على مهنة أحلامك

إذا كنت مهتماً ببناء مهنة أحلامك، فمن المحتمل أنَّك فكرت في المدة التي ستستمر بها حياتك المهنية، وإذا سألتني، أقول لك: تنتهي مهنتك عندما تنتهي حياتك؛ إذ يؤدي عملنا دوراً كبيراً في جودة حياتنا لدرجة أنَّني أتفاجأ من سبب بقاء الناس في وظائف يكرهونها، أتفهَّم أنَّك تشعر أحياناً بأنَّ ليس لديك خيار، فربما يريد والداك أن تصبح طبيباً، أو ربما تشعر بضغط وسائل التواصل الاجتماعي لكسب المال لتحيا حياة المشاهير، مهما كان السبب، يعمل كثير منا لأنَّنا بحاجة إلى المال فقط، ونمط الحياة هذا مؤسف.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية الحصول على وظيفة أحلامك.

قبل عدة سنوات، لم أكن مختلفاً، فقد اعتقدت أنَّ الوظيفة تتعلق بالمكانة، وكنت أرغب في الحصول على وظيفة تجعلني أبدو جيداً، ولكن عندما توفيت جدتي، بدأت أفكر فيما كنت أفعله، لم تعجبني وظيفتي وشعرت بالإرهاق والضغط الشديدين، ولم أستطع الانتظار حتى يأتي يوم العطلة، والأسوأ من كلِّ هذا هو أنَّني كنت أرتاح في عطلة نهاية الأسبوع لأتمكن فقط من مواصلة العمل في الأسبوع القادم.

هل مررت بهذه التجربة؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك؛ إذ يعيش الملايين من الناس بهذه الطريقة، ولا أعتقد أنَّه خطأ أحد، فنحن بوصفنا مجتمعاً، فشلنا في إيصال معنى العمل إلى الناس، ولا أعتقد أنَّ العمل يجب أن يكون هذا الشيء السلبي الذي يستاء منه الناس، ولا وسيلة لكسب المال أو الاحترام، إذا كنت تعتقد أنَّه كذلك، فقد خدعك الناس؛ فالعمل اختيار وأنت لا تعمل لأنَّك مضطر إلى ذلك؛ بل أنت تفعل ذلك؛ لأنَّك تريد تقديم مساهمة لمجتمعك؛ فهذا هو المغزى من العمل، لكن هنا التحدي:

في عالم اليوم، يمكنك الحصول على كلِّ مهنة تقريباً:

هذه ليست فرصة؛ بل إنَّها مشكلة ونظراً لتوفر فرص العمل، فإنَّك تواجه منافسة أكثر بكثير، وحتى عقد مضى، لم يكن بإمكانك ببساطة الدخول إلى أيِّ مجال عمل تريده، فيجب أن تكون في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وتحتاج إلى مقابلة الأشخاص المناسبين.

لكن الآن، يمكنك أن تكون أيَّ شيء تقريباً أو تفعل أيَّ شيء لكسب لقمة العيش، ولهذا السبب يعتمد نجاحك المهني على اتخاذ القرارات الصحيحة في وقت مبكر، واختيار مهنة واعدة، وآخر شيء تريده هو أن تصبح شخصاً يحب كلَّ شيء ويختار مهنة مختلفة كلَّ عامين؛ فتغيير المهن شيء عظيم، ومن الرائع أيضاً المثابرة وإحداث تأثير، لكن لا يمكنك فعل ذلك في غضون سنوات قليلة، فقد بدأت التدوين في عام 2015، وما زلت بعيداً عن تحقيق طموحي؛ إذ يستغرق الأمر وقتاً لتعلُّم المهارات وتكوين علاقات اجتماعية وتقديم قيمة؛ لذلك، عليك اتخاذ قرار ذكي بشأن نوع المهنة التي تريدها.

شاهد بالفيديو: 5 خطوات للعثور على وظيفة تحبها

كيف أعرف ما هي مهنتي التي أحلم بها؟

لقد استخدمت شخصياً نصيحة المستشار الإداري الشهير بيتر دراكر (Peter Drucker)، لإنشاء مهنة مُرضية، ألا وهي الاستيقاظ في الصباح متحمساً للذهاب إلى العمل، وفي كتابه "إدارة الذات" (Managing Oneself)، وهو كتاب أقرؤه كلَّ عام، يشارك دراكر معظم الأسئلة التي يجب على كلِّ شخص مهني طرحها على نفسه، وقد اخترت منها 3 أسئلة ساعدتني الإجابة عنها على إنشاء وظيفة أحلامي:

1. ما هي نقاط قوتي؟

يقول بيتر دراكر: "أولاً وقبل كلِّ شيء، ركِّز على نقاط قوتك، واختر مهنة تستثمر فيها نقاط قوتك لتحقيق النتائج المطلوبة".

