3 أسئلة عليك طرحها على نفسك إن كنت تحاول فقدان الوزن

أنا أسمع غالباً عن مشاعر الخجل والإحباط والذنب والغضب والكراهية والاستياء، وأُحِسُّ أحياناً بيأسٍ عميق عند مرضاي العَطوفين واللطفاء وذلك لأنَّهم يعدون الطعام عدوَّاً لهم، وأتفهَّم هذه المشاعر جميعاً، فقد عشتُ ذلك أيضاً ولا بدَّ أن أقول إنَّه شعور سيئٌ جداً، ولكنَّني سأطلب منكم اليوم تفتيح أذهانكم والاستعداد لتغيير منظوركم للأمور؛ لأنَّني سأخبركم بشيءٍ مختلف عن كل ما قِيل لكم من قبل، وأنصحُكم بالالتزام به، فقد كانت هذه الطريقة في التفكير والتي سأعرضُها لكم سبباً في إحداث تغيير جذري في حياتي، وآمل أن تكون كذلك أيضاً بالنسبة إليكم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن اختصاصية التغذية "كورين دوباس" (Corinne Dobbas)، وتُحدِّثنا فيه عن سُبُل التخلُّص من الاضطرابات الغذائية للوصول إلى وزن مثالي

الطعام ليس عدواً لنا، وخصوصاً الأطعمة الصحية والطازجة والكاملة والتي تُعَدُّ مصدراً للفيتامينات والعناصر الغذائية ومُضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية، ولا نُنكر حاجتنا إلى الطعام للبقاء على قيد الحياة؛ إذ يُتيح الطعام لخلايا الجسم أن تنموَ وتتطوَّر، كما يسمح للعضلات بالحركة ولأجسامِنا بالعمل بأعجوبةٍ يوماً بعد يوم دون أن نتدخل مباشرةً بذلك.

فلا ينبغي النظر إلى الطعام أو التغذية بوصفه عدوَّاً للجسم، بل تكمن المشكلة الحقيقية في السبب الذي يدفعنا لتناول الطعام دون الشعور بالجوع، واختيارِ أطعمة ضارَّة بالصحة على الأمد الطويل تُشعِرُنا بالاضطراب والانزعاج، بالإضافة إلى السبب الذي يدفعنا لإنشاء علاقة وظيفية مُفكَّكة وغير فعَّالة مع الطعام.

نحن نميلُ لاستغلال الطعام الذي نتناوله في سدِّ الفراغ الموجود لدينا، أو للحصول على راحة فوريَّة من أحد الأمور المُزعجة؛ إذ نجدُ عادةً في صميم ذلك الفراغ أو في جوهر حاجتنا إلى الراحة افتقاراً إلى شعور عميق بالنَّفع والتواصل مع النفس والمجتمع والجسد.

فإنَّ الهدف الرئيس من برنامج الكوتشينغ الافتراضي الخاص بي والذي يستمر لمدة ستة أسابيع ويُدعى "تناوَلي الطعام، وعيشي الحبَّ، وازدَهِري" (Eat Love Thrive)، هو السماح للنساء بإيجاد ذلك الإحساس العميق لديهنَّ بالنَّفع والارتباط بالآخرين، وبأن يجدْنَ في أنفسهنَّ أفضل مراقبٍ لحياتهنَّ، وأن يقدِّمْنَ لأنفسهنَّ أفضل ما بوسعهنَّ بما يملُكنه من معرفة وذلك للمكان الذي يتواجدْنَ به حالياً في الحياة.

قد يبدو ذلك بسيطاً حين التحدُّث عنه، ولكنَّه يتطلَّب تدريباً لحظةً بلحظة والذي ما زلتُ أعمل عليه حتى الآن، فإنَّه يستحقُّ كلَّ الجهد المبذول في التدرب عليه؛ لأنَّ هذه المراقبة المتروِّية - والتي لا يترتَّب عليها إطلاق الأحكام على أنفسِنا ومحاسبتُها - للأسباب التي تدفعنا للقيام بما نفعله ستغيِّر حياتنا كلياً، وأروع ما في ذلك هو إدراكنا بأنَّ الأجوبة التي سنحصل عليها تنبع من داخل أرواحنا، ولا تنجم عن عوامل خارجية.