ما يزال معظم المهنيين يتجاهلون هذه النصيحة لسبب ما؛ إذ يعتقدون أنَّهم يستطيعون تحسين نقاط ضعفهم، وهذه مجرد فكرة خاطئة يريدك الناس أن تصدقها، يتمحور العمل حول المنافسة، حتى داخل المنظمات؛ ولذلك عندما يطلب منك رؤساؤك التركيز على تحسين نقاط ضعفك، فإنَّهم يقلِّلون من قدراتك حتى لا تكون منافساً لهم، فهم يعلمون جيداً أنَّك لن تشكِّل تهديداً لهم.

لقد قابلت أشخاصاً بدؤوا يؤمنون بهذه الفكرة، ويخبرون الآخرين بتحسين نقاط ضعفهم أيضاً، وكانت النتيجة مجموعة من الأشخاص العاديين الذين ليسوا استثنائيين في أيِّ شيء، يكاد يكون الأمر مؤامرة؛ إذ يريد الأشخاص الموجودون في القمة منعك من الوصول إليهم، اعلم فقط أنَّك بحاجة إلى تحسين نقاط قوتك بدلاً من تحسين نقاط ضعفك لكي ترتقي في عملك؛ لذا اكتشف ما هي نقاط قوتك ثم ركِّز على تحسينها.

2. كيف أؤدي عملي؟

يقول بيتر دراكر "ما يثير الدهشة هو أنَّ قلة من الناس يعرفون طريقتهم في إنجاز المهام؛ بل في الواقع معظمنا لا يعرف أنَّ كلَّ شخص يعمل ويؤدي عمله بطريقة مختلفة عن الآخرين".

هذا هو السؤال الأكثر صعوبة؛ إذ استغرق الأمر مني نحو 5 سنوات من التفكير الواعي والتجريب لاكتشاف ذلك؛ لكنَّه أهم سؤال في حياتك المهنية، فعندما تكتشف طريقة أدائك، ستستفيد من ذلك لبقية حياتك.

إذاً ماذا يعنيه دراكر بالأداء؟ يتعلق الأمر بنتائج واضحة، وبمعنى آخر، كيف أحقق النتائج؟

فكِّر في هذه الأشياء؛ كيف تنجز الأمور؟ وكيف تتعلم؟ وهل تُبلي بلاءً حسناً تحت الضغط؟ وهل تعمل عملاً جيداً في فرق كبيرة؟ وهل تعمل عملاً أفضل في شركة صغيرة أو كبيرة؟ وكيف تركِّز على عملك؟ من الهام أن تعرف نفسك على هذا المستوى، فيجب أن تجد مجموعة من العوامل التي تتيح لك الوصول إلى إمكاناتك الكاملة.

إقرأ أيضاً: كيف تجد وظيفة أحلامك؟

3. ما هي قيمي؟

يقول بيتر دراكر: "العمل في مؤسسة نظام قيمها غير مقبول أو غير متوافق مع الفرد، يحكم على الشخص بالإحباط وضعف الأداء".

تجعلك بعض أنواع الوظائف تشعر بالسوء، فعندما كان عمري 17 عاماً، عملتُ في مركز اتصالات يبيع باقات الهواتف المحمولة لكبار السن لاستغلالهم، واستقلت بعد بضعة أسابيع، وهذا هو جوهر القيم.

إليك مثالاً آخر: أرفض 99% من الفرص لكسب المال من مدونتي؛ فلديَّ مجموعة من القيم الواضحة وأحدها ألا أكذب أبداً؛ ولهذا السبب ليس لدي إعلانات على موقعي أو أيَّة توصية بكتاب أو منتج لا أؤمن به؛ لأنَّني إن امتهنت الكذب، فلن أتمكن من النظر إلى نفسي في المرآة، وهذا ما يسمى أيضاً باختبار المرآة، وأنصحك بفعل الشيء نفسه.

فكِّر في نوع الشخص فقط الذي تريد رؤيته في المرآة كلَّ صباح؛ فعندما تجيب عن هذه الأسئلة الثلاثة، أنا متأكد من أنَّك ستجد مهنة أحلامك، وتذكَّر أيضاً أنَّ معظم الناس قد أنشؤوا حياتهم المهنية، وهذا يعني أنَّه لن يسلمها لك أحد ببساطة؛ فحاول التفكير تفكيراً عملياً في هدفك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح ذهبية لتعرف وتجد وظيفة أحلامك

في الختام:

يوجد شيئان معظمنا غير جاد بشأنهما: نحن نضيع كثيراً من وقتنا في أنشطة لا معنى لها، ولا يمكننا التركيز على شيء واحد لأكثر من دقيقتين، وإذا واصلنا التصرف على هذا النحو، سنكون بائسين إلى الأبد، تذكَّر، حياتك هي حياتك المهنية، فإن كانت حياتك طويلة، فإنَّ حياتك المهنية طويلة أيضاً؛ لذا اقضِ بضعة أشهر أو حتى سنوات لتحسين معرفتك الذاتية، وستستفيد منها لبقية حياتك.




مقالات مرتبطة