لمساعدتكم على أن تُصبِحوا أفضل المُراقبين لحياتكم الخاصة، سأقدِّم لكم ثلاثة أسئلة توجِّهونها لذواتكم حين تجدون أنفسكم تمارسون الأكل العاطفي، أو تتناولون الطعام بلا وعي، أو ربَّما بحثاً عن فسحةٍ من الراحة، أو عندما تتناولون الطعام دون أن تشعروا بالجوع:

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتجنب زيادة الوزن

السؤال الأول: كيف كانت مشاعري حينئذ؟

كونوا واقعيين وصادقين مع أنفسكم، وابحثوا في أعماقكم لمعرفة مشاعركم الحقيقية، ومن ثمَّ تحمَّلوا مسؤوليتها بمجرَّد اكتشافها حتَّى إن لم تحبُّوها، فقد تكون مشاعر مخيفةً أو باعثةً على الخزي والعار؛ إذ غالباً ما نشعر بالخوف من أحاسيسنا ومشاعرنا إلى جانب إيماننا بأنَّنا خارقون، ونرفض الاعتراف بأنَّنا بشرٌ عاديون مُعرَّضون للانكسار، ولكنَّ تنحية مشاعرنا جانباً لا تساهم إلا في شعورنا بالزيف وانقطاع الروابط والتواصل مع أنفسنا ومع من حولنا.

لذا؛ أنصحكم بالتواصل مع الآخرين، والتعبير عن مشاعركم، والإفصاح عمَّا يجول في داخلكم للأشخاص الأكثر أهمية في حياتكم، وبالسماح لأنفسكم بالشعور بتلك المشاعر بصدقٍ وعدم التهرُّب منها، وأتفهَّم تماماً شعوركم بالخجل في هذه المرحلة، لكنَّ الاعتراف بضعفنا والإفصاح عن حقيقة المشاعر في داخلنا هي الطريقة الوحيدة للتخلص من هذا الخجل؛ لذا أفصِحوا عن حقيقتكم قولاً أو كتابةً حتى وإن كان لأنفسكم فقط.

من الرائع ما يحدُث حين نتحمَّل مسؤولية مشاعرنا ونبدأ بالشعور بها، وحين نشارك الأجوبة الروحية التي نحصل عليها مع الأشخاص في محيطنا؛ تتعمَّق الروابط ووسائل التواصل مع أنفسنا ومع الآخرين على الفور، وهذا يسمح لنا بصورة طبيعية باكتشاف تلك المشاعر وعلاجها بدلاً من تجاهلها، فثمَّة فرقٌ جوهريٌّ بين الحالتَين.

سأخبركم باثنَين من الاقتباسات المُفضَّلة لديَّ، واللذين يساعدانني على تخفيف وطأة مشاعري، أولهما للمعلِّم الروحيّ الجامايكي "موجي" (Mooji)؛ إذ يقول: "المشاعرُ زوَّار لأرواحنا فقط؛ لذا دعها تأتي وتذهب في حال سبيلها"، وثانيهما للشاعر الأمريكي "روبرت فروست" (Robert Frost)، ويقول فيه: "إنَّ أفضل طريقة للتخلُّص من أي مأزقٍ أو مشكلة هي من خلال مواجهتها".

السؤال الثاني: ما الذي أحتاج إليه كثيراً في حياتي في الوقت الحالي؟

هو سؤال أوجِّهه لجميع عملائي خلال مرحلة ما من علاجهم، ويُعَدُّ سؤالاً وجيهاً حين تسمحون لأنفسكم بالدخول إلى أعماقكم والكشف عن الأجوبة الروحية التي تعلمونها أصلاً؛ وذلك لأنَّ أفضل معلِّم لأنفسكم هو أنتم.

حين تجدون أنفسكم تعانون من الحزن والكآبة أو الخوف، أو تغيِّرون عاداتكم الروتينية في تناول الطعام مستغلين الطعام بوصفه شيئاً تتمسَّكون به خوفاً من الانجرار وراء مشاعركم والغرق فيها، فعليكم بسؤال أنفسكم عمَّا تحتاج إليه أرواحكم، وليس عن الحاجات المادية التي تنقصكم في الحياة عموماً، كامتلاك جسمٍ رشيق، أو ملابس من أحدث صيحات الموضة.

إذاً، فإنَّ مزيداً من التواصل مع أنفسكم ومع الآخرين وشعوركم بالفرح والبهجة هي الأشياء التي تمنحكم الشعو بالأمان حين تشعرُون بالعجز والتعب؛ لذا عليكم البحث في أعماقكم لاكتشاف الأجوبة الحقيقية داخل أرواحكم، وسؤال أنفسكم عن المشاعر التي ترغبون في عيشها.

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن الأكل العاطفي؟

السؤال الثالث: كيف سأحصلُ على ما أحتاج إليه بعد أن عرفته؟

حين تصلون إلى مرحلة طرح هذا السؤال على أنفسكم ستحظون ببعض المَرَح وتتمكَّنون من الاستمتاع قليلاً من خلال أحلامكم وتصميم ما ترغبونه فيها وإطلاق العنان لمخيلتكم؛ لذا اسمحوا لأنفسكم بالاستمتاع بذلك؛ لأنَّكم ستتمكَّنون في هذه المرحلة من معرفة ما ستفعلونه لمساعدة أنفسكم على الإحساس بالمشاعر التي ترغبون فيها؛ إذ علينا امتلاك زمام الأمور والقيام بما يجب القيام به كي نحصل على ما نريد.

إن كنتم ترغبون في عيش مزيد من الحياة الاجتماعية، فربَّما تنضمُّون لأحد صفوف اليوغا أو نوادي الكتب أو إحدى المجموعات التي تمارس رياضة المشي لمسافات طويلة معاً، وإن كنتم تتوقون لتحظوا بالمرح والمتعة، ففي إمكانكم البدء بالتخفيف من الواجبات المترتِّبة عليكم.

وهذا يُتيح لكم قضاء مزيد من الوقت مع أحبائكم، أو القيام بالنشاطات التي تحبونها، أو أخذ فترات طويلة من الراحة تساعدكم على إيجاد السلام داخلكم، وفي حال حاجتكم إلى التمرينات التي تُشعركم بالارتباط مع أجسادكم، يمكنكم العودة لممارسة أحد التمرينات التي اعتدتم على الاستمتاع بممارستها منذ سنوات، أو يمكنكم البدء بممارسة نوع جديد من التمرينات التي تناسبكم حالياً.

إذاً، لن يتمكَّن أي شخصٍ من تغييركم أو تغيير حياتكم، بل تقع المسؤولية في ذلك على عاتقكم وحدكم، وأضمن لكم بنسبة 1000% أنَّكم ستتمكَّنون من ذلك إن طبَّقتم ما تحدَّثنا عنه سابقاً؛ لذا توقَّفوا عن التوهُّم بأنَّكم لا تستطيعون القيام بذلك، وابدؤوا بكتابة قصة جديدة لحياتكم، واستمتعوا بالتغييرات المذهلة.

إقرأ أيضاً: أفضل 23 نصيحة لِخسارة الوزن عند النِّساء

في الختام:

أريدُ لمن يعاني منكم من اضطرابات الطعام أن يعلم أولاً وقبل كل شيء أنَّه ليس وحيداً، ولا يتمتع أي إنسانٍ منَّا بالكمال؛ لذا في المرة القادمة التي تشعرون فيها بالخجل أو الإحباط أو الغضب أو الذنب عن طريقة تناولكم للطعام، أريدكم أن تتوقفوا عن تعذيب أنفسكم وتستخدموا تلك الأسئلة الثلاثة التي تحدَّثنا عنها لمعرفة سبب قيامكم بذلك، وتراقبوا أنفسكم وتستفيدوا من ذلك في تغيير طريقة حياتكم، وإنشاء علاقة صحية ورائعة ومملوءة بالثقة مع الطعام، وبمجرَّد قراءتكم لما سبق، فقد بدأتم التغيير.

المصدر




مقالات مرتبطة